الخميس، 12 يوليو 2018

المشكلة فينا مش بزياد الرحباني

زياد الرحباني في خلال التمارين لحفلة بيت الدين 12 تمّوز 2018

جمهور زياد الرحباني ليس شابًا بالمطلق كما يُظنّ

بيت الدين ليلة زياد الرحبانيّ

جمهور زياد الرحبانيّ - الخميس 12 تمّوز 2018

جمهور زياد الرحبانيّ - الخميس 12 تمّوز 2018

زياد الرحباني في بيت الدين - الخميس 12 تمّوز 2018


المشكلة مش بزياد، ولكن بيللي ألّهو زياد أو شيطنوه، كرمال هيك منصير نحنا يللي منحبّ نكتب ونعبّر عن رأينا، نخاف نجيب سيرة زياد متل ما نخاف نحكي عن الله ويمكن أكتر. لأنّو زياد لا رح يقرا ولا رح يردّ، ولكن الزياديين رح ينطّوا يهاجموا كلّ حدا بينتقد كلام لزياد وما بيقبلوا زياد يكون غلطان، لا بل رح يزايدوا ع أقرب المقرّبين من زياد، وغير الزياديين رح يعتبروا أي دفاع عن زياد هوّي من باب الدفاع عن كلّ يللي بيدافع عنن زياد.
كرمال هيك، كأنّو الحكي لازم يكون مع أو ضد، وممنوع نكون مع زياد بشي ومش معو بشي تاني، وما فينا نحبّ رأي أعلن عنّو، وما نحب رأي تاني من آراءو، يعني مجبورين ناخد زياد متل ما هوّي، أو ما ناخدو...
خلّينا نبلّش بالأوّل نقول إنّو مش هيّنة يكون الواحد زياد الرحباني، يا جماعة بيكون الواحد بيّو مختار بضيعة براس الجرد وما فينا نحكي معو لأنّو إبن المختار، فكيف يعني بيكون الواحد إبن عاصي، وإبن فيروز مرّة وحدة، هيك فجأة، بيخلق الواحد بين اتنين هالقدّ مهمّين، وهالقدّ غير شكل، وهالقد هنّي بالنسبة إلو بيّ وإمّ بكل عيوبن وأخطاؤن، وبالوقت نفسو هنّي عاصي وفيروز... يعني أقلّ شي الواحد راسو ما يحملو أو ما يحمل راسو...
ومش بس هيك، بيطلع عمّو منصور وعمّو الياس، وولاد عمّ كلّن موسيقيي وشعرا، وعمّات وولاد عمّات كمان موسيقيي وشعرا، وخالتو بتغنّي وولادا بيعرفوا موسيقى،  وفوق هيدا كلّو خيّو هلّي مريض، وإختو يللي كانت صديقتو بتموت صبيّة، وإخت تاني مصيبتا متل مصيبتو، وفوق هيدا كلّو زلمة مجبول بالموسيقى وكأنّو عايش كرمالا وبسببا.
يعني كيف بدّو يكون شخص متل هيدا؟؟؟ طبيعيّ؟ أكيد لأ! شغلة وحدة من هودي بتخلّي الواحد منّا يصير مجنون رسميّ
وما حدا يقلّي إنّو ولاد عمّو عاشوا الظروف نفسا، لأنّو مش صحيح، فزوجة منصور وزوجة اليس مش متل زوجة عاصي، وبالتالي الأكيد ما عندن نفس الوضع ولا رح يطلع منن نفس النتيجة.
كرمال هيك، لازم نحنا وعم نحكي عن زياد ننتبه لكلّ هالإشيا، ومش مهم إن كان زياد كبر وشاب شعرو وانحنى ضهرو، فكتار من المبدعين حملوا همومن وأفكارن ومشاكلن ع القبر، الله يطوّل بعمر زياد ونشوفوا عريس.
من جهة تانيي، مصيبة زياد مش بس جايي من هيدا الوضع العائليّ، ولكن كمان من جمهور تلات ارباعو ما بيشوف فيه غير النكتجي الساخر، وكلّ يللي قلّدوه وعملوا متلو زادوا من انتشار هالحالة يللي حبست زياد بحبس الكلمة وما خلّتو يطير مع اللحن. ويمكن اللعنة يللي صابت زياد سببا مسرحياتو وبرامجو الإذاعيّة ومقابلاتو يعني مش الموسيقى ع الأكيد، يللي على العكس كانت ورح تضلّ هيي خلاصو. فكيف بيقدر واحد متلو يحمل سآلة الناس وأسئلتن الغبيّة المجترّة وتعليقاتن يللي حافظينا من مسرحيّاتو؟ فأقلّ شي يكون مش طبيعيّ...
تالتًا، وضع زياد ببلد متل لبنان وبهيدي الظروف المرتّه أكيد رح يضاعف من معاناتو وعذابو النفسي، إيه يعني مش هيّنه يحسّ الواحد إنّو بدو يكافح لوحدو ت يدافع عن حقوقو ويحمي إنتاجو. فهيدي وحدا بتخلّي الطبيعيّ يبطّل طبيعيّ...
ولكن كلّ هالشي ما بيعني إنّو زياد ما بيغلط، أو إنّو أسمى من النقد أو أعلى من التنبيه، يعني لا هوّي قدّيس حتّى ما نجيب سيرتو، ولا هوّي شيطان حتّى نضلّ نرجمو... أنا ما بعرف زياد شخصيًّا، وما شفتو بغير مسرحيّة شي فاشل لكن صديقي المرحوم غازي قهوجي (شو سئيلة كلمة مرحوم حدّ إسمك يا غازي) كان يخبّرني عنّو أخبار كتيره وكنت إعتبر إنّو إذا غازي بيحبّ زياد يعني زياد بينحبّ... وهيدا سبب كافي (عدا عن موسيقتو طبعًا) ت شوف زياد بنظرة تانيه، برغم مآخذ كتيري يمكن تكون موجوده ع حكيو ومزاجو وحياتو وصحّتو...
يعني بيكفي إنّي ما إفهم كيف بيطلع ع تلفزيون من صلب تركيبتو رفض الموسيقى وعدم بثّ أيّ أغنية، هيدي وحدا بتكفّي ت ما بقا إفهم ع زياد. فبعيدًا عن آراء زياد الشيوعيّة واليساريّة يللي تلفزيون المنار أكيد ضدّا، وبمعزل عن لسانو الفالت يللي أكيد المنار ما بتوافق ع شو بيطلع منّو، كيف بيقبل يحكي مع حدا بيرفضو كموسيقيّ وهوّي يللي بيتنفّس موسيقى؟ وبيرفض بيّو وإمّو وكلّ عيلتو وكلّ تاريخو لأسباب دينيّة، وإذا بعد عمر طويل رحلت فيروز ما رح يحطلّا أغنية حتّى ولو كانت عن القدس؟؟؟
ما رح إدخل بكل يللي قالو زياد بهالمقابلة يللي انقال عنها كتير وانكتب كتير، لكن يللي رح قولو إنّو شغل زياد هوّي يللي لازم يندرس وينكتب عنّو، مش زياد وحكياتو الشفويّة الآنيّة المرتبطة بوضع سياسيّ، ولا حياتو الخاصّة، وشغل زياد هوّي الموسيقى، والكلمات يللي انضافت ع الموسيقى هيي ت توصّل الموسيقى مش أكتر، يعني حيلة ع الناس يللي أكترن ما بيسمع موسيقى. وغير هيك تضييع وقت وطاقة، لأنو لا زياد رح يبطّل يحكي يللي بدو يحكيه، ولا يللي مغرومين فيه رح يبطّلوا ولا كارهينو رح يحبّوه. الأكيد زياد بيكتب حلو وقت يللي بدّو، والأكيد ممثّل غير شكل، والأكيد مسرحيّ مميّز، لكنّو بهودي كلّن كان عم يألّف موسيقى ويعزفا، مرّات ع الكلمة، ومرّات بجسمو، ومرّات بصوتو (الصوت أصلا كتير بيعنيلو)، ومرّات بفكرو المتوثّب، فاشتغلوا ع موسيقى زياد يا جماعة النقد، الموسيقى وحدا هيي يللي بتستحق تنسمع وتندرس وينحكم عليا، لأنّو إذا كتار قلّدو زياد بحكيو ونكتو وسخريتو، فما حدا رح يقدر يقلّد موسيقتو... وهيدي قوّتو الوحيدة، وجمالو يللي بيجوهر كلّ ما يكبر بالعمر...
بالنهاية الأكيد إنّو مشاكل زياد مع حالو ومع يللي حولو كتيرة، ولكن الأكيد إنّو أكبر مشاكلو هيي نحنا، نحنا الجمهور العنيد لدرجة التيسنة، نحنا يللي بدنا نفصّل الزلمة ع قياس كل حزب وتيار وطائفة، متل ما حاولنا نعمل بوالدتو...

***************


بعض مشاهدات الحاضرين من ليلة بيت الدين الأولى:
-      الرطوبة عدوّة الموسيقى والحفلات، هالشي خلّا ناس كتير تغادر بكّير
-      عجقة السير عدوّ تاني ما بيخلّي حدا يوصل ع الوقت
-      اللبنانيّين بصورة عامّة أعداء الوقت والتنظيم والإصغاء
-      الحضور ما كان كتير شاب على عكس ما يمكن نتوقّع
-      كتار ما عرفو إنّو سيّدي أعطنا من هذا الخبز هي ترنيمة صلا وفكّروها أغنية (الخبز هو القربان المقدّس)
-       ركّز زياد ع مطلب الدولة والجيش، ولمّا شاف إنّو ما حدا طالب بالنشيد الوطنيّ يللي ما انحطّ بالبداية، طلب من الناس يوقفوا وعزف النشيد
- الأغنيات بتحصد تصفيق أكتر من الموسيقى يللي بلا كلام (متل العادة هيدي مأساة زياد مع الجمهور)
- تكريم عاصي كان واضح وكل الحكي عن قتل الأب مش كتير واقعيّ




هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

اوف... اوف من وين جبتيها انو تلفزيون المنار وجمهور حزب الله بيرفض بيّو وإمّو وكلّ عيلتو وكلّ تاريخو لأسباب دينيّة....

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.