لا أذكر أموراً كثيرة عن مدير المدرسة عهدذاك، فلم أكن من التلاميذ المشاغبين الذين يرسلون معاقبين إلى حضرة المدير، ولم أكن من البارعين في لفت الانتباه كي أفرض وجودي على حرم مكتبه. ولكنّي أذكر جيّداً مناسبتين اثنتين كان المدير يزورنا خلالهما في الصفّ: الأولى عند توزيع دفاتر العلامات، وهي ليست الذكرى المفضّلة إجمالاً، والثانية هي عندما كان المدير يدخل إلى الصفّ عندما يغيب أحد المدرّسين ليشرح درساً واحداً يستعيده بلا ملل، هو قاعدة كتابة الهمزة.
في الواقع إنّ المدرسة هي المطبوعة في ذاكرتي عبر مشاهد كثيرة كوّنت ما صار عليه كلّ واحد من خرّيجيها. وأعتقد أن صاحب تلك المؤسسة التربويّة لن يمانع في الحديث عن مدرسته التي هي على صورته ومثاله. وأعتقد كذلك أنّ ما جعلني أؤمن لاحقاً بدور النشاطات الثقافيّة في العمليّة التربويّة هو تمسّك "الرابطة اللبنانيّة" في تلك المرحلة بخطّ تربويّ رؤيويّ، سبق بزمن بعيد ما طالبت به المناهج الجديدة. وإذا كان هذا الأمر متوقّعاً من مؤسسات تربوية كبيرة يقف خلف نجاحها جمعيّات ورهبانيات، فإنّ نجاح شخص واحد في تحقيق ذلك هو ما يسجّل للخوري فرنسيس الحاج.
من تلك المدرسة أذكر استراحة الغداء التي رافقتها دائماً المسرحيّات الرحبانيّة والأغنيات الفيروزيّة. وأعرف أنّ علاقتي بهذا العالم الجميل بدأت من ذلك الملعب المسقوف حيث كنّا ملزمين بتناول الطعام بهدوء في جوّ موسيقيّ مميّز قبل أن ننتقل إلى اللعب.
ومن تلك المدرسة، أذكر أيضاً المسرحيّات الفولكلوريّة التي طبعت حفلات آخر السنة بطابع فنّي راق ومختلف عمّا كنّا نسمع به في المدارس المحيطة بنا.
وأذكر كذلك إصرار المدير على توزيع كتب المطالعة على التلاميذ، بمعدّل كتاب في كلّ أسبوع. وأعي الآن أنّ هذه الكتب شكّلت الخميرة المباركة في ثقافتي لاحقاً.
لا أعرف ما آلت إليه الأمور اليوم في المدرسة، ولكنّ الذين أعرفهم من خرّيجيها برعوا في المجالات التي توجّهوا إليها، أيّاً تكن اختصاصاتهم. وبهذا يستطيع الخوري فرنسيس الحاج أن يفتخر، وعلى هذا يشكره تلاميذه.
في الواقع إنّ المدرسة هي المطبوعة في ذاكرتي عبر مشاهد كثيرة كوّنت ما صار عليه كلّ واحد من خرّيجيها. وأعتقد أن صاحب تلك المؤسسة التربويّة لن يمانع في الحديث عن مدرسته التي هي على صورته ومثاله. وأعتقد كذلك أنّ ما جعلني أؤمن لاحقاً بدور النشاطات الثقافيّة في العمليّة التربويّة هو تمسّك "الرابطة اللبنانيّة" في تلك المرحلة بخطّ تربويّ رؤيويّ، سبق بزمن بعيد ما طالبت به المناهج الجديدة. وإذا كان هذا الأمر متوقّعاً من مؤسسات تربوية كبيرة يقف خلف نجاحها جمعيّات ورهبانيات، فإنّ نجاح شخص واحد في تحقيق ذلك هو ما يسجّل للخوري فرنسيس الحاج.
من تلك المدرسة أذكر استراحة الغداء التي رافقتها دائماً المسرحيّات الرحبانيّة والأغنيات الفيروزيّة. وأعرف أنّ علاقتي بهذا العالم الجميل بدأت من ذلك الملعب المسقوف حيث كنّا ملزمين بتناول الطعام بهدوء في جوّ موسيقيّ مميّز قبل أن ننتقل إلى اللعب.
ومن تلك المدرسة، أذكر أيضاً المسرحيّات الفولكلوريّة التي طبعت حفلات آخر السنة بطابع فنّي راق ومختلف عمّا كنّا نسمع به في المدارس المحيطة بنا.
وأذكر كذلك إصرار المدير على توزيع كتب المطالعة على التلاميذ، بمعدّل كتاب في كلّ أسبوع. وأعي الآن أنّ هذه الكتب شكّلت الخميرة المباركة في ثقافتي لاحقاً.
لا أعرف ما آلت إليه الأمور اليوم في المدرسة، ولكنّ الذين أعرفهم من خرّيجيها برعوا في المجالات التي توجّهوا إليها، أيّاً تكن اختصاصاتهم. وبهذا يستطيع الخوري فرنسيس الحاج أن يفتخر، وعلى هذا يشكره تلاميذه.
هناك تعليقان (2):
(:
جميلة الذكريات
حقيقى من حقه أنه يفتخر
يمكن مدرستى فى أبتدائى كان فيها تقريبا نفس الجو الجميل ده
كانت مديرة الدرسة ميس مفيدة
بجد فاكرها لغاية دلوقت (: ياااه
كانت برده تدخل عندنا و كانت دايما تذاكر لنا نحو (: قواعد لغوية يعنى
مش عارف ليه
جميل البوست
(:
يسرّني أن تجد أصداء جميلة لذكرياتك في ذكرياتي. تحيّاتي وشكري على متابعتك واهتمامك
إرسال تعليق