جونيه - تصوير كليمان تنّوري
اللوحة لوجيه نحله
ما الذي تغيّر في العالم منذ الثلاثاء الماضي حين كتبت عن يوم 13 نيسان 1975 الذي غيّر حياتنا بشكل لا عودة عنه؟ في كلّ يوم أخبار جديدة، طرائف ومآسٍ وتصريحات وتهديدات وموت وولادة وخيبات أمل وخصام ومصالحة، ولكن، العالم، العالم ككينونة ووجود هل تغيّر، هل تقدّم خطوة نحو مستقبل أفضل؟ هل ما يحصل فعلاً جديد؟ الناس عندنا لا يزالون مشغولين بمباراة كرة القدم للفريق الحكوميّ، على فكرة: لماذا لم تتبدّ الوحدة الوطنيّة في فرقة دبكة؟ أليس الأمر أكثر انسجامًا مع التراث والتقاليد؟ المهمّ، الناس في أوروبا وسائر العالم مشغولون بغيمة الرماد التي شلّت حركة الطيران، إذا كان الرماد يفعل كلّ ذلك فما بالكم بالجمر الذي تحته؟ العالم على فوهة براكين طبيعيّة ونوويّة، ومع ذلك يتابع الناس حياتهم: فرنسا وحدها تستعدّ لاستقبال خمسين مليون سائح، ولبنان يستعدّ لاحتمالات الحرب، في المختبرات أطبّاء لا ينامون ليكتشفوا أدوية تخفّف الألم، وفي سواها علماء يخطّطون لوسائل قتل جديدة تقتل البشر ولا تهدّم الحجر، في المستشفيات مرضى يقاومون الموت، وفي المدافن موتى يتمنّون لو أنّهم لم يموتوا، وفي الشوارع أصحّاء أحياء يسيرون كالمرضى أو يعيشون كالموتى.
ما الذي تغيّر في العالم منذ الثلاثاء الماضي حين كتبت عن يوم 13 نيسان 1975 الذي غيّر حياتنا بشكل لا عودة عنه؟ في كلّ يوم أخبار جديدة، طرائف ومآسٍ وتصريحات وتهديدات وموت وولادة وخيبات أمل وخصام ومصالحة، ولكن، العالم، العالم ككينونة ووجود هل تغيّر، هل تقدّم خطوة نحو مستقبل أفضل؟ هل ما يحصل فعلاً جديد؟ الناس عندنا لا يزالون مشغولين بمباراة كرة القدم للفريق الحكوميّ، على فكرة: لماذا لم تتبدّ الوحدة الوطنيّة في فرقة دبكة؟ أليس الأمر أكثر انسجامًا مع التراث والتقاليد؟ المهمّ، الناس في أوروبا وسائر العالم مشغولون بغيمة الرماد التي شلّت حركة الطيران، إذا كان الرماد يفعل كلّ ذلك فما بالكم بالجمر الذي تحته؟ العالم على فوهة براكين طبيعيّة ونوويّة، ومع ذلك يتابع الناس حياتهم: فرنسا وحدها تستعدّ لاستقبال خمسين مليون سائح، ولبنان يستعدّ لاحتمالات الحرب، في المختبرات أطبّاء لا ينامون ليكتشفوا أدوية تخفّف الألم، وفي سواها علماء يخطّطون لوسائل قتل جديدة تقتل البشر ولا تهدّم الحجر، في المستشفيات مرضى يقاومون الموت، وفي المدافن موتى يتمنّون لو أنّهم لم يموتوا، وفي الشوارع أصحّاء أحياء يسيرون كالمرضى أو يعيشون كالموتى.
يحيى جابر عرض عمله المسرحيّ الغريب الذي يشبهه: خذ الكتاب بقوّة، غازي قهوجي مشغول بالإشراف الفنيّ على المسلسل المنقول عن رواية أحلام مستغانمي "ذاكرة الجسد"، جاهدة وهبه تستعدّ للغناء من دون ميكروفون في مسرح بيروت، القرّاء الذين صار بيني وبينهم كلماتٌ ومواعيدُ رسائلَ مستمرّون في مشاكستي واستفزاز كلماتي، التلاميذ الذين أنظر إلى آتي أيّامهم بقلق وتساؤل يتنقّلون بين أجنحة معرض التراث اللبنانيّ الذي أقمته لكي أراقبهم وهم يراقبون مصنوعات يدويّة وأغراضًا حِرفيّة تعود إلى تاريخ لا كتاب له بين أيديهم ولا يعرفون عنه شيئًا، في بيوتنا أولاد يدرسون للامتحانات وكبار يستعدّون للانتخابات البلديّة وعيون الجميع على الصيف والكيف، ولكن العالم، العالم نفسه، هل تغيّر في أسبوع ليصير عالمًا أفضل؟ هل استطاع الأطبّاء أن يشفوا المرضى، ورجال الدين أن يجعلوا الأرض سماء، والفنّانون أن يخلقوا عوالم من الجمال والكمال؟
ربّما لم يشف المرضى كلّهم، ربّما لم تصر الأرض سماء بعد، ربّما لم ينقذ الفنّ العالم بعد، ولكن ما يطمئنني هو أنّ ثمّة مريضًا واحدًا على الأقل وجد الدواء المناسب لحالته، وأنّ بقعة واحدة من الأرض على الأقلّ أعطتنا فكرة ولو بسيطة عن السماء، وأنّ فنّانًا واحدًا على الأقلّ خلق لمن يحبّهم عالمًا من الجمال والكمال.
وهذا في حدّ ذاته أمر مطمئن.
هناك 4 تعليقات:
لماذا فاتتك هذه?
تبدت الوحدة الهزلية الهزيلة في مبارات كرة القدم، لأن فيها لبيط، ومن شب على شيء شاب عليه.
ما الذي تغير ليس في الكون بل فينا، ما الذي تغير فيك أنتِ?
وربما تعيدين إلي السؤال?
هل وصلتي إلى السكينة، إلى الهدوء، إلى نغمة علوية، الى السلام???!!!
جميل أنك أنهيت تساؤلك بنفحة أمل، وبنقطة ماء تروي.
... وأنت مانك هيني!!!
عابر سبيل مشاكس.
لا تستفزَ كلماتي
فهي نتاجُ آهاتي
وتبحري.. وتأملي.. وتفكري
في الماضي وفي الآتي.
لا تستفزني!! لا تهزني!!
لا تغضب آياتي!!
فأنا إمرأة صلبة.. صخرة
سليمة النواةِ
أحيا في الكلماتِ
عابر سبيل إلتقى بك وسيكمل العبور
أنا إمراة تأخذ العِبرة
وتذرف العَبرة
من مآقٍ.. من سواقٍ.. في كاساتٍ
من رحيق
وتنفض غبار الطريق
لا تدرك إن تؤمن
بحبيبٍ.. أو عشيقٍ..
أو صديق
أنا إمرأة عطرها يضوع
تشتعل لتنير.. لا لتحرق
كالشموع
تغسل كآبتها بالدموع
وإن أقدمت
لا رجوع.
عابر سبيل يؤمن بالجمال ويرى فيه صورة الله
إرسال تعليق