تليق بك الحياة فلماذا تستعجل العبور يا صديقي العجوز؟
يليق بك الشِعر والجمال والشَعر الأبيض والتجاعيد المزروعة وردًا وشوكًا، يليق بك أن تضحك وتبكي وتغامر وتعشق، فلماذا تهتف بالغياب أنِ اقبلْ.
في جبالنا المهدّدة بالحرائق والأبنية العشوائيّة القبيحة والفيلاّت المنغلقة على من فيها، كان الناس يتمنّون لأحدهم: "تعيش ع قدّ ما الحياة بتلبقلك"، وكأنّهم يقصدون بذلك أنّ الإنسان لا نفع له إن لم يعد يليق بالحياة أو إن كانت الحياة لا تليق به. ويذهب الذهن عادة عند سماع هذا الدعاء إلى الصحّة الجسديّة والاتزّان العقليّ، ولكن لا شكّ في أنّ أمورًا كثيرة أخرى، تكميليّة ربّما لبعض الناس، تعطي الحياة مذاقًا خاصًا ونكهة مميّزة ولونًا يدعو إلى الفرح. الحبّ والرقص والغيوم والشِعر والأشجار والعواصف والبحر والتراب وسوى ذلك من مشاهد الوجود، تدعونا كلّها، إن غرقنا فيها، إلى التمتّع بالحياة، لكي نليق بها وتليق بنا.
وأنت يا صديقي العجوز تحسن كلّ ذلك، فلماذا تريد أن تغادر الحياة، والحياة وجدت لأمثالك من العاشقين الدائمين؟
الحزن نفسه يا صديقي العجوز يليق بك وكأنّه وجد من أجلك، لا لأنّك تستحقّ الحزن، بل لأنّك تعطي الحزن معاني ليست منه أو له، ولأنّك تسمو بالحزن ويسمو الحزن بك، ولأنّنا ننتظر حزنك لنرى أيّ شيء سيكون بعده ودائمًا يكون ما بعده جميلاً ورقيقًا ودافئًا وحنونًا حتّى أنّنا نحن المحيطين بك نخشى أن نتكلّم فنجرح صمته، أو نبكي فنهين بهاءه، أو نتحرّك فنعكّر هدوءه.
لا تنادي موتك يا صديقي العجوز، ولا تدر ظهرك للحياة، ليس الآن على الأقلّ، فأمامنا مشاوير تنتظر خطواتنا، وقبلات تنتظر شفاهنا، ومقاهي تنتظر رماد سجائرنا، وكتب تنتظر أن نتبادلها.
لا تسرع الخطى يا صديقي المرهق من الحياة نحو راحة لم يحن وقتها بعد، ولا تخضع لتعب أصفر لا يلائم لون عينيك، أو لملل رماديّ لا يناسب اخضرار الآمال المعقودة عليك. دع أناملي تتسلل إلى خصلات شعرك لعلّك تنعس كالأطفال وتغفو، دع دفء يدي يتمدّد في شرايينك لعلّك تنتصر على البرودة التي تحاول اقتحام قلبك. واستيقظ، استيقظ نشيطًا، وشابًا، لا يشبع من الحياة ولا يترك للحياة الفرصة كي تشبع منه.
فللأغبياء أن يصمتوا، وللجبناء أن ينهزموا، وللتعساء أن ينطفئوا، وللحاقدين أن يغرقوا في مستنقعات نتنهم، أمّا أنت فلك كلّ الكلمات، وكل الانتصارات، وكلّ التوهّج، وكلّ الأنهار المتدفّقة المتجدّدة.
يليق بك الشِعر والجمال والشَعر الأبيض والتجاعيد المزروعة وردًا وشوكًا، يليق بك أن تضحك وتبكي وتغامر وتعشق، فلماذا تهتف بالغياب أنِ اقبلْ.
في جبالنا المهدّدة بالحرائق والأبنية العشوائيّة القبيحة والفيلاّت المنغلقة على من فيها، كان الناس يتمنّون لأحدهم: "تعيش ع قدّ ما الحياة بتلبقلك"، وكأنّهم يقصدون بذلك أنّ الإنسان لا نفع له إن لم يعد يليق بالحياة أو إن كانت الحياة لا تليق به. ويذهب الذهن عادة عند سماع هذا الدعاء إلى الصحّة الجسديّة والاتزّان العقليّ، ولكن لا شكّ في أنّ أمورًا كثيرة أخرى، تكميليّة ربّما لبعض الناس، تعطي الحياة مذاقًا خاصًا ونكهة مميّزة ولونًا يدعو إلى الفرح. الحبّ والرقص والغيوم والشِعر والأشجار والعواصف والبحر والتراب وسوى ذلك من مشاهد الوجود، تدعونا كلّها، إن غرقنا فيها، إلى التمتّع بالحياة، لكي نليق بها وتليق بنا.
وأنت يا صديقي العجوز تحسن كلّ ذلك، فلماذا تريد أن تغادر الحياة، والحياة وجدت لأمثالك من العاشقين الدائمين؟
الحزن نفسه يا صديقي العجوز يليق بك وكأنّه وجد من أجلك، لا لأنّك تستحقّ الحزن، بل لأنّك تعطي الحزن معاني ليست منه أو له، ولأنّك تسمو بالحزن ويسمو الحزن بك، ولأنّنا ننتظر حزنك لنرى أيّ شيء سيكون بعده ودائمًا يكون ما بعده جميلاً ورقيقًا ودافئًا وحنونًا حتّى أنّنا نحن المحيطين بك نخشى أن نتكلّم فنجرح صمته، أو نبكي فنهين بهاءه، أو نتحرّك فنعكّر هدوءه.
لا تنادي موتك يا صديقي العجوز، ولا تدر ظهرك للحياة، ليس الآن على الأقلّ، فأمامنا مشاوير تنتظر خطواتنا، وقبلات تنتظر شفاهنا، ومقاهي تنتظر رماد سجائرنا، وكتب تنتظر أن نتبادلها.
لا تسرع الخطى يا صديقي المرهق من الحياة نحو راحة لم يحن وقتها بعد، ولا تخضع لتعب أصفر لا يلائم لون عينيك، أو لملل رماديّ لا يناسب اخضرار الآمال المعقودة عليك. دع أناملي تتسلل إلى خصلات شعرك لعلّك تنعس كالأطفال وتغفو، دع دفء يدي يتمدّد في شرايينك لعلّك تنتصر على البرودة التي تحاول اقتحام قلبك. واستيقظ، استيقظ نشيطًا، وشابًا، لا يشبع من الحياة ولا يترك للحياة الفرصة كي تشبع منه.
فللأغبياء أن يصمتوا، وللجبناء أن ينهزموا، وللتعساء أن ينطفئوا، وللحاقدين أن يغرقوا في مستنقعات نتنهم، أمّا أنت فلك كلّ الكلمات، وكل الانتصارات، وكلّ التوهّج، وكلّ الأنهار المتدفّقة المتجدّدة.
هناك 3 تعليقات:
(:
ابتسامة بطعم الجمال
بس
يكفي يا رامي
يا أهلا بك
الحزن الساكن في العينين والذي يفترش النظرات ويرسمها بريشته وبتخذ من عصارة القلوب حبر لوحاته . تأتي حروفك بردا وسلاما على ناره المتوهجة التي تكاد ان تكون قادرة على اجتراح معجزة الولوج لتلك الاماكن التي احترقت بناره .
إرسال تعليق