‏إظهار الرسائل ذات التسميات الميلاد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الميلاد. إظهار كافة الرسائل

السبت، 4 ديسمبر 2021

الحبّ في زمن الميلاد (من كتابي أحببتك فصرت الرسولة)


يصل زمن الميلاد ويحضر معه الوقت:
الوقت الذي مضى:
حين كان الطفل ينتظر جدّه صاحبَ الحكايات والدروس والعِبر، حاملَ أكياس الزبيب وعلبة الدبس وكمشة التين المجفّف،
حين كان الطفلُ يغفو على وعود جدّه بعالم أفضل، بحياة أجمل، بالسفر والنجاح والحبّ والزواج والأولاد،
وحين كان الطفل يغرق في النوم قرب جدّه، كانت رائحةُ الرجل العجوز الحكيم ترافق أحلام الطفل وتهديه كنجمة الميلاد إلى حيث يولد العطاء وتشعّ الحكمة.
...
الوقت الذي وصل:
حين صار الطفل رجلاً يستعيد حكايات جدّه مع أوّل كانون ويحملها زادًا طوال السنة وهو يشعر بأنه ليس وحيدًا لأنّ رائحةَ جدّه معه،
وهو مع ذلك أكثر الناس وحدة في خضمّ الازدحام الذي يحيط به، ولا يجد غيرَ شجرة يخبرها عن طفولته ويتقاسم معها الزبيب والدبس والتين والحكايات. جدّه صار شجرة.
...
الوقت الذي يأتي:
محمّلاً بالخيبة يومًا، وبالأمل يومًا:
يريد الرجل أن يصير جدًّا على صورة جدّه ومثاله، ينتظر الأحفاد، يزيّن المنزل، يرتدي كنزته الحمراء، ينفض الغبار عن أسطوانات قديمة تدور على نفسها كالدراويش وتينو روسي يرنّم أغنيات الميلاد،
يحاول الرجل أن يكون جدّه: ولكن لا زبيب ولا دبس ولا تين،
يفهم الرجل أنّه صار عجوزًا، وأنّ الزمن مضى وأنّ الأحفادَ لا يعرفون الزبيب والدبس والتين. ويكتشف أنّ حكاية جدّه ستنتهي معه، لتبدأ حكايته هو.

***
يحضر زمن الميلاد ويحضر معه الحنين:
الحنين الذي له طعمُ الدمع:
تنظر الجدّة إلى أولادها وأحفادها وتسأل نفسها خائفة: هل سأكون معهم في الميلاد المقبل؟ تستعيد وجوه الغائبين وتفكّر: هل يحتفلون بالميلاد في السماء؟
وحين تتخيّل طفلتها، التي هناك، تفتح الهديّة، وزوجَها، الذي هناك، يحمل طفلته لتضع الملاك على رأس الشجرة، تطمئنّ إلى أنّ الذين هناك يجعلون السماء سماء
...
الحنين الذي له لون البحر:
تحضّر الأمّ مائدة العشاء وهي تضع الحقّ في احمرار عينيها على فرم البصل للتبّولة
تنظر إلى مريم ترنو إلى طفلها في مزود المغارة، وتسألها:
هل تعلمين أنّ ابني الصغير هناك خلف البحر ولن يكون معنا في ليلة العيد؟ هلّا جعلت أيّامه كلّها أعيادًا وجمعت شملنا في هذي البلاد من دون أن أخاف عليه من فقر أو يأس أو خطر! هلّا جعلت الدفء في فراشه والطعام على مائدته والفرح في عينيه!
...
الحنين الذي له رائحة الحطب المشتعل:
ترتعش نفس الفتاة وهي تستعيد صورة جدّها يرمي الحطب في الوجاق ويقلّب بأصابعه التي تحطّبَ جلدُها حبّاتِ الكستناء والبلّوط: الكستناء لها ولأخوتها، والبلّوط له ولجدّتها ووالديها الذين تعيدهم النكهة المرّة إلى زمن الفرح الطفوليّ حين كان العيد يكتفي بأبسط الأشياء

***
يحضر زمن الميلاد وتحضر معه السكينة:
السكينة التي تشيعها الأضواء الخافتة والموسيقى الهادئة فيشعر الإنسان التعب بأنّه وصل إلى حيث الراحة، والإنسان الحزين إلى حيث الفرح، والإنسان الوحيد إلى حيث اللقاء
هي السكينة التي لا صوت لها عاليًا، ولا ضجيج صاخبًا، ولا ألوان باهرة
هي السكينة التي تنبع من الداخل وتفيض على كلّ ما ومن حولنا
هي السكينة التي لا يعرفها إلّا الأطفال والعاشقون والممتلئون نعمة العطاء
هي السكينة التي تجعل المريضَ قابلاً آلامه لا مستسلمًا لها
والأسيرَ عارفًا قيوده لا مقيّدًا بها
والمسافرَ عابرًا المسافات لا تائهًا فيها
هي السكينة التي لا بدّ منها وإلّا
استحوذ علينا جنون هذا العالم
وشرّدتنا أهواؤه
وأقلقت أرواحَنا تغيّراتُ مناخه وأرضه وناسه وعناصره
هي السكينة التي تجعل
السماءَ في قلب مغارة
والابتسامةَ في قلب هديّة
والواحدَ منّا في قلب الآخر ولو على مسافات وأعمار
يحضر زمن الميلاد الذي لا بدّ منه كي نستطيع أن نتابع حياتنا بعده
ونحن نعرف أنّ ثمّة نجمةً تنتظر أن نرفع رؤوسَنا ونراها ونمشي على هديها

***
يحضر الميلاد وأنت تنأى في المسافة
تقودُك نجمتُك بعيدًا
وأبقى أنا عند المغارة
لأرافق الطفل على درب جلجلته.


الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

اسمه عيد الميلاد! صحيفة النهار - الثلاثاء 14 كانون الأوّل

شذّبوا أغصان الشجرة كي لا تخفي المغارة!
هل ينتهي مسيحيّو الشرق في كرة زجاجيّة؟

أين الطفل يسوع؟

أجمل زينة للعيد



ما نعيش في أجوائه وما نحن مقبلون على الاحتفال به في 25 كانون الأوّل ليس عطلاً سعيدة  happy holidays، وليس أعياداً (بالجملة) جميلة، وليس استراحة طويلة بعد الفصل الأوّل من العامّ الدراسيّ، وليس تمهيدًا لسهرة رأس السنة، وليس مناسبة لسلسلة من البرامج التفلفزيونيّة محورها الانتباه إلى الوزن الزائد خلال هذه المرحلة.
هو بكلّ بساطة عيد الميلاد، وبالتحديد عيد ميلاد السيّد المسيح، ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كلّ الدهور والمساويه في الجوهر. وما دام هذا التعريف هو ما تؤمن به الكنيسة الرسوليّة الجامعة حتّى الآن، فعلينا الاعتراف به واحترامه واستخدامه عند الإشارة إلى هذه المناسبة، سواء أكنّا مؤمنين أم ملحدين، ممارسين إيماننا عن اقتناع أم بالإرث والتقليد، مسلمين أم دروزًا أم مسيحيّين أم يهودًا، بوذيّين أم هندوسيّين أم من أتباع العِلم. ويصحّ الأمر نفسه على جميع المناسبات الدينيّة التي ارتأى أتباعها إعطاءها تسميات معيّنة هي من صلب عقائد المعنيّين بها سواء أعجبنا الأمر أم لا، آمنا به أم رفضناه. فعيد الميلاد هو عيد الميلاد، وعيد الأضحى هذا اسمه، وعيد الفطر لا تتغيّر هويّته بتغيّر من يأتي على ذكره، وصولاً إلى رأس السنة الصينيّة وسوى ذلك من الأعياد الدينيّة والمدنيّة.
تعرّض عيد الميلاد منذ بداية الاحتفال به لأكثر من محاولة لتشويه معناه، من المسيحيّين الذين لم يفهموا الجوهر الدينيّ للمناسبة، ومن غير المسيحيّين الذين يسيئون – عن جهل أو عن قصد – إلى رموزه وشعاراته وطقوسه. وإذا حصرنا الكلام في المرحلة المعاصرة، فنجد أنّ بابا نويل هو من الأخطار على الدين إن لم نضعه في خانة مساعدة الفقراء وتوزيع الفرح على الناس. ومن غير المسموح أن يصير هو بطل العيد ومحوره فيخفي بقامته الكبيرة وجسمه العريض وثيابه الدافئة ولحيته البيضاء طفل المزود الصغير العاري. ولذلك باءت بالفشل محاولات بعض الكهنة استبدال مقدّم الهدايا ذي الثياب الحمر بثلاثة من المجوس يوزّعون الهدايا على مثال الملوك الذين حملوا الهدايا للطفل يسوع. فالأطفال يولدون اليوم وفيهم جينات موروثة تعتبر بايا نويل من المسلّمات، كالتنفّس والجوع والعطش. وشجرة العيد خطر آخر إن صارت تتبع الموضة والألوان السائدة وآخر صيحات الأزياء والديكور، ومغارة العيد خطر ثالث إن كان ثمن أيّ تمثال من تماثيلها يوازي الحدّ الأدنى لعائلة في حاجة إلى دواء وماء وكهرباء.
ولا يخفى أنّ السينما الأميركيّة خطر دائم على هذه المناسبة، وتتحمّل صالات السينما وإدارات المحطات التلفزيونيّة الأرضيّة والفضائيّة المسؤوليّة الأخلاقيّة والأدبيّة والوطنيّة والقوميّة، حين تختار أفلاماً أو برامج تسخر من العيد أو تتلاعب بمفهومه الدينيّ أو تجعله إطاراً لقصص طريفة أو حكايات حبّ يحضر فيها الجميع ويغيب صاحب العيد.
أمّا الخطر الأكبر، فهو اللغة التي بقدر ما هي إنتاج الفكر تستطيع أن تكون المؤثّر في خلاياه والمتلاعب بما يدور فيه. فحين يُختصر الاسم بالإنكليزيّة ليصير  Xmas، مع ما يعنيه الحرف الأوّل الذي "يؤكّس" على المعنى الروحيّ ويلغيه، فذلك مؤشّر إلى عمليّة غسل دماغ تحاول حرفاً بعد حرف أن تمحو العيد من الوجدان الجماعيّ. وحين يصرّ مقدّمو البرامج ومذيعو التلفزيون، أيّاً تكن المحطّة ومهما كان انتماؤها، على التهنئة بموسم الأعياد من دون تحديد، فذلك يعني أنّ المحاولة تأخذ بعدًا آخر لطمس الهويّة وتمييع هدف الاحتفال. وهذا أمر فعلته إسرائيل حين خطّطت لإلغاء الوجود الفلسطينيّ من فلسطين، فمحت أسماء القرى والبلدات وغيّرت معالم الشوارع والطرق وهدمت ما يرتبط بذاكرة المكان، كعيون المياه وساحات القرى والجوامع والكنائس وأنواع الأشجار، كي لا يجد العائدون، ولا بدّ عائدون، ما يذكّرهم بحكايات آبائهم والأجداد.
ليس الوقت ملائمًا أبدًا للتذرّع بحجج إعلاميّة وإعلانيّة وانتماءات علمانيّة في وقت يبدو الخطر على مسيحيي الشرق أكيدًا وخطيرًا. ومن غير المسموح أن يكون الإعلام اللبنانيّ، بمختلف اتجاهاته ووسائل تعبيره، رأس الحربة في حرب تطاول أيّ دين من الأديان التي يتشكّل منها النسيج الاجتماعيّ في المشرق العربيّ عموماً واللبنانيّ خصوصاً، فكيف إن كان الأمر يتعلّق بالمسيحيّين الذين يتعرّضون لاعتداءت الأصوليّين؟ فإن كان الإعلاميّون والمعلنون يجهلون ما يفعلون فالأمر خطير على الثقافة واللغة والدين، وإن كانوا يعلمون ويفعلون فالأمر في غاية الخطورة على الكيان اللبنانيّ كما نتمنّاه: المتعدّد الحضارة بلا حساب للعدد، والمنفتح على كلّ العالم من دون أن يكون مشرّع الأبواب، والمتنوّع الثقافات من دون أن تكون النوعيّة فيه حصريّة.
*****
صحيفة النهار - الثلاثاء 14 كانون الأوّل

الأحد، 23 ديسمبر 2018

الطفل يسوع والرجل المسيح





وقف المسيح الرجل على باب المغارة وخاطب الطفل يسوع من دون أن ينبس بكلمة:

هنيئًا لك يا أيّها الصغير الذي هو أنا

الذي هو أنت
الذي هو هو
هنيئًا لك
أحضروا إليك الليلة الهدايا والطعام
أمّا أنا فيحملون إليّ كلّ يوم الوجع والجوع
ويلقون على كتفي كلّ ليلة آلامهم لأحملها عنهم
وفي كلّ لحظة يضعون بين يديّ مرضاهم لأشفيهم
استمتعْ بما أنت فيه يا وحيد أمّك
فالرعيان أطيب قلبًا من جنود الاحتلال
والعلماء أبعد نظرًا من الحكّام
والخراف أكثر وداعة من خيول العسكر
والمغارة الصغيرة أكثر أمنًا من القصر الفخم
وترانيم الملائكة أعذب من صراخ الجماهير
والقشّ غير الشوك
كلْ ونمْ يا ابن أبيك
واترك لي عندما تكبر أقمطتك لأستر بها عريي على الصليب
افتح عينيك يا طفل السماء واستمتع بالوداعة في عيون زائريك
فغدًا لن ترى إلاّ نظرات السخريّة والشماتة والحقد
احمل سريرك وامش يا من تحمله الملائكة
فغدًا ستحمل صليب العار
اشربْ حليب أمّك يا خبز الحياة 
فغدًا سيسقونك الخلّ لعلّك تنسى خمرة الفصح
ماذا ستفعل بذهب المجوسيّ

يا من لا تعني كنوز الأرض لطفولته شيئًا
ويا من سيباع بالفضّة؟
ألن يكون التاج من شوك؟
ما حاجتك إلى اللبان يا مصدر العطر العذب
فالرائحة ستفوح من الدم النازف؟
وماذا يخيفك في المرّ 
يا من لا يحتاج إلى حنوط الموتى لأنّه هو الحياة؟

يد أمّك تداعب رأسك الصغير تنسيني آثار الإكليل في رأسي
ويد يوسف تمسك بيدك تبلسم في يدي جرح المسمار
وتسابُقُ أولاد الرعاة لحملك يذكّرني بسمعان القيروانيّ الذي ساقوه إلى حمل الصليب معي
بعدما تنكّر لي سمعان الصخرة
هل تعرف من أنت يا كلمة صار جسدًا كما أعرف من أنا؟
هل تستطيع أن تصنع الأعاجيب مثلي أم أنت في حدّ ذاتك أعجوبة السماء على الأرض؟
بعد أكثر من ألفي سنة يا صغيري الذي هو أنا، ستبقى صغيرًا

لا بل ستكون أصغر من كلّ الذين حولك
وأصغر من الطابات الملّونة المعلّقة فوق رأسك
وأصغر من الخروف والنجمة والملاك
فتكاد أمّك تصرخ بالناس:
شذّبوا أغصان شجرة الميلاد كي لا تخفي باب المغارة!

أنت الآن، وستبقى، بحجم حبّة القمح التي زرعتَها 
عجوز فقيرة في صحن فخّار عتيق ليلة عيد،
ومثلها جميل وكلّك حياة وخصب وعطاء
ومع ذلك فأنا أحسدك
لأنّ الناس يتسابقون لتحضير مكان ولادتك
أمّا أنا فيتسابقون لإعداد صليبي
كلّ ذلك لأنّك أنت لا تتكلّم
ولأنّني بالحقّ نطقت

دعني أنم إلى جانبك يا طفلاً صار أنا
ولم يكن يعي أنّه يعرف
فمشوارنا بدءًا من الليلة سيكون طويلاً
لكنّك لن تكون وحيدًا يا صديقي
فأنا معك إلى منتهى الدهور
لتنمو بالقامة والحكمة التي تلي الألم
أراك منذ الآن تلعب مع أترابك
وتلهو مع أولاد الجيران
وتعود إلى البيت لتطرح على أمّك الأسئلة الصعبة
فتنظر المرأة إلى يوسف طالبة منه المساعدة
فيلتفت إليك النجّار الطيّب ويقول: 
عدْ إلى اللعب الآن، وستجد الأجوبة من تلقاء نفسك

وبالفعل سيحصل ذلك ليلة ذهابك إلى الهيكل

وأنت في الثانية عشرة من عمرك
تلك الليلة بكيت ولم يكن معك سواي
سالت دموعك كما في بستان الزيتون
ومن خلال حجاب الدمع رأيتني للمرّة الأولى ولم تُفاجأ
ولم تهرب ولم تغمض عينيك
تركت دموعك تنسكب بصمت
وأنت تكتشف دمعة بعد دمعة من أنت ومن أنا
تنظر إلى المغارة وترى ولادتك
وتنظر إلى المغارة وترى قيامتك
وتتمنّى لو كان في إمكانك 
ألاّ ترى مسيرة الجلجلة التي امتدّت بينهما...

في تلك الليلة التي لا أحد يعلم بشأنها إلاّ الآب
عرفت ماذا ينتظرك فخفت
وطلبت منّي أن أُبعد هذه الكأس
فأجبتك: ولكنّي لأجل هذا أتيت
سألتني إن كانت الجراح تؤلم
قلت لك: المعاناة تؤلم أكثر
سألتني إن كان النزف سيتواصل
قلت لك: إلى أن تصير الأرض سماء
سألتني: هل الموت مخيف؟ 
قلت لك: ليس لمن يحبّ
سألتني: لماذا أنا؟ 
قلت لك: لأنّك الكلمة
***
صحيفة النهار - الثلاثاء 21 كانون الأوّل 2010

الاثنين، 17 ديسمبر 2018

أجواء ميلاديّة -2 : شجرة الميلاد (2010)

من احتفالات عيد الميلاد في القدس

أيّة شجرة ميلاد هي الأجمل؟
هل هي ذات الزينة المنطبعة بلون الحزب أو التيّار؟ أم هي تلك المملوءة فراشات؟ أم هي تلك التي توزّعت على أغصانها الخضراء البلا حياة عصافير بلا أصوات؟ أم هي تلك التي ارتدت حلّة زهريّة لأنّ فتاة صغيرة ولدت للعائلة؟ أم هي تلك الذهبيّة المشعّة كعرش ملك أعجميّ؟
يتنافس الناس بين بعضهم وينافس كلّ واحد نفسه. إذ لا يجوز أن تشبه زينة الشجرة تلك التي عند الجيران ولا تلك التي استعملت العام الفائت. فالواجب الدينيّ يقضي (على ما يبدو) بأن يكلّف المرء نفسه أكثر من طاقته كي تصير الشجرة هي الهدف في حدّ ذاته، إلاّ إذا اعتبرناها وسيلة ولكن لكي تتيح لصانعها أن يتباهى بها أمام جيرانه وأصدقائه وعائلته.
ومصمّمو شجرات الميلاد مصمّمون كذلك على تحدّي أنفسهم، فلا يجوز أن تستعاد الزينة بين عام وآخر أو أن تتشابه وإلاّ اعتُبر الأمر إهانة لمستوى العائلة الاجتماعيّ، وإهانة لذكاء المصمّم وإبداعه.
الطابة الواحدة أيًّا يكن لونها أغلى من ثمن الخبز طيلة الأسبوع.
النجمة فوق الشجرة أغلى من كيلو بندورة.
الملاك المبشّر الجميل فوق المغارة أغلى قنينة غاز.
الخروف على باب المغارة أغلى من كيلو اللحم.
الطفل يسوع في مزوده الصغير أغلى من غطاء صوف لطفل لا حيوان يمنحه الدفء.
ولكن ما يلفت الانتباه في موضوع هذا السباق لتأمين أجمل شجرة للعيد هو أنّ المسيح الرجل ينظر إلى المسيح الطفل ويقول له: هنيئًا لك، يتسابقون لتحضير مكان ولادتك لأنّك لا تتكلّم، أمّا أنا فيتسابقون لإعداد صليبي لأنّني بالحقّ نطقت.

الأحد، 10 ديسمبر 2017

يوم تكلّم يوسف زوج مريم


يوم تكلّم يوسف زوج مريم

لماذا أنا؟
لماذا اخترتَ المرأة التي أحبّ من بين كلّ النساء لتكون أمًّا لابنك الوحيد؟
لماذا طلبت منّي أن أسهر عليها وعليه كزوج وأب من دون حقوق الزوج أو سلطة الأب؟
هل تعرف ماذا يعني أن تكون قريبًا إلى هذا الحد من المرأة التي تحبّها، وتعشق رائحة ثيابها، وحركة يديها وهي تحضّر الطعام، وكلامها وهي تحادث الجارات، ولا تملك الحقّ في الاقتراب منها؟
هل تعرف ماذا يعني أن أكون أنا الرجل العاشق المنتظر ليلة لقاء عروسه محرومًا من لمسة يدها، ممنوعًا من التفكير بذلك؟
مذ عرفتها وأنا أحلم بها، فإذا بك تقتحم أحلامي لتحدّثني عن أنّك اخترتها واخترتني لدورين آخرين، حتّى صرت أخشى أن أنام. مذ أحببتها وأنا أخطّط لزواجي منها، فإذا بك تعرقل خططي وتجعلها عروسًا سماويّة، وهيكلاً مقدّسًا لوحيدك.
يدعوني الناس البار والبتول، ولا يعرفون كم عانيت لأقنع نفسي أنّي يجب أن أكون كذلك. وهل يمكن أحدًا أن يتصوّر ماذا يعني أن تحبّ المرأة الوحيدة في العالم التي يريدها الله؟
أنا منذور لها وهي منذورة لابنها.
أنا أتألّم لحرماني منها، وهي تتألّم من خوفها على وحيدها.
أنا رجل العائلة والكلمة ليست لي، بل لمن يقول عن نفسه أنّه الكلمة وأنّه سيصير الجسد.
من أين لك هذه الثقة بي لتأتمنني على من تحبّ؟
وهل تعرف ماذا يعني أن تحمّلني هذه الثقة؟ هذه المسؤوليّة؟
أنا أفكّر فيها كامرأة، وهي تصلّي لك كإله.
هي تحضّر لي الطعام، وابنها يحضّر نفسه ليكون طعامًا لسواه.
أنا أنظر إليها وهي تغسل ملابسي، وهي تنظر إلى ابنها وهو يغسل أرجل تلاميذه.
لا ترسل إليّ ملاكك الرسول في الحلم، ولا تتعبه في نقل أوامرك. لقد قبلت منذ زمن وانتهى الأمر. ولكن لا تطلب منّي أن أنسى كيف أحببتها. لا تطلب منّي أن أنظر إليها كأمّ ولا أرى المرأة التي فيها. لا تطلب منّي أن أغمض عينيّ عندما نكون في بيتنا الصغير. لا تطلب منّي أن أمتنع عن التقاط نغمات صوتها وهي تتحدّث عن ابنها. لا تطلب منّي أن أحتمل كلام الناس وهم يسخرون من ابنها الذي ولد قبل أن تمضي تسعة أشهر على زواجنا. لا تطلب منّي أن أكون قدّيسًا في وقت كنت أريد أن أكون رجلاً متزوّجًا وسعيدًا.
كيف اخترنا أنا وأنت المرأة نفسها؟ فأنا اخترتها منذ بداية وعيي على الدنيا وأنت اخترتها منذ البداية البداية. وما دمت قد سبقتني فلماذا سمحت لي بالوقوع في هواها؟ فلو كنت أعلم أيّ مخطّط رسمته لنا لمنعت نفسي ربّما عن هذا الحبّ. غير أنّك تعرف ماذا تفعل. لا شكّ في ذلك. تركتني كي أقع في غرامها، ثمّ أعلنت لها عن اختيارك لها، وكنت تعلم أنّها ستوافق لأنّها تحبّك، ثمّ طلبت منّي أن آتي بها إلى بيتي وأحميها من ألسنة السوء وكنت تعلم أنّي سأقبل لأنّي أحبّها.
أيّ مخطّط ذكي هو ذاك الذي تمّ؟
باسم الحبّ وبسببه، قبل كلّ منّا تنفيذ المهمّة التي أعطيت له، ولم يتراجع حتّى اللحظة الأخيرة، متحديًّا الألم والرغبة والحرمان.
أيّ حبّ أعظم من هذا؟

    

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

الفقير في العيد: زوروني كلّ سنة أكثر من مرّة (2010)

طفلة هنديّة تعمل لتأمين قوتها

     ألا يكفي أنّه فقير؟ ألا يكفي أنّه لا يملك شيئًا من حطام هذه الدنيا، فاتركوا له على الأقلّ كرامته، ولا تجعلوه موضوعًا لبرامجكم ومقالاتكم في مناسبة الأعياد ثم تركنونه على الرفّ في خزانة الضمير بعد أن تقولوا له: وإلى اللقاء في الحلقة القادمة، من العامّ المقبل، وكلّ عيد وأنت فقير يا فقير.
     الفقير في العيد يقول للتلفزيونات والصحف التي تجعله حبش العيد المحشو وعودًا وتمنيّات: زوروني كلّ سنة...أكثر من مرّة.
     على الإعلام أن يسلّط الأضواء على الفقر لا على الفقراء، على الإعاقة لا على المعوّقين، على اليتم لا على الأيتام، وبمعنى آخر يجب أن نعالج المشكلة لا أن نكتفي بفضح نتائجها أمام الكاميرات وفي عناوين الصحف. فمن السهل أن نجد فقراء راغبين في عرض مشاكلهم على شاشات مضاءة في كلّ بيت، ولكن إلى كم من الوقت سينقذه ذلك من عتمة يغرق فيها باقي أيّام السنة؟ ففي ليالي العيد، الأثرياء لن يتسمّروا أمام الشاشات لمشاهدة فقراء يحسدونهم على ثرائهم، والفقراء سيقولون في أنفسهم: نملك ما يكفينا من المشاكل ولسنا في حاجة إلى مزيد منها. أو يقولون: لماذا حلّت نِعَم التلفزيونات على هؤلاء وليس عليّ؟ وبالتالي كيف حلّ الإعلام مشاكل الفقراء؟ "دي ليلة حبّ حلوة" بحسب كوكب الشرق، ولكنّ فقراء هذا الشرق لا تكفيهم ليلة عطف، فيها من النجوميّة أكثر ممّا فيها من الحبّ.
     أنا لا أنفي عن مقدّمي هذه البرامج أو عن الصحافيّين عمومًا مشاعر صادقة تجعلهم يرغبون في تقديم المساعدة، غير أنّ المنافسة المهنيّة والتسابق على من يحقّق سبقًا صحافيًّا مع أكثر الفقراء فقرًا أو مع أكثر المرضى مرضًا يجعلهم يتعامون عن الناحية الإنسانيّة ويتغاضون عن حقّ الفقراء والمرضى في خصوصيّة مشرّفة لا تجعلهم نجومًا تنطفئ مع إطلالة صباح العيد حين ينتهي الإعلام من تسليط أضوائه المخادعة على الفقر والمرض.
     يقول العارفون ببواطن أمور الإنتاج إنّ كلفة الحلقات التي تعالج مشكلة الفقر والتي تعرض خلال الأعياد، مع ما يرافقها من إعلانات، تكفي عائلات كثيرة طيلة سنة كاملة. والملابس التي يرتديها مقدّمو هذه البرامج مع كامل زينتها وأكسسواراتها تخفّف بثمنها المرتفع الديون عن كواهل كثيرين من أرباب العائلات، فما الحكمة التي تقف خلف هذا النوع من البرامج، وما الهدف منها؟ وكيف نفسّر لأنفسنا الإعلانات عن السيّارات والمجوهرات والكحول والعطور في برامج مخصّصة لمعالجة الفقر؟ وهل نريد القول للفقراء لا تقتربوا من هذه السيّارات النظيفة للتسوّل ولا تتركوا بصماتكم القذرة على لونها المشعّ، ولا تتردّدوا في البكاء فدموعكم تشبه حبّات اللؤلؤ حول أعناق نسائنا، ودعونا نمطركم بالكحول لتنسوا فقركم وبالعطر لننسى رائحتكم النتنة؟
     إنّ إراحة الضمير لا تكون بعرض فنيّ باذخ، والإحسان والصدقة لا يكونان في العلن وأمام ملايين المشاهدين، وليلة الحبّ هذه ستكون حتمًا بألف ليلة وليلة من النسيان والإهمال والجوع.
     وإلى اللقاء في العيد المقبل مع فقير آخر.


فلنترك العيد للأطفال إن لم نستطع أن نعود فيه أطفالاً (2010)



بدأ الناس في الأعوام القليلة الماضية تقليدًا جديدًا يقضي بالاحتفال بتوزيع هدايا الملاك الحارس في أماكن العمل، وذلك في مناسبة عيد الميلاد. ويعني ذلك لمن لا يعرف بأمر هذا التقليد الجديد أن يسحب كلّ عامل أو موظّف بالقرعة اسمًا لزميل أو زميلة له، ويحضر له هديّة.
الأمر لطيف وجميل، ولكن ما شهدت عليه في أكثر من مكان هو تشويه لمفهومَي اللطف والجمال، وبالتأكيد لا علاقة له بالمحبّة والعيد. فخلال دورة صندوق الأسماء على المعنيين تنطلق صيحات الاستهجان عندما يعرف من مدّ يده وسحب الورقة لمن سيكون "ملاكًا حارسًا":
- لا أريد أن أكون ملاكًا حارسًا لهذه المرأة فهي لئيمة وبالكاد تردّ التحيّة.
- لا أرجوكم، أيّ شخص آخر إلاّ هذا، فالرجل ثقيل الدم والظلّ ولا أطيق فكرة أن أختار له هديّة.
- إلاّ هذه المرأة التي لا يعجبها العجب، فمهما ابتعت لها ستتذمّر وتعبس.
- ماذا أختار لهذه المرأة من دون أن تظنّ أنّني معجب بها؟
- أنا سخيّ وفي كلّ سنة تكون هديّتي لسواي هي الأغلى ثمنًا في حين لا يقدّمون لي سوى الهدايا السخيفة.
وهكذا تتوالى تعليقات الاستنكار والاستهجان، فضلاً عن صيحات الرفض والاعتراض، يضاف إليها عبارات التأفّف والتذمّر، ما يجعل الاحتفال برمّته جولة من المصارعة المتحرّرة من قيود التهذيب وحسن التصرّف، عدا عن توالي مشاهد الخبث والتمثيل المفضوح. وهو مشهد مستهجن ومرفوض فكيف إن تزامن الأمر كلّه مع عيد يدعو إلى عكس ذلك؟
الأمر حلّه بسيط. لا داعي لكلّ ذلك. فلنترك للملاك الحارس صورته البهيّة الطاهرة، ولنبقَ شياطين كما كنّا خلال 364 يومًا في السنة.

الأحد، 13 ديسمبر 2015

من مغارة بيت لحم إلى قمّة كوبنهاغن (2009 - من سلسلة الموارنة مرّوا من هنا)

وادي القدّيسين في قنّوبين

في مغارة الميلاد، "أرسل الله ابنه الوحيد نورًا للأمم"، وبالتالي لم تكن ثمّة حاجة إلى إضاءة تستهلك مقدّرات الطبيعة. وأدفأت الحيوانات الطفل الإلهيّ الذي وضع على القشّ الدافئ فلم تكن ثمّة حاجة إلى تدفئة مركزيّة تسبّب إهدارًا في الطاقة. ولم تكن الأرض تنشد إلاّ السلام، كأنّ الأمور الأخرى كانت متوافرة ولم يكن من الداعي طلبها. الخشب الموجود كان يكفي لبناء هيكل سليمان والصلبان على عدد المغضوب عليهم، والمياه الموجودة تكفي لعمادة من يرغب في الولادة من الروح بعدما ولد من الجسد، والتربة الموجودة يرسم عليها المسيح علامات الأزمنة لمن يعرف أن يقرأ، ويضعها على عيني الأعمى فيرى. أمّا اليوم فيبحث الناس عن المياه والخشب والتراب ومصادر الطاقة، وهم يعرفون أن لا سلام على الأرض ما لم يجدوا حاجتهم من هذه العناصر التي لا وجود للحياة بالشكل الذي نعرفه من دونها.

في مغارة بيت لحم، وصل المجوس، علماء الفلك في بلاد فارس، ولم تكن في بالهم المفاعلات النووية ولا القضاء على بني إسرائيل، كانوا يثقون بأنّ السماء وعدتهم بما هو أهمّ وأجمل وكانوا يريدون أن يكونوا شهودًا لا شهداء، وبأنّ الثروات التي يملكونها ليست ملكًا خاصًا بهم وحدهم، بل هي ملك الجميع. ووصل الرعاة البدو وهم يعرفون أنّ وجودهم في مكان واحد مع ملوك المجوس لا يعني أنّ الشيوعيّة هي التي انتصرت بل المحبّة، وأنّ فقرهم لا يعفيهم من المسؤوليّة عن مصير هذا العالم، وأنّ دعوتهم إلى هذا حضور هذا "المؤتمر" لا تعني أنّهم سيحصلون تلقائيًا على حصصهم من هدايا الميلاد.

من مغارة بيت لحم إلى قمّة كوبنهاغن، لا تزال البشريّة مجدّة في سعيها نحو الخلاص.

هناك من يبحث عنه في هذه الأرض، وغالبًا ما يعني ذلك خلاصه هو ولو على حساب البشريّة، فيتلف غلاله كي لا يهبط سعرها في السوق، أو يقتل ليختبر سلاحًا جديدًا، أو يبيد شعوبًا في سبيل بقاء شعوب أخرى.

وهناك من يبحث عن هذا الخلاص في السماء فيهملون الأرض وما عليها ومن فيها، وحتّى هؤلاء ينقسمون فريقين: فريق يستثمر أمواله في الفضاء بحثًا عن مستعمرات جديدة وشعوب غريبة ولا يلتفت إلى أهل بيته، وفريق يؤمن بأنّ كلّ شيء باطل ولا يستحقّ هذا العالم إلاّ أن نعبر فيه سريعًا ومن دون أن نتعلّق بأيّ شيء فيه.

وفي مختلف تلك الحالات لم تصل البشريّة إلى مدينتها الفاضلة ولم تستعد بعد فردوسها المفقود.

في قمّة كوبنهاغن سيطلب الأثرياء من الفقراء أن يستحمّوا أقلّ ليملأوا هم أحواض السباحة في قصورهم ومنتجعاتهم، وأن يناموا باكرًا ويوفّروا الطاقة الكهربائيّة ليسهروا هم تحت أشّعة ثريّاتهم الكريستال، وأن يمتنعوا عن قطع الأشجار لتدفئة غرفهم الصغيرة ليملأوا هم مواقد تضفي جوًّا شاعريًّا على شاليهاتهم الغارقة في دفء "الشوفاج".

ونحن من يتابعون أخبار تلك القمّة المصيريّة والتي ستكون كلفة مصاريف الوفود والوقود فيها باهظة، إذا علمنا أنّ الحرارة خلال أيّام القمّة ستراوح بين درجة واحدة وسبع درجات، فسنسأل أنفسنا ببراءة: لماذا تمّ اختيار بلد بارد ومكلف في حين كان ممكنا عقد القمّة في بلد معتدل الحرارة يوفّر التدفئة أو التبريد لآلاف المشاركين من رؤساء ومرافقين وموظّفين ومراسلين؟ هذا طبعًا فضلاً عن مصاريف الفنادق والتنقّل ووجبات الطعام.

إنّ قمّة تبدأ بمثل هذه المبالغ الخياليّة من المصاريف على آلاف العلماء، من أجل التفكير في إنقاذ كوكب الأرض ستجعل العالم مغارة علي بابا لفئة من الناس تريد أن تبيع سيّارات وأسلحة، ومغارة الإنسان البدائيّ لفئة أخرى لا تعرف إلاّ أن تكون مستهلِكة ومستهلَكة.

ولكنّها، أيّ القمّة، لن تجعلنا قطعًا قريبين من مغارة الميلاد حيث استطاع طفل صغير وامرأة بسيطة ونجّار نشيط (بالتأكيد لم يقطع في حياته من الأشجار ما تسبّب بخطر على البيئة) ومجموعة رعاة مع حيواناتهم، وثلاثة علماء فقط، أن ينقلوا البشريّة إلى عهدها الجديد.

* جريدة النهار - الثلاثاء 8 كانون الأوّل 2009

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

ما تنسوا يا ولاد (أغنيّة ميلاديّة للأطفال)

مغارة الميلاد من البيرو


ما تنسوا يا ولاد

ما تنسوا يا ولاد
بعجقة العياد
كيف بيكون العيد
***
منّو ع الشجرة العيد
ولا مخبّا بهديّة
منّو بفستان جديد
ولا بكنزة شتويّة
بالفرح، الحبّ، العيد
بقلوب مضويّه
بعيون عم تلمع
قناديل سهريّة
***
العيد هويّ الناس
يلاّ ت تنحبّ الناس
نمسك إيد الموجوع
نصلّي ت يفلّ الجوع
نحكي الجار الختيار
ونسمع شو عندو خبار
ت يتزيّن كلّ الكون
بْميّة نجمة وميّة لون
***
ما تنسوا يا ولاد
بعجقة العياد
كيف بيكون العيد
**********

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.