من وحي القراءة.
يوسف
طراد
تجدون في كتاب
«نساء بلا أسماء» للكاتبة ماري القصّيفي نقشًا للمشاعر على أشعة الشمس، لترتسم
أحلامًا قيد التنفيذ.
كاتبة
أعطتنا شيئًا نملكه ولا نستعمله لجهلنا طريقة الاستعمال. وضعت في داخل القارئ أحاسيس تضحك
على جمال الخارج. كاتبة لن يشيخ قلمها لأنه يتمتع بالقدرة على ترجمة جمال الأدب
ورسم الحبّ العذريّ بأجساد غير منظورة. إذا أردتم القراءة وبمحبّة، فأنكم لا تقرأون في الواقع بل في بقعة
من مجاهل الطقوس الغامضة.
لا
تستطيعون الغوص في النصوص ومهما فعلتم تبقون على السطح. وحده قلبكم الذي يغوص
سابقًا وعيكم، كلّما
قرأتم وفهمتم فكرة يزداد نبض أوعيتكم الدموية.
تقرأون في الكتاب: أنغامًا سحرية من "يدان بلا عمر". حكاية معلّقة بين الخسارة وعدم الندم. ضياع كلمات أجوبة في زحمة لقاء مفروض بعد أعوامٍ من الغربة. على الجانب الآخر من الحياة تفتّشون عن معنى الآية الإنجيليّة التي تقول (دعوا الموتى يدفنون موتاهم). تحتارون بالصفة المشتركة لرجال القرن الحادي والعشرين ولا تجدون سوى النوم المضطرب. تتأسفون لمحاولة (الصدق الفاشلة) الصادرة عن مخيّلة خصبة وليس عن قلبٍ عاشق. هل تتوقّعون ماذا يحصل (عندما تغضب السماء) وكيف أن قميصين واحدة من حبّ وأخرى من حرير أنهت عشقًا بانتحار غريب ...!
ترون
ضحكة رجل ميت تجاري القدر كأنّها هي التي رسمته. فعلًا كانت عاشقة دون اسم تلك
التي انتظرت حبيبها البطل بعد خروجه بنفق من المعتقل ودخوله نفقًا آخر في الحياة
لا نهاية له. تجدون (حالة رعب) مستمرّة في أرجاء الوطن يوميًا بتقنيات متطوّرة،
وقصصًا أخرى غريبة عن واقعنا تعيش في دقائقنا.
المراحل
التسعة للسيّدة (ياء) في الكتاب لا تشبه مراحل درب الصليب ولا أسرار البيعة السبعة
التي هي شرط الكنيسة للخلاص بعد الوصايا العشر التي أُنزلت أوامر إلهيّة للبشرية.
التساؤل
سيّد الموقف: هل أن السيّدة (ياء) من العذارى التي انتظرت العريس وكان سراجها
مملوءًا بالزيت وكيف يمكن أن تنتظر النهاية بشوق لترى إلهًا ينتظرها إشباعًا لرغبة
فضولها.
(ثقة) في
سطورٍ تبيّن أن الجميع مشغول عن الجميع وتأتي المنية ولا تثنيهم عن أعمالهم. تجدون
حالة حبّ لامرأة (كممثّلة تؤدّي في صدقٍ مؤثّر دورًا في مسرحيةٍ عنيفة). عندما
تدخل في صمتها الضبابي المريع إنّما تذهب إلى الذي (ليس له أين يسند رأسه- مت
29:8) ونحن نخفي الهفوات التي نحاسب عليها كي يُقال عنا "كاملون" ونهمل
الكمال الحقيقي ومواجهة الحياة. هل أن النسك يعوّض خسارة حياة عشناها ولم نعشقها؟
عندما
وصلت السيّدة (ياء) إلى ياء أبجديّة الحياة وصفت بأسف الموتى الذين يدفنون موتاهم
واهتمامهم بأمورٍ كثيرة والمطلوب واحد.
مخيّلة
ماري قصيفي ابتسمت عارية كالشمس وأسدلت ظلالها على همسات مترقرقة في ثنايا الروح
فولد كتاب (نساء بلا أسماء).
يوسف طراد
الجمعة
29 آذار 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق