السبت، 4 ديسمبر 2010

بلدة الجار والمجرور

هدوء تامّ


إيقاع العصر الجديد على الحديد
Jonathan Lucas


أولاد الجيران
Ryan Wilson

قرار لا رجوع عنه
Steve Sharp

للمدن والبلدات والقرى عندنا ألقاب وصفات ترتبط بموقعها أو دورها أو تاريخها: فعلى سبيل المثال لا الحصر بيروت هي أمّ الشرائع وطرابلس عاصمة الشمال وبعلبك مدينة الشمس وعاليه عروس المصايف. ومن طبيعة الأمور أن تكون هذه الصفات والتسميات ذات دلالات جماليّة يفتخر بها أبناء المدينة أو البلدة أو القرية، فضلاً عن سائر أبناء الوطن. غير أنّني، ولولا بعض حياء، أرغب في أن أطلق على بلدتي التي كانت بلدة الريحان والزيتون، لقب بلدة الجار والمجرور. ولا علاقة لذلك باللغة العربيّة وإن نبغ في البلدة شعراء وأدباء وصحافيّون، ولا بقواعد هذه اللغة بعدما خرجت بلدتي عن قواعد الجمال وخالفت الأصول بسبب من آلت إليهم أمور إدارة شؤونها اليوميّة.
بلدة الجار والمجرور:
الجار المزعج الذي يؤذي حاسَتَي السمع والنظر،
والمجرور المكسور الذي يؤذي حاسّة الشمّ ويعطّل "لغة الكلام" الجميل فلا يبقى سوى الاشمئزاز والقرف.
بلدة الجار والمجرور:
الجار المقتنع بأنّ حياته الصاخبة أنعمت على البلدة بالحياة والفرح والسهر،
والمجرور الذي تريد البلديّة أن تقنعك بأن لا أمل في إصلاح أعطاله أو معرفة مصدره ومصبّه وخريطة تعرّجاته.
بلدة الجار والمجرور:
الجار الذي يكاد ينسيك المجرور،
والمجرور الذي ينافس الجار على إفساد هناءة حياتك.
ولكن عند الجار أصوات انتخابيّة تصبّ في صندوق الاقتراع لصالح رئيس البلديّة، والمجرور يصبّ الأمراض في صدورنا والأموال في جيوب غيرنا.
وبما أنّ ظرف الزمان "الآن" يجبرنا على البقاء في ظرف المكان "هنا"، بات علينا أن نحتمل صوت الجار ولو جار، وسموم المجرور ولو قادتنا إلى القبور.

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.