قصد البحرَ ثلاثة رجال يشكّلون قيادة البلد، وذلك ليعقدوا اجتماعًا مغلقًا بعيدًا عن أعين الناس وحين وصلوا أمام صفحته الزرقاء، قال كبيرهم: دعونا نسبّح الله على ما وهبنا إيّاه، قبل أن نبدأ اجتماعنا السريّ!
سأل أوسطهم وهو أمين السرّ: هل تعتقد يا كبيرنا أنّ الله يحبّ السباحة؟
غضب الكبير وقال له: يا غبيّ! المطلوب التسبيح لا السباحة!
سأل أصغرهم وهو أمين الصندوق: ولكنّ المكان يا زعيمنا يعجّ بالناس فكيف يكون اجتماعنا سريًّا؟
استشاط الكبير غيظًا وقال: يا غبيّ! سننزل إلى البحر ونسبح عميقًا فيه إلى حيث لا يرانا أحد ولا يسمعنا أحد؟
سأل أوسطهم: هل أستطيع أن اصطاد سمكة ؟
كتم الكبير نقمته وأجاب بهدوء: يا غبيّ! جعلتك صيّاد بشر، فكيف تريد أن تكتفي بسمكة؟
سأل أصغرهم: هل أستطيع أن أمشي على المياه؟
اصطنع الكبير السكينة وأجاب: إن وعدتني أن تغرق.
بعد ذلك، خلع الرجال الثلاثة ملابسهم ونزلوا إلى البحر وابتعدوا عن الشاطئ، وهناك عقدوا اجتماعًا قرّروا بنتيجته أن يكثروا من هذه الاجتماعات لما فيها من رياضة للجسد وراحة للنفس ما ينعكس خيرًا على المجتمع.
هناك 3 تعليقات:
طابت اوقاتك
التصفح المكثف قادني الى هذه المدونة
وانا سعيدة اني تعرفت عليها.
تكتبين حيناً كما لو انك تهمسين .. وحيناً كما لو انك تصرخين
اسلوب رائع شعرت بنسمة سخرية تتخلل الكلمات والسطور
شكرًا للنقطة التي ليست نهائيّة
أخاف عليك مصير استاذي سقراط الذي انتحر قرفا من السياسيين وأحكامهم.
إرسال تعليق