الخميس، 2 ديسمبر 2010

ضوء في ليل الشاعر (من مجموعتي القصصيّة: نساء بلا أسماء)

تنسيق (من تصميمي)
...يوم دفنه استرجعت حكاية الحبّ القديمة كلّ وهجها، واستعيد وجه الشاعر الساهر على سطح منزله المطلّ على بيتها. وتحوّل سكّان البلدة في مأتمه الهادئ صفحات صفراء كُتب على كلّ منها مشهد من قصّة الحبّ الضائع. كان الناس مشغولين بالبكاء على الرجل الذي رحل فجأة وباكرًا، لكنّهم لم يستطيعوا ألاّ يتساءلوا منذ اللحظة الأولى لانتشار خبر موته إن كانت ستأتي إلى الدفن.
كان الليل طويلاً وحزينًا، انتظر كثر نهايته ليشاهدوا مع انتصاف النهار المرأة التي لم تنظر إلى الرجل الميت.
دخلت إلى الغرفة المجاورة وجلست في مكان محايد وبكت ورحلت مع تحرّك الموكب إلى الكنيسة. لكنّها استطاعت أن تلقي نظرة على التابوت البنّي متراقصًا فوق الراحات. في حين كانت عيون الناس الدامعة تراقب تحرّكاتها وثوبها الأسود وبشرتها البيضاء وشعرها الذي كان يخفي جانبًا من وجهها، حين كانت تنحني لتحتمي به من النظرات المستكشفة...

***
من كتابي : نساء بلا أسماء

هناك تعليقان (2):

hiyam aboarqub يقول...

اعجبني ذلك ورح ابدا قراءة هالكتاب بس ابحث عنه بالمكتبة ...





ممكن اسال عن اسم اللوحة (المراة الي حاطة عصبة زرقاء وخلفية اللوحة سوداء) كنت ابحث عنها
شكرا

ماري القصيفي يقول...

Johannes, Jan or Johan Vermeer was a Dutch painter who specialized in exquisite, domestic interior scenes of middle class life.
شكرًا هيام
اللوحة هي للرسام فيرمير واسمها الفتاة ذات القرط اللؤلؤي

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.