لو كنت جريئة كما يتّهمني البعض لكن اعترفت مثلًا
بأنّني بعدما كنت في زمن ما عاشقة المسرح صرت مصابة برهاب الأماكن المغلقة بسبب مسرحيّة أطبقت على صدري،
وبأنّني بعدما أمضيت العمر مدمنة مطالعة صرت أجد صعوبة في إنهاء كتاب،
وبأنّني قرأت شعر أنسي الحاج مرغمة بسبب الدراسة الجامعيّة، فلم يعنِ له شعره شيئًا، ثمّ أغرمت لاحقًا بنثره وشذراته ومقالاته، وبقيت لا أحبّ شعره،
وبأنّني لا أحبّ الاستماع إلى ماجدة الرومي وجوليا بطرس، لا في الغناء ولا في الحديث،
وبأنّ أكثر الذين عرفتهم في مجال التربية مستوردو نظريّات، لا يعرفون كيف يجعلون هذه النظريات تلائم عقول المتعلّمين أو تناسب العقليّة اللبنانيّة،
وبأنّ ذائقتي السمعيّة لا ترتاح كثيرًا وطويلًا لخبراء في التجريب و"التكنيك" يعرضون عضلاتهم الصوتيّة،
وبأنّ أكثر الذين عرفتهم من النقّاد في الصفحات الثقافيّة (من عهد بائد) لا يقرأون الكتاب كاملًا،
وبأنّني أضيق ذرعًا بالذين يسخرون من تلفزيون لبنان،
وبأنّني أشمئز من برامج التقليد والهزء "والتمسخر" التي أسمع عنها عرضًا أو من خلال مواقع التواصل وأحاديث الناس،
لكنّني لست جريئة إلى هذا الحدّ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق