وحدة وطنيّة |
قرّرت القوات الألمانيّة في أفغانستان "تسريح" حمار كانت تستعين به في التصدّي لحركة "طالبان" في إقليم "قندز" في شمالي البلاد.
وقال متحدّث باسم الجيش في "قندز" وهو يمازح الصحافيّين بأنّ الحمار نقل إلى الاحتياط، ثمّ أوضح أنّه بيع. ويبدو أنّ الحمار أخفق في القيام بالمهام التي أوكلها إليه الجيش الألمانيّ إذ رفض، بحسب تقارير الجيش، عبور خنادق مائيّة وهو محمّل أسلحة ثقيلة وذخائر كان عليه أن ينقلها عبر الوحول والحقول إلى منطقة "شار داراه" المضطربة. وكان الجيش الألمانيّ اشترى الحمار واسمه "هيرمان" بمبلغ مئة دولار من أحد الأسواق المحليّة. ولم يوضح المصدر العسكريّ إن تمّ تحقيق ربح في الصفقة.
إنّ قراءة هادئة للخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام تؤكّد أنّ الحمار فكّر مرّتين قبل مخالفة الأمر العسكريّ، وعدّ للعشرة، وقال في نفسه:
ما دخلي في حروب الآخرين؟ ولماذا أغوص في وحول الأرض والسياسة من أجل مصالح الآخرين ولماذا أعرّض نفسي للغرق في خنادق مائيّة ومشكلات دوليّة لا فائدة لي منها؟ وإن متّ فلن يسأل عنّي أحد ولن يكون لي نصب تذكاريّ أو مأتم رسميّ وشعبيّ. بل سيقول الناس وتفكّر الحيوانات: "صحيح أنّه حمار! كيف انزلق إلى لعبة الأمم وشارك في صراع الحضارات وهو أعجز من أن يؤمن حشيشه في أرض جرداء، حرق أبناؤها وغرباؤها أخضرها ويابسها؟ وكيف غاب عنه أنّه يُسخّر لأهداف لا تخدم مصلحته؟ وكيف تقبل كرامته أن يكون مجرّد حامل ذخيرة وأسلحة لدول تتاجر على ظهره وتتركه يبحث في الأرض عن عشبة تسدّ جوعه؟"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق