ألا يزال للثقافة والفنون قيمة ودور في مجتمعنا، وفي بلادنا؟ كيف يمكن ان تخرج المدينة والجمهورية الى واحات الضوء ورحاب المعرفة وآفاق الحرية وأمان الحضارة؟ وما هو التفسير المقنع لغياب الجهود والامكانات في هذا المجال وسيطرة حال من اللامبالاة الذهنية مفتعلة من جذورها الاجتماعية والاخلاقية وبلا معايير أو حسن متابعة او التزام؟
الثقافة مجال معنوي حيوي تظهر آثاره في الوعي والسلوك والموقف من الحياة.
ولعل سيطرة حال اللامبالاة مردها الى تأثير المادة والفساد والضغط الاقتصادي وخصام الوسائل والغايات كما نجدها في الاحوال الطائفية القائمة على شحن الغرائز وتغييب العقل والانسان. كل ذلك يؤدي الى تغير المناخ الطبيعي وترديه في علاقة الانسان بالمكان، والانسان بالآخر، والى قفل قنوات التواصل بين المنتج الثقافي (الكتاب واللوحة والمسرحية والاغنية والرقص والمعارض...) ويؤدي بدوره الى تهديم الجسور بين الناس والرؤى، وتاليا الى سيادة رقم الزيف وثقافة الرياء وفضاء الخواذ.
معها حق ماري القصيفي حين وصفت هذه الجمهورية بانها فروع شارع المتنبي في مقالتها في "النهار". كان ميشال ابو جودة، رحمه الله، يصف هذه الجمهورية بـ"الجمهورية المشرشحة وكل من يدخلها يخرج منها بنصيب".
ولكن ليست حياة البشر مجرد حياة عابرة في مجتمع، انما هم ينتجون المجتمع ليعيشوا فيه بقناعة وانسجام على قول عالم الاجتماع غودلبير. ثمة سؤالان في هذا الاطار: أولهما، هل تستطيع الثقافة ان ترفع هذا الثقل وان تمضي قدما وتحقق دورها في الوعي الاجتماعي والتغيير من دون دعم المؤسسات العامة والخاصة في المدينة، ومن دون فاعلية المجتمع؟
ان الثقافة قضية لا تترك لمغامرات الافراد ومبادراتهم، بل هي قضية المجتمع برمته. واذا كانت الثقافة أقامت الجسر بين الانسان والطبيعة فلا بد من تقوية هذا الجسر ودعمه واستمراره لانه صناعة انسانية بامتياز، والتعبير الأمثل عن وجود الكائن البشري وافلامه وانجازاته وصراعه التاريخي. والسؤال الثاني: أي مجتمع نعيش فيه وقد تمادت فيه الفردانية والامنية والتوحش، و غاب تاليا كل هم ثقافي حضاري اجتماعي تغييري؟ واذا حصل في تاريخنا حتى اصبحنا على ما نحن عليه من وضاعة الحال وفقر الخيال وضعف الحيلة والتسطح والتهميش؟ هناك قيم لا انسانية تسود الوجود وتهيمن عليه، قيم مضادة لهوية الانسان الحضارية، ما السبيل للخروج من هذا الافق المغلق؟
أول الطريق استعادة حواسنا وحقيقتنا وانسانيتنا. أول الطريق بناء العلاقة النقدية العقلانية الواعية مع المدينة ومظاهرها وفضائها التاريخي والانساني والحضاري. أول الطريق يبدأ من خطاب الروح في علاقتها بالجمال والذوق والفن والثقافة والحق والخير. أول الطريق يبدأ من معنى هويتنا باعتباره ولادة متجددة واضافة الى الحياة واستحقاق نبدعه كل يوم.
فهل نبادر قبل ان يبلغ العجز آخر، كما يقول التوحيدي، ونخسر رأسمالنا البشري ونخسر المكان ونفقد المعنى الحقيقي لوجودنا؟!
الثقافة مجال معنوي حيوي تظهر آثاره في الوعي والسلوك والموقف من الحياة.
ولعل سيطرة حال اللامبالاة مردها الى تأثير المادة والفساد والضغط الاقتصادي وخصام الوسائل والغايات كما نجدها في الاحوال الطائفية القائمة على شحن الغرائز وتغييب العقل والانسان. كل ذلك يؤدي الى تغير المناخ الطبيعي وترديه في علاقة الانسان بالمكان، والانسان بالآخر، والى قفل قنوات التواصل بين المنتج الثقافي (الكتاب واللوحة والمسرحية والاغنية والرقص والمعارض...) ويؤدي بدوره الى تهديم الجسور بين الناس والرؤى، وتاليا الى سيادة رقم الزيف وثقافة الرياء وفضاء الخواذ.
معها حق ماري القصيفي حين وصفت هذه الجمهورية بانها فروع شارع المتنبي في مقالتها في "النهار". كان ميشال ابو جودة، رحمه الله، يصف هذه الجمهورية بـ"الجمهورية المشرشحة وكل من يدخلها يخرج منها بنصيب".
ولكن ليست حياة البشر مجرد حياة عابرة في مجتمع، انما هم ينتجون المجتمع ليعيشوا فيه بقناعة وانسجام على قول عالم الاجتماع غودلبير. ثمة سؤالان في هذا الاطار: أولهما، هل تستطيع الثقافة ان ترفع هذا الثقل وان تمضي قدما وتحقق دورها في الوعي الاجتماعي والتغيير من دون دعم المؤسسات العامة والخاصة في المدينة، ومن دون فاعلية المجتمع؟
ان الثقافة قضية لا تترك لمغامرات الافراد ومبادراتهم، بل هي قضية المجتمع برمته. واذا كانت الثقافة أقامت الجسر بين الانسان والطبيعة فلا بد من تقوية هذا الجسر ودعمه واستمراره لانه صناعة انسانية بامتياز، والتعبير الأمثل عن وجود الكائن البشري وافلامه وانجازاته وصراعه التاريخي. والسؤال الثاني: أي مجتمع نعيش فيه وقد تمادت فيه الفردانية والامنية والتوحش، و غاب تاليا كل هم ثقافي حضاري اجتماعي تغييري؟ واذا حصل في تاريخنا حتى اصبحنا على ما نحن عليه من وضاعة الحال وفقر الخيال وضعف الحيلة والتسطح والتهميش؟ هناك قيم لا انسانية تسود الوجود وتهيمن عليه، قيم مضادة لهوية الانسان الحضارية، ما السبيل للخروج من هذا الافق المغلق؟
أول الطريق استعادة حواسنا وحقيقتنا وانسانيتنا. أول الطريق بناء العلاقة النقدية العقلانية الواعية مع المدينة ومظاهرها وفضائها التاريخي والانساني والحضاري. أول الطريق يبدأ من خطاب الروح في علاقتها بالجمال والذوق والفن والثقافة والحق والخير. أول الطريق يبدأ من معنى هويتنا باعتباره ولادة متجددة واضافة الى الحياة واستحقاق نبدعه كل يوم.
فهل نبادر قبل ان يبلغ العجز آخر، كما يقول التوحيدي، ونخسر رأسمالنا البشري ونخسر المكان ونفقد المعنى الحقيقي لوجودنا؟!
*****
سليمان بختي - جريدة النهار
سليمان بختي - جريدة النهار
هناك تعليقان (2):
عارفه حاضرتك
المقال دة وضح انا عاوز اقول ايه
لما قلت أزاى لبنان بجمالها و أصواتهاو كتابها
ممكن يكون فيها كدة
دة كله فى ناس كتير مفتقداه انا معرفش ازاى الناس اللى بتدق طبول الحرب دى
مش حاسة مش شايفة الجمال دة
بجد مقال هايل شرح حاجات كتير كنت عاوز أقولها
و مش عارف اكتبها
بالتوفيق دايما
تحيّاتي ومودّتي يا رامي
إرسال تعليق