نادين الراسي بطلة مسلسل "لونا"
في عزّ الأزمة الحكوميّة في لبنان، وبالتزامن مع الانتفاضات الشعبيّة والثورات الغاضبة التي تشهدها بعض البلدان العربيّة، بدأ المسلسل اللبنانيّ "لونا" على شاشة المحطّة اللبنانيّة للإرسال. وكان من طبيعة الأمور في بيتنا أن نواكب ما يجري على الساحتين اللبنانيّة والعربيّة، خصوصًا مع توالي المستجدّات السياسيّة التي كانت تفرض تأخير بعض الحلقات أو إلغاءها. فكانت والدتي التي تتابع المسلسل باهتمام تعترض وتقول معاتبة ولو أنّ أحدًا لن يأخذ برأيها: مش رح يخلّونا نحضر "لونا".
تشي العبارة الانفعاليّة العفويّة بتأثير الواقع العام على يوميّات حياتنا ولو في أبسط الأمور. ولكان الموضوع لا يستحقّ التوقّف عنده كونه من المسلّمات لولا أنّنا في بلد نبرمج حياتنا الخاصّة ولو في أسخف وجوهها على إيقاع ما يجري في السياسة، والأدهى أنّ ذلك ارتبط بتاريخنا كلّه، ولا يبدو أنّ هناك احتمالاً ولو ضئيلاً في الخلاص منه. ولا أظنّ أنّ مثل هذا يحصل في سائر البلدان، حتّى تلك التي لم تصل إلى أدنى مستويات الحضارة والتمدّن. فالسياسة عندنا تنعكس على الأمور الحياتيّة والخدمات والترفيه ما يجعلنا نخسر حقّنا الطبيعيّ في الاستفادة من الوقت، وفي الاستمتاع والترفيه والتسلية، كما في الجدّ والعمل والإنتاج.
وإذا كانت البلدان الأخرى تشهد على مراحل متباعدة تغيّرات معيّنة فنحن نعيش على إيقاع المستجدّات التي تفاجئنا كلّ يوم، وأحيانًا أكثر من مرّة في اليوم الواحد.
"مش رح يخلّونا نعيش" قصدت والدتي أن تقول، وما المسلسل الذي تتابع حلقاته سوى ألهية تنسيها خوفها على أولادها وأحفادها، ومحطّة نسيان بين صلوات تعترف فيها بعجزها عن حماية الذين تحبّهم من خطورة ما يجري فتطلب من السماء أن تقوم عنها بهذه المهمّة.
هناك 4 تعليقات:
لبنان يا ليبيا والجرح يوجعه .. مزال كل مساء يظهر القمر .. السياسة في بلداننا اصبحت كملح الطعام، مذاق لازم لكل طبيخ .. ولغز محير .. اذا عرف الناس كنهه فالويل للساسة .. مودتي
أهلا بك ومرحبا استاذ عابد! الكلّ يحكي في السياسة ولا يتركون لأهل الاختصاص مجالًا لإبداء الرأي...
مودّتي وتمنيّاتي بالخير!
ان التغيرات التي تجري في عالمنا ضرورية وحتمية وكان لابد ان تجري ان لم يكن اليوم فغداً، الأفضل أن نتعايش مع الواقع وأن نجد لأنفسنا مكاناً فيه بدل أن نستيقظ ذات صباح فلا ندري أين أصبحنا!!
كل تغيير مخاض، الرجاء في مولود جديد على قدر الانتظار والآمال
إرسال تعليق