الأربعاء، 17 يناير 2018

الفصل التاسع من روايتي "كلّ الحقّ ع فرنسا"


تتألّم زاد في كلّ مرّة تحاول فيها الدخول في جسد روز لتكتب عن أيّامها الأخيرة في المستشفى قبل أن تقرّر الموت فعلاً. ولكن ما دار في رأس تلك المرأة خلال تلك المرحلة من العذاب يستحقّ ذلك. وهل ترتاح وردة، التي صارت روز بسبب أمّها وفرنسا، إن علمت أنّ ثمّة امرأة غريبة قرّرت أن تشاركها أيّامها العشرين الأخيرة وأن تشعر بما شعرت به، وأن تفكّر كما فكّرت، وأن تتألّم كما تألّمت؟ لا تعرف زاد إن كانت تفعل ذلك من أجل روز، أي الدخول في جسدها، أم من أجل أن تعرف. ولكنّها لن تكتشف ذلك ما لم تدخل تحت جلدها المثقوب مئات المرّات بفعل تنقّل إبر المصل والدم التي تحاول أن تحمل الحياة إلى أوردتها الجافّة.
هل اختارت روز أن تموت في اليوم العشرين الذي تلا ابتلاعها قنينة الديمول لأنّ علاقتها بناجي استمرّت عشرين عامًا؟ هل رضيت باحتمال العذاب بمعدّل يوم عن كلّ سنة لتعاقب نفسها؟ أم هي كانت تراهن على نجاتها وعودتها سالمة إليه بعد عشرين يومًا من الفراق الذي لم يعرفاه طيلة عمر حبّهما، لعلّه في هذه المرحلة الحرجة من حياتها يكون قد حسم أمره وقرّر مع أيّ من المرأتين سيمضي عمره؟
كانت روز حين تصحو من غيبوبتها أو حين يخفّ تأثير الأدويّة المخدّرة تلاحظ أنّ فمها يُخرج رغوة بيضاء، فتستعيد ذكرى فوران جسمها بين يدي رجل حياتها وتبكي قبل أن تعود إلى غيبوبتها الرماديّة التي يختلط فيها الواقع بالمستعاد أو بالمنتظر. كانت تعي أنّها بين الحياة والموت، وأنّ جسمها لم يعد ملكها أو ملك ناجي، وأنّها فارغة وتسبح في فراغ. ومع ذلك، مع كلّ هذا الفراغ، كانت هناك دموع لا تعرف من أين تنبع، ورغوة بيضاء لا تعرف من أين تفور. رافقها الفراغ منذ رأت إلى عيني ناجي في تلك الليلة وهما تحاولان التهرّب من عينيها وسؤالها فارتمت في أحضان اللاشيء واللامكان واللاأحد. وعادت وحيدة كما كانت يوم وقفت على مرفأ بيروت تراقب السفينة وهي تبتعد حاملة الكولونيل الفرنسيّ، لا بل هي هنا أكثر حزنًا لأنّ ما تشعر به تجاه ناجي لا يشبه أيّ شعور آخر ولأنّها كانت مؤمنة مذ التقت به بأنّها لن تعرف الوحدة بعد الآن ولا الفراغ، لقد ملأ ذلك الرجل الطويل الصلب كلّ كيانها وعبّأ فراغات ماضيها وجعلها المرأة التي كانت تعرف أنّها موجودة في داخلها ولم تعرف كيف تخرجها إلى العلن.
هو فعل كلّ ذلك.
ولهذا عندما اكتشفت أنّه استطاع أن يخونها مع زوجته اختارت ألاّ تكون شاهدة على خيبتها الجديدة وهي في هذا العمر وبعد كلّ ما عرفته واختبرته وشعرت به. وقرّرت أن تموت لأنّ الرجل الذي تحبّه مات ولا تريد أن تحيا بعده. وهي هذه المرّة اختبرت الحبّ الكامل الناضج ولا يشبه في شيء حبّها الأوّل المراهق، فهل تكون الخيبة نتيجة كليهما؟
ربّما ليس هذا فقط ما جعل روز تقرّر الموت. هذا لا ينسجم مع طبيعة تلك المرأة الغريبة الصامتة. ولكن روز لن تعترف لنفسها لأنّ الأمر أصعب من ابتلاع الموت أو معاشرته على هذا السرير الأبيض.
قد تكون روز شعرت تلك الليلة، حين استيقظت من غيبوبتها أنّها تعاشر رجلاً متزوّجًا بالفعل لا رجلاً يقيم مع زوجته في منزل واحد فاشمأزّت من نفسها. وهذا ما لم يسبق أن توقّعت الشعور به بسبب علاقتها بناجي. اكتشفت أنّها لم تستطع أن تكرهه، فكرهت نفسها، ولم تستطع أن تغضب منه، فصبّت غضبها على أحشائها.
لمّا سألته في بداية لقاءاتهما عن علاقته بزوجته، أفهمها أنّها ما كانت لتوجد في حياته لو لم يكن المكان ينتظرها، ولم تسأل أكثر، لأنّه لا يكذب، ولأنّها لا تريد أن تعرف أكثر. لعشرين عامًا أجّلت المواجهة. عشرون عامًا ملأتها بالتحايل على الوقت والعمر والحبّ، وجاءت الحرب لتساعدها في تقديم الحجج لنفسها فتقول:
"عندما ينتهي كلّ هذا الموت قد أجرؤ على السؤال أكثر، الآن لا أحد منّا يعرف إن كان الضوء سيطلع عليه وهو حيّ".
التقته في السفارة الأميركيّة خلال حوادث 1958 وكانت السفارة تتهيّأ لتكون أهمّ سفارة أميركيّة في الشرق الأوسط، لوّن معها المصابيح الكهربائيّة خلال حرب الـ1967 بالكحليّ الداكن كي لا تستهدف الطائرات الإسرائيليّة البيت، راقبا معًا عام 1973 طائرات الجيش اللبنانيّ تقصف المخيّمات الفلسطينيّة، ومعًا استأجرا بيتًا قرب المطعم حين وقعت حرب الـ1975، وصارا يقيمان فيه حين يعجز كلّ منهما عن العودة إلى بيته. رضيت المرأة العاشقة بأنصاف الأجوبة، وأنصاف الأوقات، وأنصاف الحلول. ومع أنّها كانت في أعماق نفسها تعرف أنّها تستحق الأنصاف الأخرى خشيت أن تطالب بما هو أكثر كي لا تخسر ما تثق بامتلاكها إيّاه. ولولا وجود الأولاد لهان الأمر. كان في إمكان روز التي تركها الفرنسيّون خلفهم أن تتناسى وجود الأولاد وأن تنسي والدهم أنّه والد. ولكنّ وردة التي أعادها ناجي إلى الحياة لا تفعل ما تفعله روز. ابنة السهل لا تحرم أطفالاً من أبيهم. ابنة السهل تعرف ما معنى أن يكون والدها أو والد أيّ إنسان موجودًا وغائبًا في الوقت نفسه.
لا تستطيع زاد أن تشارك جولييت في أفكارها عن سبب انتحار روز. ففي هذا الموضوع بالتحديد، يبدو على الشقيقة الصغرى التوتّر وتعجز عن ربط الأفكار للوصول إلى خلاصة مقنعة كأنّها لا تعرف فعلاً ماذا جرى أو كأنّها تخفي ما تعرفه. هذا ما جعل زاد تفكّر في أنّ ما حدث تلك الليلة غامض ولا شيء أكيدًا يوضح إن كان ما جرى خطأ غير مقصود أو قرارًا بالانتحار لا عودة عنه.
قرب المستشفى حيث ترقد روز على رجاء القيامة من السرير، يقع منزل زاد الذي كانت الممرّضة تقصده مشيًا خلال استراحاتها من العمل، وإليه بدأت تدعو شقيقاتها وشقيقيها وأمّها حين يزورون روز ليستريحوا ويشربوا القهوة عند أصدقائها الجدد. كانت اللوحة جداريّة كبيرة وملأى بالتفاصيل، تراقبها زاد بفضول واهتمام لترصد نظرات الضيوف وتسجّل كلماتهم كأنّها محقّق يريد أن يلقي القبض على المجرم المتستّر بثوب البراءة. غير أنّ هؤلاء الأشخاص كانوا يتحدّثون مع والديها في كلّ المواضيع إلاّ موضوع روز، كأنّ المرأة ماتت وانتهى الأمر، وصار في الإمكان الحديث عن الشتاء والحرب والبلد والعمل.
فكّرت زاد في أنّ الناس على ما يبدو لا يموتون إن مات أحد من أفراد عائلتهم أو من أصدقائهم أو من محبّيهم، بل يتابعون حياتهم ويشربون القهوة ويدخّنون السجائر ويأكلون ويخافون على أنفسهم من الموت. الإنسان يموت وحيدًا إذًا.

(أنطوان)
"أين كانت جولييت حين كنت أعمل في التمريض؟ لم تكن ولدت حين بدأت العمل في (العصفوريّة) في الحازميّة حارسًا على المجانين، وبعدما انتهى بناء (الطبيّة) على طريق الشام انتقلت إليها وصرت صديقًا لكلّ الأطبّاء فيها من فرنسيّين ولبنانيّين. أوجيني صارت معجوقة بصديقتها الممرّضة وصارت تستشيرها في أنواع الأمراض وأصناف الأدوية. ولم يعد لي كلمة في بيتي. أفهم في أمراض العقل والجسد ومع ذلك يسخر منّي أولادي حين أقول رأيي ويسألونني عن شهادة الطبّ التي أحملها. أربع سنوات مع المجانين وعشر سنوات على بوّابة الطبيّة الواسعة، أسأل الأطبّاء الداخلين عن أحوالهم وأستجوب الأطبّاء الخارجين. الذين يعلّمون أسألهم ماذا علّموا اليوم، والذين يتعلّمون أسألهم ماذا تعلّموا اليوم. وكنت في طريق العودة إلى البيت مشيًّا لأكثر من نصف الطريق أستعيد ما سمعته لأسلّي نفسي، وحين ألتقي أصدقائي عند العصر لنلعب "دقّ طاولة" كنت أنصحهم بأكل هذا النوع من الطعام والامتناع عن هذا الصنف. وكثيرًا ما حملت إليهم أدوية جرى تركيبها أمامي حين كان أحد الأطبّاء الصيادلة يدعوني إلى المشاهدة عندما أجد من يقف مكاني على البوّابة الكبيرة.
جولييت لم تصدّقني حين وصفت لها حالة زوجها من دون أن أراه أو أعرفه أو أسمعه. أخبرتها عن حالات مشابهة كنت أراقبها في (العصفوريّة)، صحيح أنّني كنت حارسًا لا ممرّضًا ولكن في تلك الأيّام كان تمريض المجانين مجرّد حراسة تتطلّب ساعدين قويّين وقلبًا شجاعًا، بل تتطلّب أن تكون فقيرًا وتحتاج إلى عمل، وبعد ذلك يمرّن الواحد منّا قلبه وساعديه، خصوصًا متى كان عمله في الليل. ولكن ذلك لا يعني أنّنا لم نتعلّم حقن المرضى بالأدوية المهدّئة حين تنتابهم الحالات العصبيّة القويّة. كان يكفي أن يمسك بالمريض اثنان من الحرّاس ليضرب الثالث الحقنة في أيّ مكان يمكن الوصول إليه من الجسم الهائج، أو يتعاون الجميع لإدخال المريض الثائر في القميص ذي الأحزمة. المرّات الأولى تكون صعبة، بعد ذلك، تعتاد يدنا استعمال الحقنة كما تعتاد آذاننا سماع كلماتهم طوال الليل.
 الليل عالم آخر في مستشفى المجانين.
حين باشروا بناء العصفوريّة أسرعنا كلّنا من المنطقة والجوار للعمل فيها، أوّلاً في حفر الأساسات وحمل الأتربة على الحمير والبغال، وبعد ذلك في البناء، حمّالين ومعلّمي باطون ونجارة وتبليط. لم نكن معلّمين، تعلّمنا هناك. بعدما انتهت هذه المرحلة ودشّنوا المبنى الأوّل صرنا ممرّضين وحرّاسًا وطبّاخين. النساء انضممن إلينا للخدمة في الأبنية الثلاثة المخصّصة للنساء أو لغسل ثياب المرضى وأغطية الأسرّة وملابس الممرّضين والممرّضات في المبنى الذي صار اسمه بيت الغسيل. عشرات الأوعية المصفوفة إلى جانب بعضها وعشرات النساء يدعكن الثياب القذرة وينقلنها من طشت إلى طشت، ومن يد امرأة إلى يد امرأة كي تصل نظيفة مغسولة بالمياه الساخنة والصابون البلديّ. عشرات النساء للغسيل وعشرات النساء لتفويح الغسيل ونشره. وعند الغروب، كانت الطريق الخارجة من (العصفوريّة) والتي تصبّ في الشوارع المجاورة تزدحم بالرجال والنساء وهم يحملون أكياسًا من الورق الأسمر، خالية من الفتات، ترجع معهم إلى البيوت ليحملوا فيها عند الفجر زوّادة يومهم من البطاطا المسلوقة والبندورة والزيتون وعرائس التين المطبوخ. لولا الفقراء لما وجد المجانين من يخدمهم.
بعد نقطة الدرك، ندخل إلى منطقة العصفوريّة من بوابّة كبيرة يقيم إلى جانبها الحارس في غرفة سمّيناها غرفة الموتى. إذ كانت جثث الموتى من المجانين توضع فيها في انتظار أن يأتي أهلهم. وما بين موت أحدهم ووصول أهله كان الحارس يسرق أسنان الذهب وأطقم الأسنان الاصطناعيّة من أفواه المجانين. ومن الأموال التي جمعها الحرّاس الذين تناوبوا على المركز وتوارثوا أسرار المهنة ارتفعت بيوت كبيرة في المنطقة، بيوت كبيرة وجميلة يتباهى بها اليوم ساكنوها. بعد البحث ليس كلّ ما يخرج من أفواه المجانين لا قيمة له في سوق العقلاء. وحين يأتي الأهل ليتسلّموا الجثّة، إن أتوا شخصيًّا، لن يسألوا عمّا كان في فمها واختفى. فالمجنون هو من كسر أسنانه في نوبة غضب، والمجنون هو من رمى طقم أسنانه حين لم يعجبه الطعام.
 كلّ الأخبار تصحّ على هؤلاء الناس.
العصفوريّة مدينة ساهم في تأسيسها أكثر من دولة، سبعة أبنية لسبع دول. أنا كنت في المبنى البريطاني الذي كناّ نسمّيه روبرت هاوس، أخي كان في مبنى أميركا، والأبنية الموزّعة حول الباحة التي تتوسّط المكان الشاسع كلّها من الحجر المصقول وسقوفها من القرميد الأحمر، ثلاثة منها للنساء. في وسط الباحة بناء مدوّر للحرّاس له باب وسبع نوافذ عليها مشبكّات من الحديد المشغول كأنّ الحرّاس يحتمون خلفها من نوبات جنون جماعيّة قد تصيب مئات من سكّان العصفوريّة دفعة واحدة.
في طريق عودتنا إلى منازلنا، كنّا نمّر أمام غرفة الموتى ثمّ نخرج إلى الطريق العامّ حيث دكّان يعقوب الذي كانت تتوقّف عنده قوافل النازلين من الجبل إلى بيروت والصاعدين من بيروت إلى الجبل. وأمام الدكّان نفسه صرخ ابن يعقوب مناديًا والده:
(يا أبي، هناك خوري درزي نازل ع بيروت مع قطيع غنم طويل عريض).
ومن أمام العصفوريّة طارت إلى القرى المجاورة حكاية الشيخ الدرزي بعباءته ولحيته وقطيعه بعدما رسمه ابن يعقوب كاهنًا.
لا تنتهي حكايات العصفوريّة. في كلّ يوم حكايات يختلط فيها الحزن بالضحك: حكاية الدركي الذي ترك زميله وحده على المدخل وذهب ليشتري ما يأكله من دكّان يعقوب. في غيابه هرّب الدركي الآخر مريضًا.  كان سجينًا من المدمنين على المخدّرات. المجنون لا يجد من يدفع عنه رشوة لتهريبه. أمّا المدمن فيستطيع تدبير الأمر. تجّار المخدّرات يهربونه لحاجتهم إلى زبائن. فإن صار المدمنون كلّهم في العصفوريّة أفلس التجّار من أمثال حبيب شقيق الممرّضة.
كانت العصفوريّة تدفع خمسًا وعشرين ليرة لمن يعيد مريضًا إليها. والدركي كان يهرّب المجانين ويتواطأ مع من يعيدهم إليها فيقبض في كلا الحالين.
مسز هيلين رئيسة المستشفى لم تكن تقبل غير المسيحيّين للعمل في العصفوريّة. وحين أراد ابن جيراننا حسين أن يلتحق بنا، وكنّا نحو عشرين رجلاً وامرأة، رفضته المرأة الإنكليزيّة التي لا تبتسم. ولكنّ حسين احتاط للأمر وأظهر لها شهادة عماده فقبلته. أفادته أمّي لحسين حين قالت لأمّه جارتها:
(عمّدي الصبي كي يشفى من أمراضه).
في ذلك الزمن لم تزعل إم حسين ممّا سمعته، لو قيل هذا الكلام اليوم، لصار الدم للركب.

في أسفل العصفوريّة مدفن امرأة اسمها سعود. كانت تقيم مع رجل بلا زواج فأنزلت بها الكنيسة حرمًا، وحين ماتت دفنت بين الصخور من دون صلاة أو بخّور. سعود كانت جارة العصفوريّة في حياتها وموتها. هي مثلهم كانت خارجة عن قوانين الناس والمجتمع، ومثلهم كانت لها حكاية لا يعرف أحد الحقيقة فيها من الخيال". 

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.