لغة الندب والرثاء هي اللغة التي نستعملها في أحلامنا. هي لغة الثكالى التي لا تبحث عن صور جديدة ولا تفكّر ولا تتفلسف ولا تدّعي ولا تمثّل ولا تخترع كلمات. هي لغة لا يعنيها إن سجّلها التاريخ أو احتفلت بها محافل الأدب والمتأدّبين، هي لغة متفلّتة من كلّ رقابة، مجنونة، باكية، متفجّعة، بسيطة، عفويّة، متسائلة، حيرى، منفعلة، مندفعة. لا تحمل معجمًا، ولا تعرف قواعد المشهد، ولا تعرف إلاّ نفسها ومأساتها وأسئلتها.
وعن الأطفال الذين قصفت أعمارَهم الطريّة حروبُ الكبار هذه الحكاية/ الأغنية/ المرثيّة التي لا تصلح حتمًا لما قبل النوم ولا تشبه في أيّ حال ما قد تقوله أمّ ثكلى لو أطاعتها الكلمات:
"ما عادوا عَمْ يلعبوا
قدّام البواب
تفرفطوا متل ورقة ورد
يبست بهوني كتاب:
الزْغار ماتوا
ومِشْ رح يصيروا كبار.
لبسوا حرام الدفا
وتلفلفوا وراحوا
بالبرد شو بيحلا الغفا
بس هِنْ ما ارتاحوا
عم يندهوا وين الوفا
وباب العمر
كيف ضاع مفتاحو.
الزغار عن جدّ سرّبوا وماتوا
غلّوا بقلب الأرض وتخبّوا
جوّات حالن ع السكت فاتوا
وحزن الدني بعيونهن عبّوا.
عن جَدّ نزلت دموعن
عن جدّ احترقت وجوهن
عن جدّ دابت لعبهن
وبردت شموعن.
مش رح يصيروا كبار
مش رح يتعلّموا
مش رح يعشقوا
ومرّات رح يتألّموا
مش رح يجيبوا ولاد
ولا ينطروا الْعياد.
مش للحرب الولاد
للغنا
للرقص
لَشَوفةْ حال،
للغنج
للشيطنة
لَشغلة بال
انِبعدوا عن البيت
وطوّلوا المشوار،
للعب
والضحكة
وتَ يسألوا
ميّة سؤال،
وت يكبروا
ويختيروا،
مش ت يفلّوا
وبعدن كتير زغار
مش ت يموتوا
وما يصيروا كبار".
هناك تعليق واحد:
سدوم وعامورا؟ يا ساتر!!
الخراف بين الذئاب .. و(ماري ـ يم) "حواؤنا" لها وداعة الحمائم لا حكمة (الحيات). هي تعظ وترشد وأمها تقطف الزيتون من غير "تعفير" ، أما تنقية البيدر وقطع الشجرة غير ذات الثمر فمتروك للذكور..
طوبى لمن قرأ ووعى..
لك مني تحية معطرة بفل (لحج) وهواء (حقّات) ونسيم (عدَن)..
إرسال تعليق