Helen Van Meen 2008
(عن الراحلين باكرًا)
أصلّي يا أمّاه كلّ ليلة كي تموتي قبلي.
حين كنت صغيراً، كنت أراقب خوفك عليّ وتعلّقك بي، وأخاف عليك منهما؛ وأسال نفسي: ماذا ستفعل إن أصابني مكروه؟ ورحت أصلّي كي ترحلي قبلي، لأنّ فكرة بقائك بعدي موجعة إلى حدّ الانكسار والهزيمة والعجز.
وحين صرت رجلاً، خفت على شيخوختك من الألم الذي يعمي العينين، ويحرق القلب، ويكسر الظهر، وأخذت أصلّي كي تعبري قبلي إلى الجهة الأخرى.
كيف سأحتمل يا أمّي وأنا أنظر إليك، من صورتي الموضوعة فوق طاولة الدار، ليلَ ثوبك الحزين؟ وكيف تريدين مني أن أبتسم داخل الإطار، والإطار الذي كان يحيط وجودك قد انكسر، وتفتّت أضلاعه، وتناثرت أجزاؤه؟ وكيف أرضى أن تصيري كتلة معجونة بالإحساس بالذنب والعجز عن الفهم؟
أيّتها الملكة المكلّلة بنبضات خوفك عليّ، والمتّشحة برداء قلقك على وجودي، والمزيّن وجهك بصفرة الهمّ والسهر، أرجوك لا تدعيني أرحل قبلك.
أصلّي يا أمّاه كلّ ليلة كي تموتي قبلي.
حين كنت صغيراً، كنت أراقب خوفك عليّ وتعلّقك بي، وأخاف عليك منهما؛ وأسال نفسي: ماذا ستفعل إن أصابني مكروه؟ ورحت أصلّي كي ترحلي قبلي، لأنّ فكرة بقائك بعدي موجعة إلى حدّ الانكسار والهزيمة والعجز.
وحين صرت رجلاً، خفت على شيخوختك من الألم الذي يعمي العينين، ويحرق القلب، ويكسر الظهر، وأخذت أصلّي كي تعبري قبلي إلى الجهة الأخرى.
كيف سأحتمل يا أمّي وأنا أنظر إليك، من صورتي الموضوعة فوق طاولة الدار، ليلَ ثوبك الحزين؟ وكيف تريدين مني أن أبتسم داخل الإطار، والإطار الذي كان يحيط وجودك قد انكسر، وتفتّت أضلاعه، وتناثرت أجزاؤه؟ وكيف أرضى أن تصيري كتلة معجونة بالإحساس بالذنب والعجز عن الفهم؟
أيّتها الملكة المكلّلة بنبضات خوفك عليّ، والمتّشحة برداء قلقك على وجودي، والمزيّن وجهك بصفرة الهمّ والسهر، أرجوك لا تدعيني أرحل قبلك.
*صحيفة النهار
هناك تعليقان (2):
مشاعر قاسية
وموقف غاية فى السواد
ان نري من نحبهم
يرحلون أمامنا
ربنا يديهم طول العمر
كل سنة وانت طيبة
أوجعني كلامك حد أني أشتقت بصدق لرؤية صورة أمك. هلا جعلتي صورتها على رأس النص يا ماري؟
طوبى لثدي أرضعك.
ـ هل "تقرفين" من تعليقاتي؟
إرسال تعليق