عودي يا ذاتي إلى ذاتك. أدخلي إلى سكوتك وسكينتك وأمان وحدتك. فهناك خلاصك الوحيد. لا تنتظري، لا تعتبي، لا تأملي، احملي صليب أشواقك وامشي صوب نفسك ولا تلتفتي إلى الخلف. هناك، في داخلك تجدين وطنًا وأرضًا وبيتًا وعائلة وحبيبًا وصديقًا.
في ذاتكِ يا ذاتي لن يغدر بك من أكل من طعامك ثمّ رماك بالصحن، ولن يخذلك من أردت البكاء على صدره فأدار لك ظهره، ولن يتخلّى عنك من أخليت ذاتَك من ذاتها كي تتركي له المكان.
عزلتك يا نفسي ليست هربًا، ونسكك ليس جبنًا، وابتعادك ليس بعدًا... فأنتِ مقيمة في ضحكات الأطفال، وتجاعيد الوجوه التعبة، وفي رقصة الريح عند خصور الشجر.
صمتك يا أناي الصاخبة يضج بالكلام، والناس لا يريدون الإصغاء. ترين ما لا يراه الآخرون وما لا يريدون أن يعرفوا بوجوده، فلماذا ترمين الحجارة في مستنقعات لن يخرج منها سوى البعوض؟
خذي حجارتك واحفري في الصخر واكتبي حكاية عبورك، حكّيها واشعلي نارًا واحرقي الأخضر واليابس، ارصفيها أو ارفعيها أو فتّتيها لكن لا ترمي حجرًا في بُرك الضفادع... ألم تتعبي من الأمل؟ ألم تضجري من النضال؟ ألم تكبري على أحلام التغيير؟ متى تيأسين من الناس والكتابة واحتمال وجود أبطال؟
عبرتِ في وادي ظلال الموت مرّة بعد مرّة، نجوتِ من طوفان الغباء، وقعتِ تحت صليب خوفهم منك فاستندت إلى ظلّك وقمتِ، أحببتهم فسألوك ماذا تريدين، علّمتهم فقالوا صرنا نعرف أكثر منها، فلماذا تحاولين أكثر؟
عبرتِ في وادي ظلال الموت مرّة بعد مرّة، نجوتِ من طوفان الغباء، وقعتِ تحت صليب خوفهم منك فاستندت إلى ظلّك وقمتِ، أحببتهم فسألوك ماذا تريدين، علّمتهم فقالوا صرنا نعرف أكثر منها، فلماذا تحاولين أكثر؟
لماذا لا تؤمنين بأنّ وراء كلّ عاهرةٍ قوّادًا، وخلف كلّ ضحيّة قاتلًا، ولكلّ نتيجة سيّئة تاريخًا من الإهمال والجهل وقصر النظر؟
وتذكّري، تذكّري يا صورتي الباحثة عن وجهي لترتديه، أنّك لم تندمي في حياتك إلّا على ثلاثة أمور: أنّك تكلّمتِ ولو قليلًا، وأنّك لم تكتبي أكثر، وأنّك حاولتِ أن تقنعي نفسك بأنّ الناس يتغيّرون.
هناك تعليقان (2):
الله الله!
كم أنتِ ذاتُ ثراءٍ فكري
وغنى في عُمق الذات
ضجيجُ النجوى بين الحبِّ واليأس
الحياة والتغيير ...
الأنتِ والآخرين...
لدى كلِّ عبارة نزهةٌ للعقل
وبحثٌ عن "وجهٍ"
إضافاتك هي الثراء الفكريّ والإنسانيّ... سلمت ودام قلمك
إرسال تعليق