تقدّمت فتاة في السنة الجامعيّة الأولى لتعمل بائعة في متجر راق للملبوسات في وسط العاصمة. وبعد مقابلة سريعة مع صاحبة المتجر خرجت من دون أن تحظى بالعمل الذي يساعدها في تأمين قسطها للجامعة.
والسبب الوحيد: لا تجيد الفتاة التكلّم بطلاقة باللغات الثلاث الأساسيّة: الإنكليزيّة والفرنسيّة و"العربي تحصيل حاصل"،
"وإذا كنت تعرفين لغة رابعة: إسبانيّة أو إيطاليّة أو إلمانيّة أو صينيّة، فالوظيفة لك لأنّ شكلك حلو ونحنا زبائنا مش مين ما كان".
هكذا قالت صاحبة المتجر.
نظرت الفتاة إلى إحدى المرايا الصقيلة الموزّعة في المتجر الفخم
ولاحظت أنّها ليست نيكول كيدمان في فيلم المترجمة،
والمكان ليس مركز الأمم المتحدّة،
وهي غير متخصّصة في اللغات،
ولا يوجد مُخرج يقول: آكشن كما في الأفلام.
فما يجري إذًا حقيقة،
لذلك عليها أن تهرب من أقرب مخرج للنجاة لتعود إلى الحلم.
هناك 4 تعليقات:
Very good.
أعود لأخوض غمار متخيلك، ولا أخفي أن في الأمرة صعوبة ما، فإذا كان يُقال بعد كل شرح وفحص "المعنى في قلب الشاعر"، فكيف ما في قلب الأديب، ليس أفكار، بل عواطف مشتعلة تبرزها الكلمات المشتعلة.
لو قارنا بين بلاد العالم التي تتطور مع بساطة أهليها، ودون أي تعقيد في ومن الحياة، وبين تعقيداتنا منا ومن غيرنا نرى الفرق الشاسع بين التقدم والتقهقر ولو اتقنا لغات العالم كلها المكتوبة والمرسومة.
اشعلي مخيلتك، لعل هناك من يتكلم في زمن الصمت، والثرثرة.
1- شكرً جزيلاً لمن أعجبه النصّ
2- المتخيّل لا يعني أنّه لم يحصل أو لن يحصل. أحبّ في ما أكتبه أن استعمل ضمير المتكلّم إن في الغزل أو الوصف أو السرد. أتبنّى ما يحصل مع الآخرين فيصير في بالي كأنّه حصل معي أكان ذلك الذي حصل مجيدًا أم معيبًا. وسيكون الأمر غير طبيعيّ أن كتاباتي منذ عشرين عامًا كلّها وقائع من حياتي/ ولكن من يستطيع أن يضع الحدود بين حياته وحيوات الآخرين؟ تتقاطع حيوات الناس بشكل غريب. ولا يستطيع الكاتب أن يكون بمعزل عمّا يرى ويسمع. وأحاول ألاّ أكون شاهدة زور.
أعلم أن الكاتب عادة يكون ضمير شعبه، كما كان الشاعر يوما الناطق الرسمي، أو تلفزيون وراديو وجريدة وحتى انترنت ولا أعرف ماذا بعد قوم وقبيلته وأهل بجدته. معرفة الإنسان لا تأتي من داخله بل من الخارج، وتفاعل الخارج مع أحاسيسه فيعبر عن شعوره وشعور الاخرين، ولكن ليس بالتجرد، بل بعكس الواقع على مرآة ذاته، فيرى بعينيه ويقدر بمعرفته، فيخطأ ويصيب.
إرسال تعليق