نشرات
الأخبار و"نشرة" النّاس
مساكين مذيعو ومذيعات الأخبار في تلفزيون لبنان!...
يتعرّضون كلّ ليلة لشتائم متنوّعة تنصبّ عليهم وللعنات
توجّه إليهم... وعبرهم...
وهم عندما بدأوا عملهم الإعلاميّ، كانوا يحلمون بالشّهرة
وإعجاب النّاس ومحبّتهم... دون تمييز... أو بحدّ أدنى من التّمييز..
أتراهم ندموا على اختيار هذه المهنة؟
أتراهم عرفوا إلى أين سيوصلهم ظهورهم كلّ ليلة على
الشّاشات الصّغيرة؟
أما كان أفضل لهم لو وضعوا "أقنعة" تقيهم
سلبيّات الشّهرة... وتقلّبات السّياسة ونفاقها؟
كان أكثر أمانًا لموظّفي تلفزيون لبنان ـ فرع الشّرقيّة
ـ مثلاً، لو وضعوا أقنعة تمثّل الجنرال عون... ولموظّفي المؤسسة اللّبنانيّة
للإرسال لو وضعوا ـ كأقنعة ـ وجه الدّكتور جعجع.
وتبقى مشكلة موظّفي تلفزيون ـ فرع الغربيّة ـ الّذين
سيحتارون حتمًا في اختيار شكل القناع الملائم لأوضاع البلد اليوم...
على كلّ حال في الحكومة الشّرعيّة وجوه حسب الطّلب،
ففيها وجوه صفراء من الغيرة، ووجوه بيضاء من "الخبي". ووجوه محمرّة من
الغضب...أو بسبب العافية ـ ما شاء الله ـ ووجوه باهتة لا لون لها، ووجوه تتلوّن
بألف لون...
أمّا موظّفو تلفزيون المشرق فقد حسموا الأمر عندما
قرّروا نزع الأقنعة عن الوجوه كلّها، ودون أن يلبسوا إحداها... حتّى الآن على
الأقلّ.
على اللّبنانيّ النّاقم، اليوم، على مذيعٍ ما، والمتحمّس
لمذيع آخر، أن يعرف انّ الأمر كلّه يتلخّص في راتب آخر الشّهر، المرتبط بتنفيذ
الأوامر.
وهل نصدّق أنّ الأمر مجرّد رسالة وطنيّة فقط؟
ومن يستطيع تحديد الوطنيّة في خضمّ هذا الصّراع؟
ومن نسي الصّراع الإعلاميّ في بداية الحرب بين جاك واكيم
وعرفات حجازي، ووفاقهما الوطنيّ في فترة من فترات الهدنة الإعلاميّة؟
ونبقى نحن المساكين... نحتار كلّ ليلة إلى من نصغي ومن
نصدّق ...
متى؟... متى سنصل إلى إعلام لا "يحيّر"
الإعلاميّ ولا يرهق المشاهد؟
ميّ م. الرّيحاني
الجمعة 18 أيّار 1990
"عيون بالمرصاد"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق