بعدما رفع الرئيس الأميركيّ باراك أوباما الحظر الذي كانت فرضته إدارة جورج بوش على الأبحاث المتعلّقة بخلايا المنشأ الجنينيّة، صار في إمكان الناس أن يحلموا بالتخلّص من المرض أو بالشفاء العاجل، وصار من المتوقّع في السنوات المقبلة أن يجد المصابون بالأمراض المزمنة والتي كانت غير قابلة للشفاء وسائل علاج تعيد إليهم صحّة كانوا يخالون أنّها ستبقى تاجًا على رؤوس الأصحّاء.
وكان من الطبيعيّ أن تعود إلى الواجهة دراسات دينيّة وآراء فقهيّة ونظريّات فلسفيّة واجتماعيّة ونفسيّة تحلّل نتائج هذا النوع من العلاج وما إذا كان أخلاقيًّا أو لا، وما هي حدوده وما هو مستقبله. وواكبت الصحافة هذه الدراسات والآراء والنظريّات وأدلى كلّ واحد بدلوه في بئر هذه الأبحاث محاولاً أن يطلع منها بمياه الخلاص: إمّا من الخطيئة في حال كان الجواب أنّها غير أخلاقيّة أو من المرض في حال كان الجواب أنّها لا تتعارض مع المشيئة الإلهيّة وخير البشر. فكثرت المقالات التي تتحدّث عن قطع الغيار البشريّة وعن تحقيق حلم الإنسان بعدم الموت بعدما صار قادرًا على الشفاء من أيّ مرض. ولكن العلماء الذين يجرون هذه الأبحاث في واد ونحن (أي العرب) في واد، ولو تنازل هؤلاء واستمعوا إلينا لوفّروا على أنفسهم مليارات الدولارات لا بدّ من دفعها ثمنًا، عدا عن الوقت المهدور والناس الذين سيموتون قبل أن تسمح الدوائر الرسميّة المختصة بنشر هذا العلاج أو ذاك الدواء أو نتيجة ذلك البحث.
أوّلاً: نحن نملك قطع غيار بأعداد لا تحصى، ونملك جميع الأعضاء التي يعد العلم بتوفيرها في المختبرات، إذ كان يكفي لتأمينها لكلّ المرضى في العالم: أن تجمع الأشلاء المتناثرة من مواقع الانفجارات المتنقّلة بين لبنان والعراق وفلسطين والجزائر واليمن وسوريا والسودان، فضلاً عن أفغانستان وباكستان والهند، وأن تجمع من السجون العربيّة العيون التي تسمل والأظافر التي تقلع والجلود التي تسلخ، وأن تتحوّل المعتقلات العربيّة مختبرات علميّة تجرى فيها تجارب على البشر هي في طبيعة الحال أفضل بما لا يقاس من تلك التي تجرى على الفئران المسكينة. وبما أنّنا شعب يطلب العلم ولو في الصين فلن نبخل على العلماء بأجساد المطالبين بالحريّة والعدالة والمساواة ورجالات الأحزاب والتيّارات العلمانيّة والأصوليّة على حدّ سواء.
ثانيًا: من قال إنّنا نرغب في الشفاء من أمراضنا وفي إطالة عمر عذاباتنا؟ ومن قال إنّنا راغبون في النجاة من الإلزهايمر الذي سينسينا أسماء زعمائنا وخطاباتهم المجتّرة؟ ومن قال إن نجونا من رجفة الباركنسون فسننجو من ارتجافنا من الخوف على أرواحنا من عسس الليل؟
نحن لا نريد أن تطول أعمارنا. ومن يرغب في ذلك فضوليّ يريد فقط أن يعرف متى ينتهي عهد ذلك الزعيم ومتى ستزول إسرائيل وكيف ستنتهي حروب لبنان وهل يعود الفلسطينيّون إلى فلسطين. والفضول قتل الهرّ الذي لحس المبرد.
نحن لا نريد أن تطول أعمارنا بعدما قصّروا ألسنتنا وقصّروا في حقّ أطفالنا. فليأخذوا خلايانا قبل أن يفتتها القهر أو القصف أو الاغتيال أو الجوع. ولنتبرّع بخلايانا الجذعيّة قبل أن تحاصرنا الخلايا الإرهابيّة التي ترتدي مرّة بزّة الشرطي ومرّة رداء رجل الدين ومرّة حلّة التاجر، لعلّنا بذلك نستعيد دورنا في خدمة العلم بعدما انطلق الطبّ من بلادنا تاركًا لنا سوط الجلاّد.
وكان من الطبيعيّ أن تعود إلى الواجهة دراسات دينيّة وآراء فقهيّة ونظريّات فلسفيّة واجتماعيّة ونفسيّة تحلّل نتائج هذا النوع من العلاج وما إذا كان أخلاقيًّا أو لا، وما هي حدوده وما هو مستقبله. وواكبت الصحافة هذه الدراسات والآراء والنظريّات وأدلى كلّ واحد بدلوه في بئر هذه الأبحاث محاولاً أن يطلع منها بمياه الخلاص: إمّا من الخطيئة في حال كان الجواب أنّها غير أخلاقيّة أو من المرض في حال كان الجواب أنّها لا تتعارض مع المشيئة الإلهيّة وخير البشر. فكثرت المقالات التي تتحدّث عن قطع الغيار البشريّة وعن تحقيق حلم الإنسان بعدم الموت بعدما صار قادرًا على الشفاء من أيّ مرض. ولكن العلماء الذين يجرون هذه الأبحاث في واد ونحن (أي العرب) في واد، ولو تنازل هؤلاء واستمعوا إلينا لوفّروا على أنفسهم مليارات الدولارات لا بدّ من دفعها ثمنًا، عدا عن الوقت المهدور والناس الذين سيموتون قبل أن تسمح الدوائر الرسميّة المختصة بنشر هذا العلاج أو ذاك الدواء أو نتيجة ذلك البحث.
أوّلاً: نحن نملك قطع غيار بأعداد لا تحصى، ونملك جميع الأعضاء التي يعد العلم بتوفيرها في المختبرات، إذ كان يكفي لتأمينها لكلّ المرضى في العالم: أن تجمع الأشلاء المتناثرة من مواقع الانفجارات المتنقّلة بين لبنان والعراق وفلسطين والجزائر واليمن وسوريا والسودان، فضلاً عن أفغانستان وباكستان والهند، وأن تجمع من السجون العربيّة العيون التي تسمل والأظافر التي تقلع والجلود التي تسلخ، وأن تتحوّل المعتقلات العربيّة مختبرات علميّة تجرى فيها تجارب على البشر هي في طبيعة الحال أفضل بما لا يقاس من تلك التي تجرى على الفئران المسكينة. وبما أنّنا شعب يطلب العلم ولو في الصين فلن نبخل على العلماء بأجساد المطالبين بالحريّة والعدالة والمساواة ورجالات الأحزاب والتيّارات العلمانيّة والأصوليّة على حدّ سواء.
ثانيًا: من قال إنّنا نرغب في الشفاء من أمراضنا وفي إطالة عمر عذاباتنا؟ ومن قال إنّنا راغبون في النجاة من الإلزهايمر الذي سينسينا أسماء زعمائنا وخطاباتهم المجتّرة؟ ومن قال إن نجونا من رجفة الباركنسون فسننجو من ارتجافنا من الخوف على أرواحنا من عسس الليل؟
نحن لا نريد أن تطول أعمارنا. ومن يرغب في ذلك فضوليّ يريد فقط أن يعرف متى ينتهي عهد ذلك الزعيم ومتى ستزول إسرائيل وكيف ستنتهي حروب لبنان وهل يعود الفلسطينيّون إلى فلسطين. والفضول قتل الهرّ الذي لحس المبرد.
نحن لا نريد أن تطول أعمارنا بعدما قصّروا ألسنتنا وقصّروا في حقّ أطفالنا. فليأخذوا خلايانا قبل أن يفتتها القهر أو القصف أو الاغتيال أو الجوع. ولنتبرّع بخلايانا الجذعيّة قبل أن تحاصرنا الخلايا الإرهابيّة التي ترتدي مرّة بزّة الشرطي ومرّة رداء رجل الدين ومرّة حلّة التاجر، لعلّنا بذلك نستعيد دورنا في خدمة العلم بعدما انطلق الطبّ من بلادنا تاركًا لنا سوط الجلاّد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق