مهما يكتر الموت لازم نضل نزعل ت نضل ناس عنّا قلب
وضمير، مش لازم لأنو عم نشوف موت كتير ع الشاشات يصير الموت من طبيعة حياتنا، ولو
كان هوّي بالحقيقة من طبيعة حياتنا. لأنو هيدا الموت البشع والكريه، هوّي قتل ومش
موت طبيعي ت يكون من طبيعة الحياة. حتّى يللي عم يروحوا بالمرض أو بالرصاص الطايش
أو بحوادث السير، هنّي كمان مقتولين بغير وقتن.
يللي ماتوا باسطنبول، متل كل حدا عم يموت بأيّا مطرح بهالأرض، ما لازم يروحوا رخاص بلا بكي وحزن، وإلا الإنسان يللي فينا بيصير وحش ما بيختلف بشي عن يللي عم يقتل. لازم نبكي ت نأكّد لحالنا إنو بعد في عنّا أمل بإنّو ما صرنا صخور ما بتحسّ، أو بأحسن الحالات آلات بتاكل وبتمشي بس ما بتشعر شي.
يللي ماتوا باسطنبول، متل كل حدا عم يموت بأيّا مطرح بهالأرض، ما لازم يروحوا رخاص بلا بكي وحزن، وإلا الإنسان يللي فينا بيصير وحش ما بيختلف بشي عن يللي عم يقتل. لازم نبكي ت نأكّد لحالنا إنو بعد في عنّا أمل بإنّو ما صرنا صخور ما بتحسّ، أو بأحسن الحالات آلات بتاكل وبتمشي بس ما بتشعر شي.
الياس وارديني ورفقاتو السهرانين معو، وكل اللي راحوا
قبلن ورح يروحوا بعدن، لازم نبكي ونحزن علين، مش حزن اليأس بقدر ما هوّي حزن
الفراق والوجع ع حالة الإنسانيّة عمومًا، ومش حزن المستسلمين بقدر ما هوّي خوف
المتمسّكين بنمط حياة ما بيآمن بغير الحب والموسيقى والجمال والفنّ.
أمّا بالنسبة للناس يللي قاعدين عم يحلّلوا إذا يللي
ماتوا شهدا أو ضحايا، فهودي أكبر تأكيد على وجود شرخ كبير بالتفكير، لأنّو لمّا
بتصير التسميات أهمّ من يللي راحوا بيصير أحسن ل يللي راحوا إنن راحوا، وبيصير
معنا حقّ نبكي مش بس علين ولكن كمان ع حالنا، وإذا مش قادرين نتفق مين الشهيد ومين
المش شهيد، ما بعرف ع شو رح نتّفق (ما عدا ع السرقة والفساد).
قتل الياس وارديني (يللي كان تلميذي) ما بيفرق بشي عن قتل
الناس بسوريا واليمن والعراق وليبيا ومصر، وهوّي متل قتل الصحافة بلبنان (مع الإبقاء
ع التلفزيونات)، ومتل اغتصاب العاملات بالبيوت وضربن، ومتل تعنيف النساء والأولاد،
ومتل منع الموسيقى بأماكن معيّنة، ومتل تهميش الجامعة اللبنانيّة وتغييب دورا
الريادي الوطني العلماني، لأنّو كل هالشي حلقات متّصلة ومتواصلة من مسلسل طويل
ومرعب ودمويّ عنوانو الجهل يللي هوّي سبب كلّ شي بشع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق