آراء
تربويّة غير مستوردة (النهار - زاوية أضواء خافتة – الاثنين 8 آب 2005)
1- تقام في بعض
المؤسّسات التربويّة حفلات فطوروغداء وعشاء ورحلات ترفيهيّة، ولا تقام فيها ندوة
واحدة أو محاضرة واحدة أو أمسية شعريّة واحدة.
2- يستمتع بعض
المعلّمين بتعذيب أنفسهم، ويستمتع البعض الآخر بتعذيب التلاميذ. وفي الحالتين تدفع
التربية الثمن.
3- يجب ألّا يُكتب
على دفتر علامات التلميذ أنّه هو من رسب في سنته الدراسيّة، بل على المدرسة أن
تعتذر من التلميذ وتقول له: نحن آسفون، فشلنا في مساعدتك على النجاح.
4- فرضت المدرسة على
تلاميذها فروض عطلة في حجّة أنّها تساعدهم على اكتساب ما فاتهم خلال العامّ
الدراسيّ. لو كنت من ذوي التلاميذ لاشتريت لأولادي فروض عطلة يقومون بها دائمًا،
ولأعفيتهم من الذهاب إلى المدرسة، ولوفّرت على نفسي قيمة الأقساط. فإذا كان دفترر
العطلة في شهرَي الصيف كافيًا، فلماذا يتعلّم التلاميذ خلال تسعة أشهر مع أكثر من
عشرة معلّمين؟
5- الآراء التربويّة
المستوردة كالسيّارات المستوردة، لا تصلح جميعها للمشي على طرقاتنا الوعرة، ولن
نصل بواسطتها إلى أيّ مكان؛ أو كالثياب الأوروبيّة الحديثة، لن تليق بأجسامنا القصيرة
المكتنزة إلّا بعد كثير من التعديل.
6- اتّخذت إحدى
المدارس شعار "التواصل" ليكون محور العمل والنشاطات، رغبة منها في إعداد
التلاميذ للانصهار في المجتمع، ومع ذلك:
فمعلّمو اللغات الأجنبيّة يتكبّرون على معلّمي اللغة
العربيّة،
ومعلّمو الرياضيّات يتكبّرون على معلّمي اللغات،
والمعلّمون
يتكبّرون على التلاميذ،
والمسؤولون
يتكبّرون على المعلّمين،
وخرّيجو
المدرسة يتكبّرون على من علّمهم،
والمعلّمون
الأكبر سنًّا يتكبّرون على الأصغر سنًّا،
والمعلّمون
يتكبّرون على الموظّفين والإداريّين والعمّال،
والتلاميذ
المجتهدون يتكبّرون على الراسبين،
والمتفوّقون
في الرياضيّات يتكبّرون على المتفوّقين في الرياضة،
وأبناء
الضبّاط والمهندسين والمحامين الأطبّاء يتكبّرون على أبناء الدهّانين والسائقين
والموظّفين والعمّال،
والمترفّعون
صفًّا يتكبّرون على المعيدين،
وأبناء
الطائفة المسيطرة يتكبّرون على الأقليّات،
ومع
ذلك، نجح المشروع التربويّ وامتلأت المدرسة باللوحات الجداريّة والشعارات والأبحاث
التي تشيد بالتواصل.
هناك تعليق واحد:
ما أروعك يا مريم ! يعطيك ألف عافية.
إرسال تعليق