ليونورا كارينغتون
يبدو أنّ كلمة "الانهيار" هي العنوان الكبير لكلّ ما نواجهه في هذه المرحلة، ومن الواضح أنّ المعالجات لوقف سلسلة الانهيارات التي نرزح تحت وطأتها لا تزال في مرحلة التشخيص والتفكير والتخطيط كعادتنا في معالجة المشاكل والأزمات.
الانهيار الاقتصاديّ الذي يحتلّ الواجهة حاليًا ليس إلاّ نتيجة مجموعة من الانهيارات الأخلاقيّة التي ردمت تحتها السياسة والاقتصاد والعِلم والفلسفة وجعلت العالم على شفير إفلاس حقيقيّ على مختلف المستويات وفي كلّ مكان من العالم. وما الفضائح الماليّة التي تنشر حاليًا إلاّ الجزء القليل من مآسي عالم المال، ولن نعجب إن توالت الأسماء والأرقام معلنة أنّ كرة الثلج لا تزال في أعلى الجبل وثمّة مسافة طويلة ستقطعها قبل أن تكبر جارفة معها كلّ ما يعترضها مسبّبة دمارًا هائلاً. وإذا كانت سلسلة الخطوات العمليّة التي قامت بها الدول والمنظّمات الحكوميّة لمعالجة هذا الوضع توحي بأنّها تسابق التداعيات والخسائر، فثمّة مجالات أخرى لم تصل إليها خطط الإنقاذ بعد وبدأ الناس يذهبون ضحاياها انتحارًا أو اغتيالاً، من دون أن ننسى الانهيارات العصبيّة والنفسيّة التي أصابت وتصيب ملايين العمّال والموظّفين الذين صرفوا من أعمالهم وتأثير ذلك على عائلاتهم، ما يجعلنا في مواجهة حقيقيّة مع عالم مرعب يتقاتل فيه الناس من أجل لقمة العيش، ولن يكون البقاء طبعًا إلاّ للأقوى ما لم تأت المعالجات سريعة وعادلة، وهذا مع الأسف ليس بقريب المنال.
الانهيار الاقتصاديّ الذي يحتلّ الواجهة حاليًا ليس إلاّ نتيجة مجموعة من الانهيارات الأخلاقيّة التي ردمت تحتها السياسة والاقتصاد والعِلم والفلسفة وجعلت العالم على شفير إفلاس حقيقيّ على مختلف المستويات وفي كلّ مكان من العالم. وما الفضائح الماليّة التي تنشر حاليًا إلاّ الجزء القليل من مآسي عالم المال، ولن نعجب إن توالت الأسماء والأرقام معلنة أنّ كرة الثلج لا تزال في أعلى الجبل وثمّة مسافة طويلة ستقطعها قبل أن تكبر جارفة معها كلّ ما يعترضها مسبّبة دمارًا هائلاً. وإذا كانت سلسلة الخطوات العمليّة التي قامت بها الدول والمنظّمات الحكوميّة لمعالجة هذا الوضع توحي بأنّها تسابق التداعيات والخسائر، فثمّة مجالات أخرى لم تصل إليها خطط الإنقاذ بعد وبدأ الناس يذهبون ضحاياها انتحارًا أو اغتيالاً، من دون أن ننسى الانهيارات العصبيّة والنفسيّة التي أصابت وتصيب ملايين العمّال والموظّفين الذين صرفوا من أعمالهم وتأثير ذلك على عائلاتهم، ما يجعلنا في مواجهة حقيقيّة مع عالم مرعب يتقاتل فيه الناس من أجل لقمة العيش، ولن يكون البقاء طبعًا إلاّ للأقوى ما لم تأت المعالجات سريعة وعادلة، وهذا مع الأسف ليس بقريب المنال.
انهيار الأبنية على من فيها وجه آخر من وجوه الفساد والاستخفاف بحياة الناس. فما من يوم يمضي إلاّ وفيه خبر عن انهيار مبنى وتصدّع آخر، حتّى تحوّلت بيوت الناس مصدر قلق بدل أن تكون ملجأ أمان. وحكاية الأم وطفلها اللذين عاشا تجربة من هذا النوع في منطقة الأشرفيّة لا تزال تتفاعل، وهل من السهل على تلك الأمّ أن تنسى كيف انهار جزء من البيت أمام عينيها، فخرجت من غرفة النوم حاملة طفلها لتجد نفسها في العراء معلّقة على ما تبقّى صامدًا من المنزل وكلّ ما حولها ردم وخراب. لماذا؟ لأنّ ورشة البناء المجاورة مخالفة للأصول القانونيّة، ولم يأخذ أصحابها في عين الاعتبار أنّ البيت الذي انهار، وانهارت معه أحلام ساكنيه وأعصابهم، مصنّف في سلسلة البيوت ذات الطابع الأثريّ، وله خصوصيّة جماليّة تراثيّة، فضلاً عن كونه يضمّ عائلة وأطفالاً لم تسعفهم عشرات الشكاوى التي حاولت استباق الكارثة.
حين يصل الانهيار إلى داخل كلّ واحد منّا لن يبقى شيء صامدًا، ومع ذلك فثمّة آباء يحاربون يأسهم وإحباطهم ويستيقظون باكرًا للبحث عن عمل، وثمّة أطفال يذهبون إلى المدرسة ليتعلّموا وهم لا يعرفون ماذا ينتظرهم في مستقبل قريب، وثمّة أمّهات يحضّرن طعام الغداء وينتظرن عودة الأب والأولاد، أم أنّ هذا مشهد من كتاب حكايات قديمة لا تزال عالقة في البال ولا تريد أن تترك مكانها لمشهد آخر مختلف فيه آباء يقتلون أولادهم ونساءهم ثمّ ينتحرون.
حين يصل الانهيار إلى داخل كلّ واحد منّا لن يبقى شيء صامدًا، ومع ذلك فثمّة آباء يحاربون يأسهم وإحباطهم ويستيقظون باكرًا للبحث عن عمل، وثمّة أطفال يذهبون إلى المدرسة ليتعلّموا وهم لا يعرفون ماذا ينتظرهم في مستقبل قريب، وثمّة أمّهات يحضّرن طعام الغداء وينتظرن عودة الأب والأولاد، أم أنّ هذا مشهد من كتاب حكايات قديمة لا تزال عالقة في البال ولا تريد أن تترك مكانها لمشهد آخر مختلف فيه آباء يقتلون أولادهم ونساءهم ثمّ ينتحرون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق