في يوم اللغة العربيّة:
أكثر الذين يدّعون عشقها
كاذبون
أكثر الذين يعلّمونها أميّون
أكثر الذين يكتبونها مقلّدون
مجترّون
الذين يقرأونها ينقرضون
الذين يتعلّمونها مشمئزّون
الذين يحاولون إحياءها ضائعون
بين أصوليّة إملائها ولبنانيّة سعيد عقلها...
***
في يوم اللغة العربيّة:
ليس بين الرؤساء والزعماء
والقادة خطيب مفوّه كالرئيس بشارة الخوري والياس ربابي وإدمون رزق...
ليس بين الصحافيّين أديب
على مثال توفيق يوسف عوّاد وإميلي نصرالله وغسّان تويني وطلال سلمان وسمير عطاالله
وشاعر من طراز شوقي أبي شقرا وأنسي الحاج، وإعلاميّ من طينة إيلي صليبي وعادل مالك...
ليس بين المسرحيّين نضال
الأشقر وكميل سلامه ومروان نجّار...
***
في يوم اللغة العربيّة:
نتذكّر معارض كتب سبقت الانقسام
الطائفيّ بين معرض ذي حالة إسلاميّة طاغية وآخر ذي مسحة مسيحيّّة ظاهرة.
ونبحث عن مدارس تسأل الأهل
في امتحان القبول إن كان أطفالهم يعرفون الأحرف والأرقام والألوان والأشكال الهندسيّة
باللغة العربيّة لا الأجنبيّة... وعن مدارس لا تعاقب التلميذ إن نطق بالعربيّة خرج
حصصها القليلة، وعن مدارس تُبرز مسؤولي اللغة العربيّة فيها بلا منّة أو مسايرة ولا
تسمح لألسنة لأهل المتفرنجين والمدراء الأغبياء بالتبرّز على نتاجهم وعطاءاتهم... وعن
مدارس حين نتصفّح مواقعها الإلكترونيّة لا نرى سوى صور لحفلات دينيّة وأنشطة رياضيّة
وسهرات اجتماعيّة وملاعب أكبر من المكتبات، وصالات أكل أفخم من الصفوف، ورحلات سياحيّة
أكثر من القراءات الشعريّة...
***
في يوم اللغة العربيّة تكتب
المقالات وتقام مجالس العزاء، لكنّ الميت (قتلًا) عجوز مريض مقعد مشلول خرِف (بعدما
عجّزوه وأقعدوه وشلّوا حركته)، والندّابين ينتقلون من مأتم إلى آخر يقدّمون واجب المواساة
من دون دمعة صادقة أو حُرقة حقيقيّة أو حزن معد...
***
في يوم اللغة العربيّة، وهو
الأخير لي وأنا في مجال التربية، أعلن ندمي على اختيار التعليم وعلى اختيار الكتابة...
وأسفي لأنّي وضعت لآلئ قليلة ورثتها أمام من داس عليها وطمرها في الوحل والقذارة...
ومع ذلك أعترف بأسفي على
مشاريع كثيرة وأفكار مجنونة وأحلام كبيرة ستبقى في البال إلى أن تجد فسحة إبداع وحريّة
وشجاعة...
***
هل
أكتب بمرارة وسخط؟
نعم بمرارة وسخط... وأنا
أرى إلى الصدور المعلّق فوقها أوسمة باسم التربية وفيها قلوب لا تعرف الرحمة... وأنظر
إلى الصورة الإعلاميّة المبهرجة لمدارس مهرّجة... واللائحة تطول...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق