لا أريد الكلام معك عن القضايا الكبيرة والمصيريّة.
لا أريد أن أضيف إلى ما قيل وكتب.
لن أعدك بأنّني لن أنسى ما أصابك كما وعدك الكثيرون، فثمّة آلاف الشهداء الأحياء المتروكون والمنسيون والذين وعدناهم وأخلفنا الوعد.
سأكلمك حديث نساء ربّما يتردّد الآخرون في التطرّق إليه أو أنّهم في عجقة القضايا الكبيرة والخطيرة أهملوه:
غدًا حين تنظرين إلى يديك وتحتارين إن كان يجب أن تضعي طلاء الأظافر على يد دون الأخرى، ستكونين وحدك ولو أحاط بك كلّ من يحبّك.
غدًا، حين تنظرين إلى الأحذية الحديثة الموضوعة في واجهات المحلاّت الأنيقة وتعرفين أنّك لن تستطيعي أن تنتعلي في قدمك اليمنى إلاّ ما تفرضه عليك قدمك اليسرى، ستكونين وحدك ولو تجمّع حولك مئات الأصدقاء.
غدًا، حين تدخلين ليلاً إلى غرفة نومك وتبدأين بخلع ملابسك وأطرافك الجديدة ستكونين وحيدة ولو امتلأ نهارك بآلاف المعجبين.
يا مي، أعرف أن عائلتك تحبّك وستقف إلى جانبك لتردّ عنك سياط الألم، وأعرف أنّ القضيّة التي تؤمنين بها ستكون لك درعًا تدفعين به نوبات الغضب، وأعرف أنّ أصدقاءك سيحاولون أن يحيطوك بالمحبة، وأنّ العمل سيملأ حياتك من جديد. ولكن ما أتمنّاه لك من كلّ قلبي أن يكون في حياتك حبّ كبير، فهو وحده قادر على أن يكون اليد والرجل والسند. وحده هذا الحب يستطيع بلمسة من يده أن يبث الحياة في اليد الباردة وأن يشعر الجسد الجريح بأنّه أجمل جسم على الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق