صُورُ الذين رحلوا مرغمين،
صراخُ الأمهاتِ اللواتي يضعْنَ أبكارَهنّ بين كفَّي الحياة،
بكاءُ الأطفالِ من جنوب الأرضِ الجائعِ إلى شمالِها المُتْخَم،
ابتساماتُ المُزارعين وهُم يلمسون الثمار الأولى،
دموعُ القابعين في بَرْدِ الوحدة،
خجلُ العذارى حاملاتِ الطيب والقناديل،
ضجيجُ الأولاد الذين يلعبون في الأزقّة الترابيّة،
أنينُ المرضى في المستشفيات،
صلواتُ الأمّهاتِ المنتظرات،
حفيفُ الأوراق على خريف الأشجار،
أصواتُ الباعة المعلّقةُ نبراتُها على حبال الغسيل،
قلقُ الغروب عند حافة البحر،
الموسيقى الأنيقةُ في مطعم راق،
أرَقُ الشاعر عند ولادةِ القصيدة،
نحيبُ الثكالى،
تعبُ الآباء العائدين من العمل،
صوتُ القلم على الورقة،
رائحةُ القهوة المثيرة،
الأقدامُ العاريةُ على رمال الشواطئ،
الطرقاتُ الجبليّةُ الوعرة،
نُدُلُ المقاهي المملوؤون ثرثرةً،
شوارعُ بيروتَ الممدودةُ أحلامُها نحو الأفق،
المنتظرون عند أرصفة العبور،
أحلامُ الأسرى في السجون،
الخارجون من السينما، حاملو الحلمِ نورِ الحياة وملحِها،
العائدون ليلاً إلى منازلهم الفارغة،
الواقفون على الطرقات ينتظرون مَنْ يحملُ تعبَهم،
الأصدقاءُ الغائبون والمغيّبون،
العشّاقُ القلقون،
الصحفُ المرميّةُ على بَرْدِ الطاولات في المقاهي المثقّفة،
اللهفةُ إلى اللقاء،
المواعيدُ المؤجّلة،
الأحاديثُ الجريئة،
الابتساماتُ الشهيّة،
الغضبُ النابعُ من أرض الانتظار،
الاعتذارُ عمّا قيل وعمّا لم يُقل،
الأصابعُ المرتعشةُ الخائفةُ من اللمسة الأولى،
الأحلامُ المعلّقةُ بين أرضِ المُمْكِنِ وسماءِ المشتهى،
الأغنياتُ المُعتّقةُ في خوابي الذاكرة،
الزمنُ المشدود إلى وتَرِ وجودِك،
ذلك بعضُ ما في لقاءاتِنا يا سيّدَ اللقاءاتِ المتوهّجة.
هناك تعليق واحد:
متوهّجة
إرسال تعليق