ثنائيّ - سلوى روضة شقير
توأمة - آن كلود أوليفاري
أخشى يا صديقي العجوز ألا نكون مستحقّين نعمة هذا الحبّ الاستثنائيّ،
وأن نكون أكثر جبنًا من أن نرفعه راية عالية فوق مصاعب الأيّام وتقدّم العمر وحاجة أحدنا للآخر.
لا يحقّ لنا يا صديقي أن نخبّئ حبًّا من هذا النوع بحجة حمايته،
ولا أن نخفيه بحجة ندرة نوعه،
ولا أن نحتفظ به لأنفسنا كأنّه لوحة قديمة نريد الاستئثار بجمالها لأنفسنا.
فالحبّ يا صديقي يحتاج إلى نور الشمس،
ومتى قبّلت أشعّتها المحيية جبينه المرتفع صار شجاعًا ومجابهًا
وما عاد يخشى ألسنة الناس وثرثرات الحاسدين،
لأنّ الحبّ يا صديقي إن لم يكن درسًا يعلّم الناس
الحبّ
والشجاعة
والمغامرة
والعمل
والمشاركة
والإبداع
والضحك
صار شعورًا مرضيًّا أو رغبة عابرة أو انتقامًا من نقص وعوز.
أنا وأنت يا صديقي الحكيم نظلم الحبّ إن ظنّنا
أنّه عاجز عن مواجهة الحياة
وراغب في الاختفاء خلف قضبان التستّر،
فهذا النوع من الحبّ إن صحّ أن نعتبره حبًّا
لا يُنتج
غير الشكوى والكبت والغضب،
ولا يثمر
غير الشجار والعتب واللوم،
ولن نقطف منه غير المعاناة والألم والندم.
ونحن أذكى من أن نفعل ذلك بأنفسنا
وبهذا المولود الجميل الذي نما بيننا وتغذّى من عاطفتنا
وأعطيناه اسم الحبّ
ونحن نعلم أنّ اسمه هذا أعجز من أن يصف ما نشعر به.
وأن نكون أكثر جبنًا من أن نرفعه راية عالية فوق مصاعب الأيّام وتقدّم العمر وحاجة أحدنا للآخر.
لا يحقّ لنا يا صديقي أن نخبّئ حبًّا من هذا النوع بحجة حمايته،
ولا أن نخفيه بحجة ندرة نوعه،
ولا أن نحتفظ به لأنفسنا كأنّه لوحة قديمة نريد الاستئثار بجمالها لأنفسنا.
فالحبّ يا صديقي يحتاج إلى نور الشمس،
ومتى قبّلت أشعّتها المحيية جبينه المرتفع صار شجاعًا ومجابهًا
وما عاد يخشى ألسنة الناس وثرثرات الحاسدين،
لأنّ الحبّ يا صديقي إن لم يكن درسًا يعلّم الناس
الحبّ
والشجاعة
والمغامرة
والعمل
والمشاركة
والإبداع
والضحك
صار شعورًا مرضيًّا أو رغبة عابرة أو انتقامًا من نقص وعوز.
أنا وأنت يا صديقي الحكيم نظلم الحبّ إن ظنّنا
أنّه عاجز عن مواجهة الحياة
وراغب في الاختفاء خلف قضبان التستّر،
فهذا النوع من الحبّ إن صحّ أن نعتبره حبًّا
لا يُنتج
غير الشكوى والكبت والغضب،
ولا يثمر
غير الشجار والعتب واللوم،
ولن نقطف منه غير المعاناة والألم والندم.
ونحن أذكى من أن نفعل ذلك بأنفسنا
وبهذا المولود الجميل الذي نما بيننا وتغذّى من عاطفتنا
وأعطيناه اسم الحبّ
ونحن نعلم أنّ اسمه هذا أعجز من أن يصف ما نشعر به.
هناك 14 تعليقًا:
سيدة ماري:
هل تعتقدين أن الأديان تحول دون معايشة الحب بكامل صورته؟ وما رأيك فيمن يرى أن الدين يشكل مانعاً بينه وبين عيش مغامرة الحب؟
الدين يدعو إلى الحبّ في كامل تجليّاته/ الطوائف تحارب الحبّ/ بعض رجال الدين يحارب الحبّ على الأرجح بسبب تجارب شخصيّة لا بسبب الدين/ الدين إن لم يكن حبًّا كاملاً متكاملاً فهو لا يستحقّ أن نربطه بالسماء لأنّه سيكون صناعة أرضيّة سيّئة التنفيذ
أمّا إن السؤال عن الحبّ بين اثنين من طائفتين مختلفتين، فإن عجزا عن جعل الحبّ دينهما الجامع(بما فيه من وعي وثقافة وسمو) فالمغامرة فاشلة.
شكراً جزيلاً على ردك سيدتي، لكني أرجوك -إن لم يكن الأمر مكلفاً عليك- أن تسهبي أكثر في إجابتك، وأنا كنت أعني بذلك الحب بين الجنسين، مع وجود فوارق دينية ثقافية اجتماعية وعمرية، لكنهما في أهبة الاستعداد النفسي والعقلي والجسدي لخوض المغامرة وكسر الحواجز وتنصيب الحب -بأسمى معانيه- قيّماً عليهما، لكن المانع الوحيد لدى أحد الطرفين هو مانع ديني، إذ أن الجنس قد يكون أحد تعبيراته الثانوية؛ وهو مما يشكل عائقاً له.
فوارق دينيّة ثقافيّة اجتماعيّة عمريّة: هذه مهمّة مستحيلة يا أحمد لا علاقة حبّ. يجب ألاّ نلهي الحبّ بكثير من الصراعات وإلاّ فلن يبقى له وقت لأنّ الحبيبين سينشغلان بتقليل الفوارق. لو كانت الثقافة ليست فارقًا لهان أمر الدين والطبقة الاجتماعيّة والعمر. أمّا والثقافة حاجز بين الحبيبين فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
شكراً مرة أخرى سيدة ماري.
في نظري -وربما يخالفني الكثير- أن وجود الفوارق لا يعني بالضرورة وجود حواجز وبالتالي تشكّل صراعات، بل إني أرى أن من أنجح علاقات الحب هي القائمة على وجود الفوارق، فكم سمعنا في القصص القديمة من وقوع الأمير في غرام الفتاة المعدومة، ووقوع الأميرة الجميلة في غرام الوَحش، وكم رأينا في الحاضر زوجاً متعلّماً وامرأته أمّية، أو امرأة متفوقة على زوجها وتكبره سنّاً، وهم مع ذلك من أنجح الأزواج علاقة. وأرى أن هذه الفوارق هي التي تضفي للعلاقة مزيداً من الألق، وتثير الكثير من المشاعر والأحاسيس الكامنة لدى أحد الطرفين، وتتميز بنكهة فريدة لا يتذوقها إلا أصحابها، مما تزيدها متانة وحيوية. إضافة إلى ذلك أن هذه العلاقات تكون من أصدق وأقوى العلاقات، وإن لم يكن التوفيق حليفها.
ومن الأفلام السينمائية المحاكية للموضوع، فيلم Asylum الذي نال استحساني وأثار استغرابي في آن واحد.
إضافة..
سيدتي أود أيضاً أن أشيد بإعجابي الشديد بمدونتك، ولا أبالغ إن قلت بأنه عند تنزهي فيها أشعر بطمأنينة تسري في روحي، وتتفتح قريحتي وينضج فكري، فكلماتك لها تأثير السحر على النفس.
ولا أكترث بمن هي كلماتك موجهة إليه بقدر ما أهتم وأنجذب لجودة ألفاظك وإبداع تعبيرك وخصوبة خيالك، فقد أجدتِ الصياغة وأتقنتِ الصناعة.
سلمت أناملك الطاهرة.
تحياتي
أحمد
اشكرك أحمد على رأيك في مدوّنتي، وعلى مشاركتي أفكارك، وإن كنت أكثر حذرًا منك في موضوع الحبّ. وإن اقتنعت بأنّ الإنسان قد يعشق متحديًّا الصعوبات، غير أنّ الزواج شأن اجتماعيّ قد يعجز عن مقاومة متطلّبات المجتمع وقيوده خصوصًا في بلادنا العربيّة.
ولك تحيّاتي
ها قد صادفني القدر بمعجزه اخرى..وما اجمل معجزاته عندما يهبنا شخص بروعه كلماتك وابداعك..
مع اجمل تحياتي
ريم احمد
اشكرك ريم على كلماتك اللطيفة، ولتحمل لك الأيّام الحبّ والخير والجمال.
طيب اعمل ايه لو اللي بحبه مش عارفة افهمه وخايفة اقولها رغم انه بيقولها ليا كتير ببقي خايفة منه
لا أؤمن بحبّ يعيش مع الخوف. الحبّ إن لم يملأ قلبك شجاعة فليس حبًّا
تحيّاتي وتمنيّاتي بحبّ لا يحيّرك
موضوع راااااااائع للغاية بالتوفيق
Cosmaktil Company شكرًا على مرورك وإضافتك.
إرسال تعليق