لماذا لا نقدّم الكتاب هديّة؟
الخطوة الأولى هي الصعبة، لكن من دونها لن تسهل الخطوات التالية. فأن نعوّد الناس على أن نهديهم كتبًا أمرٌ قد لا ينال رضاهم، غير أنّنا إن أحسنّا اختيار الكتاب المناسب للشخص المناسب وتبعًا للحدث الذي استدعى التفكير في هديّة ما، فسوف يلاقي الكتاب/ الهديّة استقبالًا لائقًا. ومرّة بعد مرّة يتحوّل الأمر تقليدًا يصلح إرثًا قيّمًا للأجيال الجديدة.
والكتبُ أجناسٌ وألوان ولغات واتّجاهات، تصلح لكلّ مناسبة وتلائم كلّ ظرف:
فللعروسين كتب في خفايا العلاقات الزوجيّة وأسرار الحياة المشتركة، أو كتبٌ في ترتيب المنزل وتنظيم الحياة العائليّة.
وللمرأة التي وضعت طفلًا كتبٌ في العناية بالأطفال وفي الاهتمام بجسمها بعد الوضْع وكتبٌ لتحضير المأكولات.
وللمريض طريح الفراش كتبٌ للترفيه والتسلية تخفّف عنه وطأة الألم ورتابة الوقت.
وللحزين المفجوع كتبٌ في الفلسفة والتأمّل والدين.... والترفيه!
هذا طبعًا عدا كتب الشعر والرواية والتاريخ والطرائف والعلوم والمعلومات العامّة والفنون وسائر الأنواع التي تحفل بها المكتبات وتنوء تحت ثقلها الرفوف. فالمعرفة لا تنحصر في عمر أو مرحلة، ومن المنطقيّ أن تغيب عنّا أشياء كثيرة مهما ظننا أنّنا نعرف الكثير، بحسب أبي نوّاس. وإذا كان نابوليون قد أكّد بأن لا جديد تحت الشمس فقد فاته أن يوضح بأنّ الأمر نسبيّ وأنّ ما هو جديد بالنسبة إليّ قديم يعرفه سواي، وما هو سخيف وعاديّ في عينيّ مدهش وغريب في عينيّ الآخر الذي لا يرى العالم من حيث أنا.
هناك دائمًا جديدٌ ينتظر أن نسعى لكي نكتشفه ونستمتع باكتشافنا له بقدر استمتاعه بـ"الانكشاف" لنا. وعبر الكتب، أكانت ورقيّة أم إلكترونيّة، يمكننا أن نستكشف أنفسنا وما يحيط بنا، وسنكون أنانيّين إن لم ندعُ الآخرين للانضمام إلينا في هذه الرحلة المثيرة والممتعة.
هناك تعليق واحد:
إنّها الهدايا الأكثر رقيًّا ...والأشدّ دلالة على نمو مؤشرات الثقافة في مجتمع ما ...
لكِ التقدير ...
إرسال تعليق