أكبر صحن حمّص
أطول أركيلة في صور: مدينة الحرف وسيّدة البحار
سبب واحد من هذه الأسباب العشرة يكفي كي لا يفكّر الشعب اللبنانيّ في أن يقوم بثورة تغيّر النظام، فكيف إذا وجدنا عشرة أسباب على الأقلّ؟
1- الادّعاء والغرور: فالشعب اللبنانيّ أسير صورة نمطيّة جعلته مخمليًّا وإن كان يرتدي المسوح، متخمًا وإن كان يتضوّر جوعًا. لذلك لا يمكن أن ينزل إلى الشارع ليطلب تحسين أوضاعه المعيشيّة لأنّ ذلك يعني أنّه يعترف بفقره وجوعه ومرضه، وهذا ما لا يمكن أن يحصل.
2- لا أحد يريد تغيير النظام: فعلى عكس ما جرى في البلدان العربيّة التي تريد شعوبها تغيير النظام، فاللبنانيّون لا يريدون أيّ تغيير. لأنّهم بكل بساطة هم الذين اختاروا ما هم فيه ولم يفرضه عليهم أحد، وهم الذين اختاروا نوّابهم وأحزابهم وتيّاراتهم، وهم الذين شاركوا في القتال وخطفوا وذبحوا وشوّهوا وأحرقوا وبنوا على أملاك الدولة. فليس في لبنان حزب حاكم يفرض نفسه وممثّليه وليس هناك جيش يقمع الناس. صحيح أنّ أجهزة أمنيّة كانت تتدخّل وتغير مسيرة الأمور، أو تهدّد (وتغتال؟) بعض المسؤولين، لكنّ الشعب كان قادرًا على الثورة والرفض ولم يفعل.
3- التشرذم: الطائفيّ والمذهبيّ والحزبيّ والمناطقيّ والاجتماعيّ واللغويّ. فلا يمكن والحالة هذه أن يتّفق اثنان لبنانيّان على شعار للثورة، فكيف سيتمّ الاتّفاق على ما هو أكثر.
4- الجهل السياسيّ: اللبنانيّون كلّهم يهوون السياسة، ولكنّ أكثرهم لا يعرف الفرق بين العلمنة وإلغاء الطائفيّة السياسيّة، ولا يعرف تاريخ البلد ولا تاريخ الحرب الأهليّة، فكيف يمكنهم إذًا أن يكتشفوا أنّ ما هم فيه غير سويّ ويستدعي التغيير؟
5- الخوف على النظام الحياتيّ: فاللبنانيّون عشّاق سهر وسفر وحياة. وهم يخشون من تعريض هذا الأسلوب الحياتيّ للخطر إن تحرّكوا من أماكنهم وخرجوا إلى الشارع. ولهذا كان المعتصمون لأيّة جهة انتموا يحوّلون اعتصاماتهم حفلات أركيلة وأكل وشرب ورقص ودبكة (احترامًا للتراث).
6- عدم التعلّق بالوطن: فليس بغريب مثلاً أن يترك ثائرٌ ما موقعه في قيادة الثورة إن حصل بعد طول انتظار على تأشيرة دخول إلى كندا أو الولايات المتحدّة أو أستراليا أو فرنسا أو ألمانيا.
7- النزعة الفرديّة: فكلّ مواطن هو مشروع زعيم، وفرخ قائد، واحتمال رئيس، ونجم صاعد تليق به الأضواء والإطلالات الإعلاميّة. وفي غياب العمل الفريقيّ لا يمكن أن تنجح ثورة.
8- عدم الاتّفاق على مفهوم الفساد: فاللبنانيّ يجيد تبرير الفساد متى صدر عن سواه، أمّا هو فشاطر يعرف من أين تؤكل الكتف، وإن لم يكن ذئبًا أكلته ذئاب الطوائف الأخرى.
9- عدم الاتفاق على عدو واحد ولو في خارج الوطن، فضلاً عن أنّ كلّ واحد منهم عدوّ الآخر.
10- الكسل: فبكلّ بساطة الشعب اللبنانيّ كسول ولا يطيق العمل المتعِب: فالسوريّون يبنون، والمصريّون يعملون في المطاعم ومحطّات المحروقات، والفليبينيّون والأثيوبيّون والسري لانكيّون يخدمون وينظّفون، والسودانيّون والعراقيّون يحرسون. وخلال الحرب، أنواع من المرتزقة حاربوا عنهم، فهل يقومون الآن بثورة؟ إلاّ إن وجدوا من يقوم بها بالنيابة عنهم.
وعلى سيرة الكسل، من المفيد التذكير بأنّ اللبنانيّين (وهذا دليل دامغ على عروبتهم) صاروا يجدون المطالعة هواية مرهقة ومكلفة وغير شعبيّة، فمن سيقرأ لهم وعنهم وعليهم بيانَ الثورة إن صدر؟
هناك 11 تعليقًا:
Alone she's "riding" the train /
The lady dress'd in noble pain
في الألم أنت دائمًا وحدك
nous libanais,avons tout inventé
sommes les meilleurs, les plus brillants,les plus intelligents,les plus vendus,les plus traitres,les plus sales, les plus menteurs,les plus hypocrites,les plus paresseux
نحن نجمع المجد من أطرافه صديقي غير المعروف
صدقت يا ماري.
تحياتي لك ولفكرك وقلمك
تحيّاتي لمقال يعايش واقعنا الأليم الجميل
تكلّمت بصوت شريحة كبيرة من المجتمع
شكراً..ثمّ شكراً
تحيّاتي جاد، وأشكر لك مرورك على مدوّنتي ورأيك في المقال، أعجبني قولك: الأليم الجميل في وصف واقعنا
اليوم ها هم يتفقون على شعار "لا للفساد".. فهل من امل؟
ها هم يتفقون اليوم على محاربة الفساد.. فهل من أمل؟
أتمنّى يا زهراء... أصلّي من أجل ألا أفقد الأمل
عام 1973 أعلن الاتحاد العمالي العام إضرابًا لهدف "تحسين الرغيف" وضبط "ربطة الخبز...
وكان "إتحادًا في حينه"
حصل خلافٌ - تبعًا لمذاهب نقابات الأفران...
يومها كتبتُ في النهار
"الرغيف في لبنان" صار طائفيًا...
وتبعًا = أن أي ثورة أو تحرّك شعبي - ينتهي مذهبيًّا - ونحنُ فولكلور إستعراضي رخيص
إرسال تعليق