الكنيسة الكاثوليكيّة التي اضطهدت في عصورها السوداء العلماء وأحرقت كتب الحضارات حيثما استطاعت ورفضت الاعتراف بأنّ الأرض تدور حول نفسها وأرغمت غاليلو على التراجع عن آرائه (اعتذرت منه الكنيسة عام 1983) ها هي تدير وجهها مرّة جديدة نحو إنجازات العقل البشريّ لتوصل رسالتها إلى البشر، وتدخل عالم التواصل الحديث وصار في مقدور البابا بنديكتوس السادس عشر أن يطلّ على الناس في مختلف أنحاء العالم عبر موقع "يو تيوب" لأفلام الفيديو. واعتبر موقع الفاتيكان الرسميّ على شبكة الـ"يو تيوب" أنّ ظهور البابا عبر هذه الوسيلة يكتب صفحة جديدة في تاريخ الحبر الأعظم. وكان البابا تحدّث، خلال لقائه الأوّل مع المؤمنين عقب إعلان النبأ، عن أنّه يأمل في أن تكون هذه القناة مصدر إلهام روحيّ لعدد كبير من الأشخاص بمن فيهم أولئك الذين يبحثون عن جواب لتطلّعاتهم الروحيّة من خلال المعرفة ومحبّة المسيح التي تنقلها الكنيسة إلى كافة أنحاء الكون.
خطوة مهمّة قامت بها الكنيسة الكاثوليكيّة في تبنّيها وسائل الإعلام الحديثة والدخول إلى عوالمها الشاسعة ومواكبة تطوّرها الفائق السرعة، غير أنّنا لا نستطيع أن نواكب العصر بلغة لا تستطيع الأجيال الشابّة أن تفهمها، ولو استعملنا وسيلة تخاطب حديثة. فمن هو جمهور "يو تيوب"؟ هم الشبّان والصبايا الذين يتركون دروسهم وأعمالهم ليشاهدوا أفلامًا، في الوقت الذي يحلو لهم فيه ذلك لأنّ شبكة الإنترنت أعطت مستخدميها هذه الصلاحيّة وحرّرتهم من مواقيت ومواعيد التلفزيون أو الراديو أو السينما. إذًا هل ستكون سلسلة الأفلام الوثائقيّة التي أعدّها القيّمون على موقع الفاتيكان على "يو تيوب" جاذبة لهذا الجمهور، وقادرة على إيصال الرسالة الروحيّة إليه، أم ستكون طريقة مصوّرة للوعظ تستخدم لهجة منفّرة وتنأى عن الموضوعات التي تثير فعلاً اهتمام الأجيال الشابّة وتقلقها وتبعدها عن الدين؟ لقد سبق لكنائس ومؤسّسات دينيّة أن استعانت بالإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة لنشر رسالتها الروحيّة، غير أنّ طريقة المقاربة بقيت كلاسيكيّة لا بل غارقة في أصوليّة ترفض الحوار وتعتمد الخطابة. ومن يقم بجولة على الفضائيّات التي تبثّ برامج دينيّة يلاحظ كيف أنّ الأفكار المسبقة لا تترك مجالاً لمساءلة أو استفهام أو نقاش. وما نقوله هنا عن الموقع الفاتيكانيّ المسيحيّ الكاثوليكيّ يصحّ على أيّ وسيلة إعلاميّة دينيّة، وخصوصًا تلك التي ترتدي طابع الجديّة القاتمة كأنّ الحديث عن الله لا يتحمّل ابتسامة أو طرفة أو دعابة أو أغنية أو فرحًا أو شكًّا قد يكون الباب إلى اليقين.
إنّ الديانة، كلّ ديانة، ترتكز حكمًا على عقائد وأسس غير أنّها كلّها تحترم في جوهرها العقل الإنسانيّ وإنجازاته لأنّها تؤمن بأنّ الله مبتداها ومنتهاها، فلذلك تبقى العبرة في التعامل مع إنجازات العقل، فالخنجر الذي قد يستخدم للطعن والغدر والقتل هو نفسه قادر على إنقاذ مريض إن وضعناه في يد طبيب على أرض المعركة، ووسائل الإعلام هي المبضع إن أمسك بها جرّاح بارع.
خطوة مهمّة قامت بها الكنيسة الكاثوليكيّة في تبنّيها وسائل الإعلام الحديثة والدخول إلى عوالمها الشاسعة ومواكبة تطوّرها الفائق السرعة، غير أنّنا لا نستطيع أن نواكب العصر بلغة لا تستطيع الأجيال الشابّة أن تفهمها، ولو استعملنا وسيلة تخاطب حديثة. فمن هو جمهور "يو تيوب"؟ هم الشبّان والصبايا الذين يتركون دروسهم وأعمالهم ليشاهدوا أفلامًا، في الوقت الذي يحلو لهم فيه ذلك لأنّ شبكة الإنترنت أعطت مستخدميها هذه الصلاحيّة وحرّرتهم من مواقيت ومواعيد التلفزيون أو الراديو أو السينما. إذًا هل ستكون سلسلة الأفلام الوثائقيّة التي أعدّها القيّمون على موقع الفاتيكان على "يو تيوب" جاذبة لهذا الجمهور، وقادرة على إيصال الرسالة الروحيّة إليه، أم ستكون طريقة مصوّرة للوعظ تستخدم لهجة منفّرة وتنأى عن الموضوعات التي تثير فعلاً اهتمام الأجيال الشابّة وتقلقها وتبعدها عن الدين؟ لقد سبق لكنائس ومؤسّسات دينيّة أن استعانت بالإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة لنشر رسالتها الروحيّة، غير أنّ طريقة المقاربة بقيت كلاسيكيّة لا بل غارقة في أصوليّة ترفض الحوار وتعتمد الخطابة. ومن يقم بجولة على الفضائيّات التي تبثّ برامج دينيّة يلاحظ كيف أنّ الأفكار المسبقة لا تترك مجالاً لمساءلة أو استفهام أو نقاش. وما نقوله هنا عن الموقع الفاتيكانيّ المسيحيّ الكاثوليكيّ يصحّ على أيّ وسيلة إعلاميّة دينيّة، وخصوصًا تلك التي ترتدي طابع الجديّة القاتمة كأنّ الحديث عن الله لا يتحمّل ابتسامة أو طرفة أو دعابة أو أغنية أو فرحًا أو شكًّا قد يكون الباب إلى اليقين.
إنّ الديانة، كلّ ديانة، ترتكز حكمًا على عقائد وأسس غير أنّها كلّها تحترم في جوهرها العقل الإنسانيّ وإنجازاته لأنّها تؤمن بأنّ الله مبتداها ومنتهاها، فلذلك تبقى العبرة في التعامل مع إنجازات العقل، فالخنجر الذي قد يستخدم للطعن والغدر والقتل هو نفسه قادر على إنقاذ مريض إن وضعناه في يد طبيب على أرض المعركة، ووسائل الإعلام هي المبضع إن أمسك بها جرّاح بارع.
هناك تعليقان (2):
كالعادة مواضيعك مميزة
كنت كتبت مقالى الأخير فى نفس الزاوية يشرفنى رايك
واعمق تحياتى لقلمك المميز
.....
نورالدين محمود
الحقيقة أنني أعتقد أنها تجديد (نسبي) في القشور و المظاهر فقط لا غير, و ليس فقط في حالة الفاتيكان بل أيضاً عندنا ظاهرة مشايخ الفضائيات و غيرها.. طالما تتركز دعوتهم على أمر الناس بألا يفكروا فهناك مشكلة كبيرة, مشكلة فيهم طبعاً.
تحياتي
إرسال تعليق