تصفّحت اليوم العدد الخاصّ من مجلّة "البراعم" (الحكمة
برازيليا) الصادر في مناسبة يوبيلها الفضيّ. وفيه مقابلة أجرتها معي تلميذات
كنّ في بداية حياتهنّ المدرسيّة حين غادرت المدرسة.
أتقدّم، بداية، بالشكر العميق من الأب الرئيس بيار أبي صالح، الذي اقترح
عليّ في شهر شباط إجراء المقابلة، ودعاني للمشاركة في الاحتفال. ولقد وافقت يومذاك
على المقابلة، فأنا في كلّ ما يتعلّق بالتلامذة أضعف من أن أرفض، عدا عن تقديري
لمبادرة الأب الرئيس اللطيفة الكريمة المفاجئة، لكنّي اعتذرت عن عدم المشاركة في
احتفال آخر السنة، وهذا ما تفهّمه الأب أبي صالح. ومع ذلك، فقد وجّه إليّ دعوة
خطيّة احترامًا منه لمبادرتي في تأسيس المجلّة، ومراهنًا في الوقت نفسه على احتمال
أن أغيّر رأيي.
وأتقدّم بالشكر من الأب أبي صالح لأنّه احتفى بالمجلّة في حدّ ذاتها، فهذا
يعني أنّه يولي الأمور الثقافيّة الإعلاميّة الاهتمام اللائق. فجعل الاحتفال بها،
مع عيد المدرسة وذكرى سيامة الأب الراحل مرسيل الحلو، مناسبة للاحتفال بدور الكلمة
التي هي في صلب التربية والتعليم والكهنوت.
المحاوِرات: ماري نور صليبي وألين صايغ وبيا نعمه |
إنّي، إذ أذكّر دومًا بكوني مؤسِّسة المجلّة، وهو أمر لن أتواضع في شأنه أو
أتساهل في أمر من يتجاهله عند التأريخ لها، لا يسعني سوى الإشادة بكلّ الذي عملوا
على استمرارها، مسؤولين ومشرفين وتلامذة. فليس سهلًا أن تستمرّ مجلّة ورقيّة في
زمنٍ تتوقّف فيه مجلّات وصحف عن الصدور. قد تكون لي آراء في إخراجها وموضوعاتها،
لكنّي أعرف، وأنا أطلق مجلّة جديدة في الحكمة هاي سكول، بتشجيع من الأب الرئيس
كبريال تابت، أنّ الأمور لا تكون دائمًا على مستوى ما نحلم به، وذلك لأسباب
تنظيميّة وظروف ماديّة. فأمام الصعوبات التي تواجهها المدارس الخاصّة، يبدو إصدار مجلّةٍ ما ترفًا لا نعرف إلى متى ستسمح لنا الظروف بالاستمتاع به، وفي مواجهة رفض التلامذة الكتابة لصالح المرئيّ والمسموع يجب الاحتفال بكلّ نصّ.
إنّ امتناني لرئيس المدرسة الأب بيار أبي صالح الذي كرّم الكلمة في عيد مار يوحنّا الذي دفع حياته ولم يتراجع عن قول الحقّ، وسعادتي بالتواصل مع تلامذة لا أعرفهم عبر ثلاث شابات أجرين المقابلة بلياقة وتهذيب وحسن استعداد، لا
يوازيهما سوى فخري بتلامذة كانوا يكتبون في "البراعم" وعادوا وكتبوا
احتفاء بيوبيلها، وكان لي حظّ المرور في الحياة المدرسيّة لكلّ منهم: إليان بو
فاضل الحلو ومجد علّيق وماري بو فاضل الحلو وغريس مخايل ورشا ياغي وإلسا قهوجي
ورالف معتوق... فمِن هؤلاء، وسواهم، من الذين خطّوا، ولو سطرًا، في هذه
المجلّة، أستمدّ رغبة في تأسيس مجلّة جديدة لحكمويين آخرين يمتشقون أقلامهم
ليزيّنوا الصفحات بالشعر والفكر.
فلبراعم الحكمة برازيليا أمنياتي بالاستمرار، ولـ"سيفنا القلم" تصدرها الحكمة هاي سكول انطلاقة مباركة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق