استلم أخي المغترب المقيم في ديار الستّ إليزابيت رسالة رسميّة أثارت قلقه. وهذا أمر يحدث مع كلّ مواطن عربيّ في بلاد الأجانب إذ يخشى استدعاءه للتحقيق معه لسبب أو لآخر:
- شُبهة إرهاب
- شبهة شيّ الكباب
- شبهة التحرّش بالأولاد بسبب صور عائليّة فيها الكثير من القبلات والعناق
- شبهة تعذيب الحيوانات
- شبهة إزعاج الجيران بإلقاء التحيّة والسلام على الجيران الكرام
وغيرها وغيرها من شبهات تبيّن بوضوح أنّ العدالة ساهرة وعيناها مفتوحتان على سلامة الإنسان والحيوان والنبات.
ولكنّ الرسالة الرسميّة كانت من المدرسة التي تخرّج منها "ريكس" كلب العائلة المدلّل، وفيها ما ترجمته:
نقدّم نشرة أسبوعيّة مخصّصة للكلاب: صحتهم ورفاهيّتهم، ونصائح للتدريب، ومعلومات عامّة ومفيدة. وتتضمّن أيضًا معلومات عن أيّ من خدمات Rayvon التي نطلقها أو في حال توفّر أيّ عرض. نشرتنا الأولى تتكلّم عن تغيير الطريقة التي تنزّه فيها كلبك في فصل الخريف. إذا كنتم تودّون المشاركة في النشرات القادمة، الرجاء تسجيل الدخول في الصفحة التالية. مع العلم أنّنا نحترم خصوصيّة بريدكم الإلكترونيّ ولن نكشف عنه. أهلاً بالخريف، مع توديع فصل الصيف، تطول ساعات الليل، وتتحوّل الأرصفة والحقول إلى بساط ذهبيّ بسبب تساقط أوراق الأشجار عليها. بالنسبة إلى صديقنا الكلب، إنّها أيّام مثيرة من السنة. إذ يبدو كلّ شيء مختلفًا شكلًا ورائحة. وهناك الكثير من الأوراق للبحث فيها عن أشياء لذيذة، قد يشعر الكلب أنّه بحث فيها من قبل. لقراءة المزيد: http://www.royvon.co.uk/newsletter-hello-autumn. |
اطمأنّ قلب شقيقي وارتاح باله، فليس في الأمر دعوة إلى فنجان قهوة في المخفر البريطانيّ، بل تنبيه لطيف عن حلول فصل الخريف، وكيف يجب أن يراعي فيه الإنسان مشاعر كلبه، فيساعده كي يتمتّع بالفصل الجميل ذي البساط الذهبيّ بسبب "ورق أيلول اللي تحت الشبابيك". واستعاد مواقف أخرى سابقة وضعته فيها الحيوانات الأليفة التي يهوى ولداه تربيتها والاعتناء بها. فحين مرض أحد الأرنبين اللذين يعيشان في كنف العائلة اضطر الوالد الحنون لحمله إلى أقرب عيادة للحيوانات، وهناك سألته الممرّضة عن اسم الأرنب لملء استمارة الدخول ولكي تخاطب المريض وتهدّئ من روعه. ارتاع أخي وهو يحاول أن يتذكّر إن كان لهذا الحيوان الأبيض الصغير اسم غير أنّه "أرنب" (يصلح للذبح والطهو والأكل)، ثمّ اختار اسمًا وهو يشكر السماء على أنّ الأرنب مشغول بأوجاعه ولن يكّذبه.
أمّا "ريكس" الذي كان يلعب فضاق ذرعًا بأخي الذي بقي يعيد قراءة الرسالة مرّة بعد مرّة وهو يتأمّل حال البلاد والعباد، فأخذ يستحثّه ليخرج في نزهته اليوميّة، وفي باله شماتة من الفرنسيّ "لا فونتين" الذي أراد أن يعلّم الناس على لسان النملة المجتهدة درسًا في العمل والاجتهاد تلقّنه لـلزيز العزيز في حين أنّ كلّ المطلوب هو أن يكون "الإنسان" كلبًا في بلاد الإنكليز.
هناك تعليقان (2):
NIYALOO REX
أكيد، طلعلو مقالة بمدوّنتي
إرسال تعليق