السفير/ 14 أيلول 2011
***
من علامات الانهيار الوطنيّ اللبنانيّ، أن نتحدّث، نحن الذين كنّا نصدّق أنّنا علمانيّين، في أمور طوائفنا، معلنين خوفنا على هويّاتنا وتراثنا ووجودنا. أليس مفاجئًا أن يدافع الياس الديري اليوم (النهار/ 14 أيلول 2011) عن حقّ طائفته (الأورثوذكسيّة) قائلاً:
"هذه المقدمة ليست لتسجيل العتب واللوم. وما هي للتأنيب والمحاسبة، ولا للشماتة. إنما هي لتأكيد حقّ الطائفة الأرثوذكسية العريقة في التاريخ والجغرافيا، والدور المشرقي الذي حافظت عليه، في إعلان انتفاضة على التحجيم والإجحاف والغبن حتى الإلغاء".
***
ومن علامات الانهيار اللبنانيّ المارونيّ، أن تصير بكركي عرضة لهجوم من أبنائها بسبب مواقف سيّدها، وموضوعًا تتناوله الصحافة العربيّة ما بين التأييد والتنديد. وها داود الشريان اليوم (الحياة/14 أيلول 2011) يكتب:
"لكن البُعد السياسي في تصريحات بشارة الراعي والذي تجاوزه بعضهم، كان اكثر تأثيراً وخطورة على الموقف المسيحي. فالبطريرك الماروني يتحدث باسم موقع كان له موقف مختلف من النظام السوري طوال ثلاثة عقود، ومن يعرف تاريخ الصرح البطريركي يُدرك ان البطريرك المستقيل نصرالله صفير، لعب دوراً وطنياً شريفاً يتناقض تماماً مع موقف بشارة الراعي".
***
ومن علامات الانهيار العربيّ القوميّ أن يستطيع السفيران الأميركيّ والفرنسيّ تقديم واجب العزاء بـ"غيّاث مطر"، الناشط السوريّ الذي خُطف وعُذّب وقتل، ولا يزال بيننا من يتردّد في اتّخاذ موقف إنسانيّ تجاه ما يحدث في سوريا؛ أو أن تستدعى الصحافيّة البحرينيّة "نزيهة سعيد" للتحقيق فتتعرّض للتعذيب والإهانة ولا تجد في الصحافة العربيّة من يأتي على ذكر قضيّتها.
***
ومن علامات الانهيار التربويّ اللبنانيّ، أن تبدأ الجامعات الخاصّة عملها في المواعيد المحدّدة بينما يتوقّع تلاميذ الجامعة اللبنانيّة تمديد الصيف لأنّ "الخريف الساخن" كما وصفته صحيفة "الأخبار" ينذر بتأخير الدراسة في الجامعة الوطنيّة في انتظار حلّ مشكلة رواتب الأساتذة.
هل نتابع قراءة الصحف؟ أم نكتفي بهذا القدر من انهيار أعصابنا.
هناك تعليقان (2):
al inhiar al adabi min ma kan yakoul al shaair .
معك حقّ، وانهيار نقديّ "مين ما كان يعطي رأيه في الشعر"
إرسال تعليق