شعره يحكي عنه. وكلّ كلام آخر إضافات أخشى أن تسيء إلى شفافيّة نصّه. هو جوزف أبي ضاهر: شاعر حزين بطريقة تجعل الحزن جميلًا، وعميق ذلك العمق النقيّ الذي يجعلك ترى أبعد نقطة فيه، وطفلٌ حتّى لكأنّ العمر حين صبغ شعره بالأبيض كان يلاعبه ويلعب معه ويتعلّم منه كيف يكبر بأناقة وسموّ.
فلنترك الكلام له عبر منبره/ الكتاب: فوق بيدر (2012)، ومن خلال هذه المختارات...
1- في البدء كانت
حبّة قمح
صارت بيدرًا
وسع كتاب.
2- مشى... ومشى
حتّى
لم يبقَ في الشارع ليل.
3- الحريّة تفرض الوحدة
لتكون حرّة.
4- عشّ عصفور في طَرَف ساحة حرب
حال الطوارئ فرضت منع التجوّل
- لم تمنع الطيران!
5- - من أيّ تراب أنت؟
لم يعرف جوابًا
مسح الغبار عن ثيابه
وقع نصفه على الأرض.
6- إحذرِ الكلام:
إذا سقط منك أوجعك
وإذا سقط عنك عرّاك.
7- يبحر الموج
وعينه على الشاطئ
وأصابعه في ثياب الرمل.
8- للكتب جدران
للجدران آذان
لا تسلّم سرّك لكتاب
يفضحك على كلّ شفة... وشفة.
9- ثورات العرب كما ثرواتهم
تَشتعل وتُشعل
حين تهدأ
لا قيمة للرماد.
10- الغيم بدويّ لا يعرف الاستقرار
لا يعترف بمكان آمن
لا يختار مخدّة لرأسه
ولا يضمن مقرًّا غير الريح.
11- نكتب ثمّ نندم
ونغسل أصابعنا
ولا مرّة غسلنا القلم.
12- لماذا تهرب المياه من النبع
ركضًا في نهر
لا يعيرها اهتمامه؟
13- كرومُ الشمس سوق صاغة
رغبة عين
واشتهاء شفة.
14- نَبَت شجر الكلام في حلقي
ارتاحت العائلة
الحطب مؤمّن لأيّام الشتاء.
15- الوقار صفة ذات
لا خشونة وجه.
16- يلهث الموج في مكانه
وسيظلّ
لن يصل.
17- كن كثيرًا
وخذ قليلًا.
18- تجعّدت أصابعه
لمح شيبًا
في الكلمات.
19- أفتح عينيّ لأحلم
مع سابق تصوّر
وتصميم.
20- لورق الكتب
رائحة الجسد
شمّها...
وسّع رئتيك.
هناك تعليق واحد:
تقطفين الشمس...
جوزف
الباحث عن رهافة ...
إرسال تعليق