(إلى آن ماري الصبيّة التي قضت تحت أنقاض المبنى في الأشرفيّة)
سيتبرّعون لكم يا أهلَها ببيت ليس لها سريرٌ فيه
وملابسَ سوداء لن تعيدَها إليكم!
سيعِدونكم بتحقيق عاجل وعقاب قاس في حقّ المجرمين
لكنْ
لن يتبرّع لكم أحد بآن ماري!
يا أمَّها كنت تريدين فقط أن يتحقّقَ حلمُك وترَي ابنتَك عروسًا
ولم يكن يعنيك أمرُ العدالة
كانت دنياك بألف خير!!
يا والدَها كنت تريد فقط ألاّ تقسوَ عليك الحياة وتحرمَك من أحد أولادك
ولم يخطر لك أنّك ستطلب يومًا أن تعاقب أحدًا.
ولم يخطر لآن ماري كذلك أنّها سترحل عشيّة ليلة شتائيّة في مطلع السنة
ماذا قال لك برجك يا فتاةً جميلة؟
هل تنبّأ العرّافون يا صديقة الفرح بحزن يجتاح القلوب الشابّة؟
هل أخبرتهم الكواكب والنجوم، يا ابنةَ مدينة لا تعرف النوم، عن دمع ينساب من عيون سيجافيها النوم طويلاً؟
لم تتركي خلفك يا ابنة الحياة ولو خطفك الموت، من متاع الدنيا سوى مقعدك في المدرسة وبعض صور على الفايسبوك، فكيف تجد أمّك أثرًا تغرق فيه وجهها لتنشق عطرك؟
حلّقي يا فتاةً سعيدة فوق حزننا، صيري ملاكًا يبعد عنّا الخوف واليأس في ليل هذا الوطن، كوني ابتسامتنا لئلاّ ننسى الفرح الذي هو من صلب إيماننا، وقولي لأهل السماء أن يرأفوا بنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق