أفادت فدوى البستاني، رئيسة مجلس إدارة دار البستاني، وهي من أقدم دور النشر المصرية أن إدارة الرقابة على المطبوعات أبلغتها الأربعاء مصادرة كتب، منها رواية للمخرج السينمائي المصري رأفت الميهي والأعمال الكاملة للأديب اللبناني جبران خليل جبران.
وقالت إن الأعمال المصادرة كانت خرجت من مصر للمشاركة في معرض أبوظبي للكتاب الشهر الماضي، ثم منعت إعادة إدخالها البلاد. وأوضحت أن الجهة التي اتخذت القرار، وهي تابعة لوزارة الإعلام التي ألغيت في التشكيل الوزاري الأخير، اعترضت على كتاب "النبي" لجبران لأن لديها بياناً بأرقام صفحات من طبعات قديمة تحمل لوحات رسمها جبران نفسه، على رغم ان الطبعة الجديدة المصادرة تخلو منها.
وقالت إن الأعمال المصادرة كانت خرجت من مصر للمشاركة في معرض أبوظبي للكتاب الشهر الماضي، ثم منعت إعادة إدخالها البلاد. وأوضحت أن الجهة التي اتخذت القرار، وهي تابعة لوزارة الإعلام التي ألغيت في التشكيل الوزاري الأخير، اعترضت على كتاب "النبي" لجبران لأن لديها بياناً بأرقام صفحات من طبعات قديمة تحمل لوحات رسمها جبران نفسه، على رغم ان الطبعة الجديدة المصادرة تخلو منها.
هذا الخبر برسم الثوّار المصريّين الذين من المفترض أن يعرفوا أنّ جبران خليل جبران هو القائل:
أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة،
وهو الذي كتب نصّ "خليل الكافر" عن الشاب الثائر على الإقطاع والظلم واستغلال السلطتين الزمنيّة والدينيّة للناس، وهذا يشبه ما يقوله أيّ شاب مصريّ اليوم،
وهو الذي أجاب في كتاب "النبيّ" على أسئلة تدور في أذهان الشبّان والشابّات عن الحبّ والعمل والصداقة والشرائع والكلام...
أمّا عن الحريّة فقال على لسان "نبيّه" المصطفى:
"وماذا يجدر بكم طرحه عنكم لكي تصيروا أحرارًا سوى كِسر صغيرة رثّة في ذاتكم البالية؟
فإن كانت هذه الكسر شريعة جائرة وجب نسخها، لأنّها شريعة سطّرتها يمينكم، وحفرتها على جبينكم.
بيد أنّكم لا تستطيعون أن تمحوها عن جباهكم بإحراق كتب الشريعة التي في دواوينكم، كلاّ، ولا يتمّ ذلك بغسل جباه قضاتكم، ولو سكبتم عليها كلّ ما في البحار من المياه.
وإن كانت طاغية تودّون خلعه عن عرشه فانظروا أوّلاً إن كان عرشه القائم في أعماقكم قد تهدّم.
لأنّه كيف يستطيع طاغية أن يحكم الأحرار المفتخرين، ما لم يكن الطغيان أساسًا لحريّتهم والعار قاعدة لكبريائهم؟"
***
هذا هو جبران الذي تمنع كتبه عندكم يا ثوّار مصر! فكيف تتحرّرون والطغيان الثقافيّ مسيطر على النفوس والعقول؟
ألا تبدأ الحرية بالقول والكتابة والقراءة؟ أليست حريّة التعبير هي مطلبكم الأوّل وهدفكم الأسمى؟ هل ستقومون بثورة لإعادة نشر الكتب الممنوعة قبل أن تصيروا مجرّد قيود جديدة لمّاعة حلّت محلّ القيود القديمة الصدئة؟
هناك 6 تعليقات:
النبى هو وحى من روح الإنسان ورسالة لمملكة الضمير بطلها ومبتدئها ومنتهاها هو الإنسان ذاته وكل رسومات جبران هى نفثة ريشة فى غبار يغطى عيون الأرواح لتنجلى الصورة أكثر وضوحا وأحياناً أكثر ألماً
كمصرى أرفض مصادرة أى حرف لجبران فجبران رجل مؤمن لكن لادين له
هكا كنت أراه دوماًولا أزال
لكن لكل حريق دخان يزكم الأنوف ويفشى العيون وقد أشعلنا حريقنا الخاص فى معبد الفاسدين وقريباً جداً ستنزل أمطار البناء لينام الدخان وتبدأ حياة جديدة فى مصرنا لانصادر فيها حلماً ولافكراً
تحياتى لقلمك المتسلل لجوف العقول
نورالدين محمود
أشكر لك رسالتك أخ نور الدين. سرّني كلامك وطمأنني لا لأنّ جبران ابن وطني بل لأنّ الرقابة إن لم يحكمها الحقّ والخير والجمال ويحمل مقصّها فنّان يجيد تفصيل أجمل الأثواب، فلن تترك حرفًا أو كلمة أو كتابًا أو فيلمًا. أنظارنا نحوكم وقلوبنا معكم. فلا تخذلوا أجيالاً بدأت تتذوّق طعم الحريّة الطالعة من رحم العِلم والفكر.
لست أدري كيف تصادر كتابات جبران من مصر الثورة. كمصرية فان هذا الخبر يصيبني باحباط شديد يضاف الي سلسلةمن الاحباطات يحدثها كل يوم خروج ثورتنا عن السياق السليم . حقا ان من منع أعمال جبران لا يعرف من هو جبران ربما لم يقرأ له ربما لم يسمع فيروز وهي تغني قصائده ربما لم يعرف أن جبران ينتمي الي مملكة الضمير تلك المملكة وطنها ولغتها وقوميتها هو الانسان حتي وان اختلفنا معه في الدين أو في الأفكار ووحدها مملكة الضمير هي التي تجعلني وانا مسلمة أعشق شعر جبران واري في جيفارا ملهما للضمير الانساني وصوتا للعدل ولا أري في تقديري لهما أي تعارض بيني وبين ايماني بديني. لكن رغم كل شئ محبط فانه بكل تأكيد هناك بصيص نور من أمل شمعة امل توقدها دماء شهدائنا شهداء ثورة مصر المجيدة كلما حاول الظالمون واصحاب العقول المظلمة اطفائها تلك الشمعة هي التي ستضيئ لنا الطريق نحو مصر الحرية والعدالة والمساوة والديمقراطية مصر التي تحتضن كل العرب مصر التي لابدوان يأتي يوما تكرم فيه علمين لبنانيين هما فيروز وجبران ليس باعتبارهما لبنانيين ولا عربييين لكن باعتبارهما قدما عطاءا صار ملهما لكل انسان من أجل هذا الحلم سنضحي بالغالي والنفيس وبالروح عندما يتطلب الأمر . ولا تحزني ياصديقتي ماري اللبنانية لأن الرقابة منعت أعمال جبران لسبب بسيط هو أن الرقابات العربية هي وليدة الديكتاتوريات القمعية العربية واي ديكتاتورية هي عدو أصيل لكل صاحب رسالة تنويرية تهدف الي السمو الانساني وجبران كان واحدا ممن حملوا تلك الرسائل فسلام لك جبران ممن انسانة عشقت فنك الراقي النبيل .
بهذه الأفكار المتحرّرة تنتصر الثورة المصريّة يا صديقتي بيلّا روزا، شكرًا على رسالتك القيّمة،الصادقة بانفعالها والعميقة بفكرها.
ويا صديقتي المصريّة، دمتِ بخير على أمل فجر حريّة جديد يشرق من بلادنا كلّها
أنا سوري وأرفض الرقابة على القلم والقلم خاصة، بغض النظر عن ما يكتب كاتبه. مع العلم أنني لا أتفق مع جبران في الكثير من مما يكتب ويقول.
أهلاً بك محمد الشرع، هذا هو المطلوب، لا يمكن أن نعجب بكتابات الجميع. المهمّ ان نحترم حرية الجميع في التعبير.
شكرًا على المرور والإضافة
إرسال تعليق