عمر المتعة قصير.
هل لأنّ طبيعة الإنسان اعتادت الإحساس بالذنب حين تستمتع فتعاقب نفسها بالندم وتجلد ذاتها بسياط التأنيب والملامة؟
أم لأنّ الجسد أعجز من أن يحتمل متعته التي تمتصّ طاقته وتتركه غير عارف إن كان اكتفاؤه يكفيه؟
أم لأنّ النفس البشريّة تتوق إلى ما لم تحصل عليه حتّى تحصل عليه، كالصيّاد الذي يلهث خلف طريدة، ومتى حصل عليها تاقت نفسه إلى ملاحقة سواها؟
شركاء المتعة، أيًّا يكن نوعها، يعرفون أنهم محكومون بالضجر والفراغ، غير أنّهم يتحايلون على ما ينتظرهم باختراع متع جديدة تبقي أواصر العلاقة مشدودة بينهم، وهم لا يعلمون أنّ كلّ متعة لا تصدر عن العقل مصيرها الاهتراء والتعفّن. فما يصدر عن العقل يتوهّج ويتجدّد من تلقاء نفسه، كالشمس، وما سوى ذلك طفيليّات تتغذّى من غيرها حتّى تقتله وهي لغبائها لا تعرف أنّها تقتل مصدر بقائها.
شركاء المتعة عابرون حتّى نختبر معهم الحرمان والحزن، عندها تتعمّد الشراكة بميرون خلاصها من آنيّتها لتلبس احتمال الديمومة.
شركاء المتعة عابرون حتّى نختبر معهم الحرمان والحزن، عندها تتعمّد الشراكة بميرون خلاصها من آنيّتها لتلبس احتمال الديمومة.
من دون ذلك، من دون معموديّة المعاناة، يبقى شريك المتعة عند حدود المادّة فيك، ولا يلمس بوجدانه ما في داخلك.
ولأنّ كثيرين لا يفهمون هذا التمايز، يخلط الناس بين أنواع العلاقات ويضعون لها أسماء مختلفة كالصداقة والزمالة والرفقة والجيرة والأخوّة والمحبّة، وكثير منها لا يصحّ عليه ايّة تسمية منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق