تقدّم النائب اللبنانيّ نعمة الله أبي نصر بمشروع معجّل مكرّر لإقرار عيد الأبجديّة، وجاء فيه:
مادة وحيدة:
يُخَصَّصُ اليـومُ الـذي يَسبِقُ عيــدَ المعلمِ عيـدًا للأبجديةِ ويُسمّـى يـومَ الأبجديـةِ
(La Journée de L’Alphabet)
دونَ أن يكونَ يـومَ عطلةٍ رسميةٍ فـي جدولِ أعيادِنا الدينيةِ والوطنية، تتولى وزارتا التربيةِ والثقافةِ تنظيمَ العيد.
يُعْمَلُ بهذا القانون فورَ نشرِه في الجريدةِ الرسمية
(هل يمكن اعتماد أغنية سلوى القطريب : "يا إستاذ الأبجديّة خفّفلي هالعصبيّة" من مسرحيّة بنت الجبل لروميو لحّود نشيدًا لهذا العيد الجديد؟)
واقترح سعادة النائب أن يكون هذا العيد قبل يوم عيد المعلّم أي في 8 آذار، (صدفة خير من ميعاد) ما يعني أنّ جماعة 14 آذار سيتقدّمون بطلب عيد آخر يحمل اسم عيد الإملاء أو عيد الإنشاء أو عيد القراءة أو عيد القواعد. ولن ننسى أنّ وزارة التربية عهدَ النائب بهيّة الحريريّ كانت أعلنت يوم 13 نيسان عيد الطالب اللبنانيّ، ولم تعره المدارس أهميّة نظرًا لازدحام الأعياد في مفكّرة العام الدراسيّ.(13 نيسان يوم الطالب اللبنانيّ).
ذكّرني اقتراح النائب أبي نصر بدرس الأبجديّة حين كنت لا أزال في عالم التعليم. واستباقًا لمن يظنّ منكم أنّني كنت أعلّم الصغار أسارع لأوضح أنّ هذا الدرس كان لتلامذة الصفّ الثانويّ الأوّل. فقد كنت أفاجأ كلّ عام (طبعًا لم يعد الأمر مفاجئًا على مرّ السنوات) بأنّ التلاميذ لا يجيدون البحث عن الكلمات العربيّة في المعاجم لأنّهم لا يعرفون الأبجديّة العربيّة بل الفرنسيّة أو الإنكليزيّة بحسب تعبيرهم عهدذاك. وفي طبيعة الحال لم يكن التلاميذ راضين عن هذا الدرس الذي وجدوا فيه إهانة لمستواهم، لكونهم صاروا كبارًا، وكانوا يخجلون من أهلهم وأخوتهم الصغار حين يحضّرون الدرس في البيت ويحفظون أنّ الجيم جيم وليست (جين)، وأنّ الزاي زاي وليست (زين)، وأن الطاء طاء وليست طهْ...
لذلك، يبدو اقتراح سعادة النائب مناسبًا لولا ربطه بـ 8 آذار، لأنّ جماعة 14 آذار من مدراء ومعلّمين وتلامذة سيرفضون العيد ويشوّشون عليه ساخرين: عن أيّة أبجديّة يتحدّث النائب العونيّ: عن الأبجديّة الفارسيّة؟ (وهم يشيرون طبعًا إلى التفاهم مع حزب الله وإيران).
فيردّ جماعة 8 آذار بلؤم : مش أحسن من أبجديّة الاستعمار والاستكبار والعمالة التي علّموكم إيّاها أسيادكم الأميركان؟ نحن يا جاهلين تاريخ بلادكم نقصد الأبجديّة الكنعانيّة.
وهنا تنقسم جماعة 8 آذار بين رافض لذكر الكنعانيّين لأنّه يعتبر أنّنا صرنا عربًا وانتهى الأمر، وبين من يصرّ على أمجادنا الكنعانيّة، راغبًا في المطالبة بأعياد أخرى للون الأرجوانيّ، وللسفينة الأولى التي انطلقت من جبيل، ولأليسار وعشتروت وأدونيس...
وهكذا، "من كلمة لكلمة"، يفرط عيد الأبجديّة، ويتراشق التلامذة بالأحرف، ويلعن الجميع الأخ "قدموس" لأنّه حين سافر لنشر الأبجديّة لم يترك لنا إلّا تلك التي تصلح لينشر أحدنا عرض الآخر، ضاربًا بعرض الحائط الوحدة الوطنيّة.
على فكرة: رسالة سعادة النائب فيها أخطاء لغويّة ستجعل دولة رئيس المجلس النيابيّ المتمكّن من اللغة يرفض المشروع، ومن هذه الأخطاء:
"ولمّا كان لبنانُ يتعرض في هذه المرحلةِ لهجمةٍ شرسةٍ لطمسِ رسالتَهُ (الصحيح رسالتِه) التاريخية، ولتقزيم دورَهُ (دورِه) الانساني وحُضورَهُ (وحضورِه) المميّز في مسيرةِ الارتقاءِ العالمي ".
ولمزيد من المعلومات حول الأهداف الوطنيّة للقانون إليكم النصّ كما وزّعه مكتب سعادة النائب.
***
قدّم النائب نعمة الله أبي نصر إقتراح قانون في مجلس النواب لإحياءِ عيدٍ للأبجدية وعقد مؤتمرًا صحافيًا حول أسبابه الموجبة وهذا هو نصّه:
إقتراح قانون معجـل مكـرر لإقـرار عيـد الابجديـة
مادة وحيدة: يُخَصَّصُ اليـومُ الـذي يَسبِقُ عيــدَ المعلمِ عيـدًا للأبجديةِ ويُسمّـى يـومَ الأبجديـةِ (LaJournée de L’Alphabet) دونَ أن يكونَ يـومَ عطلةٍ رسميةٍ فـي جدولِ أعيادِنا الدينيةِ والوطنية، تتولى وزارتا التربيةِ والثقافةِ تنظيمَ العيد.
يُعْمَلُ بهذا القانون فورَ نشرِه في الجريدةِ الرسمية
الأسباب الموجبة:
لما كانت أجيالنا تَجهلُ مكانةَ لبنان في إغناء التراث العالمي، وعطاءاته في إثراءِ البشريةِ والحضارة طوال سبعين قرنًا في مختلف حقول الإكتشاف؛ في الفكر والفن والشعر والأدب والإقتصاد والمال والقانون والديمقراطية والحرية والعمران ....
ولمّا كان لبنانُ يتعرض في هذه المرحلةِ لهجمةٍ شرسةٍ لطمسِ رسالتَهُ التاريخية، ولتقزيم دورَهُ الانساني وحُضورَهُ المميّز في مسيرةِ الارتقاءِ العالمي، لاغراضٍ سياسيةٍ، ظاهرَةُ حينًا، ومبطنة أحياناً أخرى، من أهدافها؛ إظهار هذا الشعب العريق بتراثه كشعب متخلّف أو إرهابي.
رأينا من المستحسن تكريس يوم في السنة يسمى يوم أو عيد الأبجدية، لأنها أعظم مِنحَةٍ أنعمت بها الحضارةُ الكنعانيةِ على البشرية، وهي الأبرز، والأهم في مجموع التقديمات اللبنانية للإنسانية جمعاء على ممر العصور.
وقد ارتأينا أن يسبق هذا العيد سنويًا "عيد المعلم" ويكون في 8 آذار، دون أن يكون يوم عطلة، أي أن يكون مثل عيد العلم الذي يكمل عيد الإستقلال دون أن يُخَصص كعطلة رسمية في جدول أعيادنا الدينية والوطنية.
-2-
لقد تمّ اختيار هذا العيد، لترابط رسالة التعليم برسالة لبنان، وهي سلسلة عطاءات حضارية في مقدّمتها اكتشاف الأبجدية أم أبجديات العالم، الأساس في كل المعارف البشرية، كما أن قدموس ناشر هذه الألفباء الفينيقية الكنعانية هو دون أدنى شك المعلم الأول أو الأكبر.
والغاية من هذا الإقتراح:
إيجادُ صدمةٍ إيجابيةٍ تجمع أبناء هذا الوطن حول ما يجمعهم من قواسم تاريخية غير طائفية ولا مذهبية ولا مناطقية تعزز التلاحم وترسخ الإنتماء.
تمتين الروابط الوطنية في النفوس فيزداد المقيم حماسًا والمنتشر فخرًا، إذ إن الإنتشار الكنعاني الفينيقي القديم كان وراء نشر الأبجدية في بلاد الإغريق وأوروبا.
الإضاءة على دور لبنان أول من أوجد الكلمة كأداة حوار تجمع بين مختلف الأمم والشعوب، لتكون المنطلق لرسالة السلام والمحبة والتواصل بين الأمم والشعوب.
لفت نظر الرأي العام المحلي والعالمي إلى تقديمات لبنان الحضارية ودوره العريق "كبلد رسالة" وصلة وصل بين الشرق والغرب وأرض لقاء ومنبر ديمقراطية وحوار.
توعية الأجيال على تراثها الوطني لتسهر بمسؤولية في الدفاع عنه والإفتخار بأفعال السلف.
سيكون هذا اليوم مناسبة سنوية لإحياء تراثنا الحضاري وإبرازه للعالم، على اعتبار أنه عنصرًا مهمًا في معركة صراع الحضارة، في وقت تحاول بعض الدول طمسه أو تشويهه وحتى إزالته من الوجود.
إزالة تهمة الإرهاب وصورة التخلف عن أبناء هذا الوطن، واظهار حقيقة رسالته الناصعة للملأ والتي هي وراء نقل المجتمعات من البدائية والجهل إلى رحاب التقدم والرقي بإعتماد العقل الذي يميز الإنسان عن سائر المخلوقات.
لذلــك نتقــدّم بهـذا الإقتـراح راجيـن من الزمـلاء الكـرام إقـراره.
بيروت، في 5/10/2011
هناك تعليقان (2):
( 6 )
في يوم العبور، وبتعبيرٍ صريحِ الأبجديةِ حَسَنِ السّمْتِ، عبرتْ (السِّتْ) ماري بنت ريحان بين 8 آذار و 14 آذار ووصلت الغاية سالمة آمنة ففازت بشكر القارئ وتقديره ودعواته لها بالعافية
يبدو أنّ الكلمة المفتاح في تعليقك يا صديقي جمال هي...العبور، والعبرة لمن اعتبر
إرسال تعليق