أطفال محاصرون في دير القمر 1983 (من مجموعة الطبيبة السويسريّة Josiane Andre) |
1-
بالعودة إلى روايتك الأخيرة، ألا ترين أنّها
تبدو كنتاج عائليّ تجعل القارئ يضعها في خانة السيرة الذاتيّة؟
أنتِ طبعًا تشيرين إلى أنّ مصمّم الغلاف هو
شقيقي مارون، وإلى أنّني أهديت الكتاب إلى شقيقي موريس، وأنّ الرجل العجوز المنشورة
صورته على الغلاف الأخير هو جدّي. كلّ ذلك صحيح طبعًا، وأضيف أنّ اسم مي الريحاني
الذي أعطيته لإحدى بطلَتَي الرواية هو اسمي المستعار الذي وقّعت به نصوصي الأولى.
لا شكّ في أنّ الرواية تحمل الكثير من مشاهد حياتي، لكن فيها حيوات كثيرة لأشخاص
آخرين. علمًا أنّ الأنا في الرواية لا تعود هي الأنا الواقعيّة. وهذا أمر طالما
دفعني للتساؤل عن صحّة ما أقرأه في السيَر الذاتيّة، لا بمعنى أنّ الكاتب يكذب، بل
بمعنى أنّه يتخيّل ما حدث أكثر من أنّه يسرد أو يروي ما حدث. ولأجيب على الشقّ العائليّ
في السؤال، أقول بأنّ العائلة كلّها فعلًا معنيّة بهذه الرواية بالتحديد، في كوننا
شهودًا على ما فعلته حرب الجبل بنا كلّنا، وتحديدًا بوالدتي التي لا تزال حتّى
الآن تحرم نفسها من مأكولات كان والدها يحبّ تناولها، كأنّ شيئًا منها قُتل معه،
أمام كنيسة سيّدة البشارة.
2-
ما هي مشاريعك الكتابيّة الجديدة؟
أدرس جملة مشاريع قبل أن أقرّر أيّ واحد
منها يصدر قبل غيره. هناك كتاب عن التربية والتعليم، وثانٍ عن الأغنية الرحبانيّة،
وثالث هو كناية عن مجموعة شذرات شعريّة، ورابع رواية.
3-
من تحبّين أن تشبهي من الروائيّين
والروائيّات؟
لا أحبّ أن أشبه إلّا نفسي، وأجتهد ألّا أكون
نسخة عن أحد. لكنّي أتمنّى أن أتفوّق على يوسف حبشي الأشقر أو على الأقلّ أن تكون
كتبي إلى جانب كتبه.
4-
إلى من تميلين في السياسة؟
عندي جواب واحد على هذا السؤال: أنا مع
السياسيّ الذي يوازي راتبه راتبي، ويقيم في بيت كبيتي، ويتناول طعامًا كالذي
أتناوله، وترتدي امرأته ثيابًا من حيث أشتري ثيابي. بعيدًا عن ذلك لست مع أحد، بل
ضدّ الجميع.
5- هل تخشين أن تعرّضك رواية "للجبل عندنا
خمسة فصول" لمتاعب ومشكلات لأنّها تطرح مسائل حسّاسة؟
الجهل دائمًا مخيف، لكنّ أهل العقل لا
يخيفون، لأنّهم يحسنون القراءة.
6-
كيف تريدين أن ننهي هذا اللقاء؟
بدعوة القرّاء إلى قراءة روايتي الجديدة
بتأنّ، وألّا يحكموا عليها قبل الصفحة الأخيرة، وألّا يحصروا اهتمامهم بموضوعها
الحسّاس، على أهميّته طبعًا، بل أن ينتبهوا إلى التقنيّة الروائيّة. فأنا في
النهاية لست مؤرّخة ولا صحافيّة تقوم بتحقيق ميدانيّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق