نكاد نقتنع، نحن الفقراء، بأنّنا مسؤولون عن التلوّث والأمراض والأوبئة ومشاكل البيئة والتكاثر السكانيّ والقضاء على الثروات الطبيعيّة واستهلاك مواردها التي باتت شحيحة.
فوسائل الإعلام مثلاً لا تتوقّف عن دعوتنا إلى عدم الهدر في المياه والكهرباء والتخفيف من تلويث البيئة، ولكن إذا أحصينا كميّة المياه التي تستهلكها عائلة فقيرة نجد أنّها لا تشكّل نقطة في مسبح عائلة ثريّة، وإذا راقبنا دلو المياه الذي يأخذ منه الفقير ما يكفيه للاستحمام نجد أنّ الكميّة المستهلكة لا تكاد تكفي كي يغسل طفل ثريّ أسنانه. وإذا حسبنا كميّة الملابس التي تحتاج إلى غسل وأوعية الطعام التي يجب أن تجلى الأوساخ عنها لوجدنا أنّ الفقراء لا يملكون الكثير من الثياب ويخشون إن غسلوها بكثرة أن تهترئ ويخسروها، وهم يلحسون صحونهم حتّى آخر حبّة رزّ فلا يهدرون إذًا الكثير من المياه. ومع ذلك فمطلوب منهم أن يقتصدوا عند الاغتسال والتنظيف كي يستطيع أحد الأثرياء أن يفتح رشّاش الدوش على جسمه ليزيل التشنّج عن كتفيه وعطور النساء عن جسده.
وعلى الفقير الذي يملك لمبة واحدة أن يطفئها وينام باكرًا، لكي تستطيع إحدى سيّدات المجتمع أن تضيء الثريّات الكريستال في صالونها الفخم خلال سهرة فنيّة تجمع نخبة من أهل البلد. وهو طلب منطقيّ إذ يقول المثل عندنا: نام بكّير وقوم بكّير وشوف الصحّة كيف بتصير، والعتمة تسمح للفقير بتأمّل القمر والنجوم ما يدفعه لكتابة الشعر الذي سيستمتع الثريّ بقراءته.
وعليه أن يرتدي ملابس مصنوعة من النايلون والبوليستر ويترك القطن الصحيّ والحرير الطبيعيّ النادر للثريّ، وعليه أن يأكل من مستوعبات النفايات ويبتلع الفضلات لكي يساعد في التخفيف من التلوّث بدل أن تبنى مصانع لإعادة تدوير النفايات.
صحيح أنّ الأثرياء هم الذين يملكون الآلات التي تلوّث الطبيعة وتساهم في توسيع ثقب الأوزون ورفع حرارة الأرض، ولكنّهم لا يفعلون ذلك إلاّ مرغمين وتحت وطأة ظروف قاهرة وفي سبيل المصلحة العامّة.
وبما أنّ الفقراء أكثر بكثير من الأغنياء من الطبيعيّ أن يستهلكوا كميّة أكبر من الهواء، ولذلك يتمّ الآن إعداد حملة إعلانيّة ضخمة تهدف إلى تنبيه الفقراء إلى مخاطر أنانيتهم وتوجيههم إلى ضرورة المساهمة في حلّ مشكلة الأرض، وذلك بالطلب منهم أن يمتنعوا عن عمليّة الشهيق، والاكتفاء حاليًّا بالزفير لأنّهم يسحبون الأوكسجين من أمام أنوف الأثرياء.
ولكن المشكلة معنا نحن الفقراء ليس لها حلّ، فإن طلب منّا إطفاء المصابيح أنجبنا الأطفال أي المزيد من الفقراء، وإن طلب منّا التوقّف عن الشهيق متنا ولن يجد الأغنياء من يخدمهم. ولذلك سيبقى الفقر المشكلة التي تؤرق الأغنياء. وربّما هنا نتساوى.
فوسائل الإعلام مثلاً لا تتوقّف عن دعوتنا إلى عدم الهدر في المياه والكهرباء والتخفيف من تلويث البيئة، ولكن إذا أحصينا كميّة المياه التي تستهلكها عائلة فقيرة نجد أنّها لا تشكّل نقطة في مسبح عائلة ثريّة، وإذا راقبنا دلو المياه الذي يأخذ منه الفقير ما يكفيه للاستحمام نجد أنّ الكميّة المستهلكة لا تكاد تكفي كي يغسل طفل ثريّ أسنانه. وإذا حسبنا كميّة الملابس التي تحتاج إلى غسل وأوعية الطعام التي يجب أن تجلى الأوساخ عنها لوجدنا أنّ الفقراء لا يملكون الكثير من الثياب ويخشون إن غسلوها بكثرة أن تهترئ ويخسروها، وهم يلحسون صحونهم حتّى آخر حبّة رزّ فلا يهدرون إذًا الكثير من المياه. ومع ذلك فمطلوب منهم أن يقتصدوا عند الاغتسال والتنظيف كي يستطيع أحد الأثرياء أن يفتح رشّاش الدوش على جسمه ليزيل التشنّج عن كتفيه وعطور النساء عن جسده.
وعلى الفقير الذي يملك لمبة واحدة أن يطفئها وينام باكرًا، لكي تستطيع إحدى سيّدات المجتمع أن تضيء الثريّات الكريستال في صالونها الفخم خلال سهرة فنيّة تجمع نخبة من أهل البلد. وهو طلب منطقيّ إذ يقول المثل عندنا: نام بكّير وقوم بكّير وشوف الصحّة كيف بتصير، والعتمة تسمح للفقير بتأمّل القمر والنجوم ما يدفعه لكتابة الشعر الذي سيستمتع الثريّ بقراءته.
وعليه أن يرتدي ملابس مصنوعة من النايلون والبوليستر ويترك القطن الصحيّ والحرير الطبيعيّ النادر للثريّ، وعليه أن يأكل من مستوعبات النفايات ويبتلع الفضلات لكي يساعد في التخفيف من التلوّث بدل أن تبنى مصانع لإعادة تدوير النفايات.
صحيح أنّ الأثرياء هم الذين يملكون الآلات التي تلوّث الطبيعة وتساهم في توسيع ثقب الأوزون ورفع حرارة الأرض، ولكنّهم لا يفعلون ذلك إلاّ مرغمين وتحت وطأة ظروف قاهرة وفي سبيل المصلحة العامّة.
وبما أنّ الفقراء أكثر بكثير من الأغنياء من الطبيعيّ أن يستهلكوا كميّة أكبر من الهواء، ولذلك يتمّ الآن إعداد حملة إعلانيّة ضخمة تهدف إلى تنبيه الفقراء إلى مخاطر أنانيتهم وتوجيههم إلى ضرورة المساهمة في حلّ مشكلة الأرض، وذلك بالطلب منهم أن يمتنعوا عن عمليّة الشهيق، والاكتفاء حاليًّا بالزفير لأنّهم يسحبون الأوكسجين من أمام أنوف الأثرياء.
ولكن المشكلة معنا نحن الفقراء ليس لها حلّ، فإن طلب منّا إطفاء المصابيح أنجبنا الأطفال أي المزيد من الفقراء، وإن طلب منّا التوقّف عن الشهيق متنا ولن يجد الأغنياء من يخدمهم. ولذلك سيبقى الفقر المشكلة التي تؤرق الأغنياء. وربّما هنا نتساوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق