الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

عمري مئة عام



عمري مئة عام
(ترجمة حرّة لأغنية فرنسيّة)

1- عمري مئة عام
وأنا جدًّا سعيد
أجلس على المقعد
أراقب من بعيد
أترابي الذين من عمر يديّا
فأنا إذًا لا أرى شيّا
أتحرّش بالعابرين بالعصا وأضحك
أركل الكلاب المزعجة وأضحك
لا أحد يقول شيئًا
فأنا جدًّا عجوز
سريع العطب
رفيع المقام
لا أحد منّي
يقدر أن يغضب
فعمري الآن مئة عام.


2- لم أعد أعشق
لم أعد أفرح
لم أعد أكره
لم أعد أمرح
لم أعد أرغب في شيء
غير أني كشجرة الدلب
يحييني بعض المطر
يكفيني بعض المطر
لكي أنجو من الخطر.


3- أنّى ذهبت فحولي أولاد
يدورون حولي، يسخرون منّي
أمّا النساء فهنّ أقلّ
ولكن من عاد عنهنّ يسأل؟
أكلّم العصافير ولو كانت تطير
هكذا وصفني القول الشهير
وأمضي الوقت أسأل نفسي:
القبّعة؟ على أيّ كرسي؟


4- عمري مئة عام
وأنا جدًّا سعيد
فأضراسي لا تزال تؤلم
ولكنّ الألم أمر مفيد
فهو لا يصيب إلا من كان حيّا
أنتظر بهدوء على مقعدي
متى ينفجر هذا العالم القديم
الذي يحمل فيه الفناء
فأنا منذ عهد قديم
لم أعد أؤمن بشيء
وحان الأوان كي أستريح.


5- لم أعد أعشق
لم أعد أفرح
لم أعد أكره
لم أعد أمرح
لم أعد أرغب في شيء
غير أني كشجرة الدلب
كهذي العصا
قويّ قديم
في أحسن حال
لا أتمنّى للشبّان حربًا ضروسًا
مع أني لا اعرف كيف تكون الحروب
غير أني شهدت ثورة أيّار الثامنة والستين
وإن كنت لا أذكر في أيّ عام
ومن فيها انتصر ومن فيها هُزم.


6- لا، ليست المائة عمري
وإن كنت أدّعي فما يعنيك أمري؟
فكلّ ما قلته كلمات
وكلّ ما وصفته أمنيات
ليتني في المئة أكون غدًا
لا بل اليوم، وليس غدًا
أرغب فعلاً في أنْ عجوزًا أصير
لعلّني عند ذاك سعيدًا أصير
لعلّني أعبر من دون خطر
حواجز الحياة
لعنة القدر
أهوال الحياة
شرور البشر
لعلّي أعبر من دون خطر
بين المسامير والشوك والحجر.

هناك تعليقان (2):

عابد يقول...


لعلّي أعبر من دون خطر
بين المسامير والشوك والحجر.
سئمت تكاليف عيش الضجر
قتل هناك وعنف هنا وكلي حذر
متى يستفيق غفاة البشر
ويسطع شعاع المحبة فجر
رااااق لي نسجك الجميل والخاتمة فاردت ان اعيبها بمشاركة ومقاربة مما حولي .. سلمت يداك ايتها الرائعة

ماري القصيفي يقول...

إضافة جميلة يا أستاذ عبد القادر، هي حلية لا عيب فيها! سلمت يدك ودمت بخير!

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.