السبت، 26 مايو 2018

تتغيّر صورة الإنسان حين يكون حروفًا مكتوبة

إم جريس وأبو جريس


تتغيّر صورة الإنسان
حين يكون حروفًا مكتوبة

*إلى إم جريس، إلى ثريّا، إلى كلّ الرّاحلات بصمت الرّضا.

توقّفت أمام ورقة النّعي الملصقة على حائط المزار، في وسط السّاحة، وقرأت الاسم وكأنّي أكتشف صورة لصاحبته، جديدة.
للمرّة الأولى، تظهر تلك السّيّدة للعلن، ويكتب اسمها، للمرّة الأولى والأخيرة، بالقلم العريض، بالخطّ الأسود العريض، في وسط الصّفحة، وتحته اسم زوجها الرّاحل بحروف أصغر.
على تلك الورقة البيضاء، داخل الإطار الأسود، اجتمعت العائلة حولها، أولادها وشقيقاتها وأشقّاؤها وأنسباؤهم في الوطن والمهجر، وكانت هي سبب اللّقاء، ونجمته البيضاء.
للمرّة الأولى في حياتها، وفي مماتها، تثير ضجّة وتجمع حولها النّاس الباكين الآسفين، هي الّتي عاشت بصمت، وما أحبّت الأضواء يومًا وما أحبّت الظّهور يومًا، وما أحبّت أن تكون محطّ الأنظار.
تزوّجت صغيرة جدًّا، وحضنت إخوة زوجها وأخواته، وأنجبت عشرة أولاد، ورافقت مرض زوجها خمسة عشر عامًا، وبعد وفاته، رافقتها أمراضها، ورافقتها الآلام المبرحة، ورافقتها الابتسامة الدّافئة.
وتعلّمت، منذ صباها، كيف تقبل صعوبات الحياة، وكيف تحسن تربية أولادها، وأجادت، بالفطرة الحكيمة، الانسحاب حين كان دورها ينتهي.
~~~
رأيتها مسجّاة على الفراش الأبيض، متضايقة من نفسها، سبّبت الحزن والألم لمن أحبّتهم أكثر من حياتها، ولكن، أليس هذا ما صلّت طيلة حياتها من أجله، أن ترحل قبل أن يصاب أي من أولادها بأذى.
ورأيتها خجولة، صارت محطّ أنظار النّاس ومحور أحاديثهم، يراقبونها بفستانها الأبيض، ويتابعون تغيّرات لونها.
تلك السّيّدة الّتي لم يتح لها أن تقرأ اسمها على بطاقة العرس، زمن كان هذا التّقليد غير شائع، كتبوا اسمها بالأحرف الكبيرة على الأوراق البيضاء المكلّلة بالسّواد والمعلّقة على حيطان الحيّ، فأشعروها بالإحراج.
تلك السّيّدة الّتي رحلت بصمت وهدوء وهي تسأل لماذا يبكي حفيدها، تذكّرت في ساعاتها الأخيرة والدها الّذي كان يحبّها ويعاتبها لأنّها تسهو، وقالت لابنتها المسمّرة على قدميّ السّرير: شو حلوي هالدّني.
~~~
يقول الإعلان:
"توفت ثريّا... أرملة يعقوب... في دارة العجزة. في تاريخ 19/ 10/ 1991. عندها عفش قديم مكسّر وغير صالح، موجود أمانة عند شركة ... شتقوم الشّركة برمي هذا العفش في مكبّ النّفايات بعد أسبوع من تاريخه إذا لم يتقدّم أحد لأخذه أصولاً بحسب القانون".
"النّهار" 15 تمّوز 1994
مسكينة ثريّا
بقي عفشها أمانة لثلاث سنوات، ولم يطالب به أحد، فرمي في مكبّ النّفايات.
أغراضها الخاصّة، رفيقة العمر، حاملة الحنين، صديقة الأفراح والأتراح، لم تبق صالحة إلاّ لمكبّ النّفايات.
كرسيها وسرير عرسها وخزانة الثّياب اختصرت بعبارة واحدة، عفش قديم مكسّر.
طاولة الصّبحيّات ومقعد يعقوب المفضّل والمرآة المؤطّرة بخشب عتيق صارت مسرحًا للجرذان.
ماتت ثريّا، ورمي العفش، وانتهت قصّة الأرملة الوحيدة المحوطة بالعجائز والذّكريات والأنين.
ماتت دون أن تسأل عن مصير حاجاتها بعدما حاصرها النّسيان والإهمال، والعفش الّذي لم يطالب به أحد لثلاث سنوات هل يكون أحسن حظًّا من صاحبته؟
ثريّا الفقيرة لم تجد من يحضنها في حياتها، ولا من يمشي خلف نعشها، ولم تترك بعدها إرثًا أو صندوق مجوهرات يتسابق إليهما الأقرباء.
ثريّا العجوز المعلّقة بين الذّكرى والواقع تحوّلت إلى إعلان مبوّب وصارت موضوعًا لكتابة نبيعها من صحيفة يوميّة.
كم تتغيّر صورة الإنسان أمام أعيننا عندما يتحوّل إلى حروف مكتوبة فوق صفحة بيضاء.
ميّ م. الرّيحاني
(الاسم المستعار لماري القصّيفي)
جريدة "النّهار" الأربعاء 21 أيلول 1994

*إلى إم جريس، إلى ثريّا، إلى كلّ الرّاحلات بصمت الرّضا.





على رمل الشّاطئ والمستقبل ونحن نهرب إلى الماضي -جريدة "النّهار" الخميس 15 أيلول 1994



على رمل الشّاطئ والمستقبل
ونحن نهرب إلى الماضي
          "الآخر الّذي يجرح المكان ليس من ذكريات المكان".
عقل عويط (قضايا الأسبوع – عدد 49)
كانت الحرب، وكان خوف ورعب وانتظار، وكان حبّ كثير.
كنّا نخاف من ذاك الّذي يقف على الحاجز، وذاك الّذي يقصف ويدمّر ويفخّخ الأمكنة الآهلة، والخوف الكبير يولّد عداء وكرهًا.
ولكننا، في الحرب، أحببنا الّذين حولنا، وقلنا لهم ذلك، خفنا أن يسبقنا الموت قبل أن نقول لهم كلمة حلوة خبّأناها مذ علّمونا إنّ التّعبير عن المشاعر ضعف وعيب.
أحببنا وخفنا على من نحبّ، التصقت أجسادنا بأجسادهم في عتمة الملاجئ ورطوبة الظّلمات، تآلفنا مع أعضائنا، خفنا عليها من البتر والتّشويه. إلتففنا على أنفسنا كالأجنّة. صلّينا كثيرًا، قدّمنا النّذور لنرى أحبّاءنا بخير. كتبنا الشّعر على ضوء شمعة وانتظرنا بصبر عجيب رنين الهاتف يطمئننا إلى أصدقاء في مناطق لا نزورها إلاّ في فترات وقف إطلاق النّار.
في هذه المرحلة من تاريخ بيروت، عرفت بيروت.
كنت صغيرة يوم بدأت الحرب، وكان الجبل وجهتنا الوحيدة، فلا عمل دائمًا لنا في العاصمة ولا نقصدها إلاّ لزيارة سريعة أو لعمل طارئ، أو للتّفرّج على زينة الميلاد في شارع الحمراء.
ولكنّي قرأت عن بيروت، انطبعت في ذاكرتي أسماء شوارعها ومقاهيها من دواوين الشّعر، ومذكّرات السّياسيّين المضطهدين، ومقالات الصّحف. ويوم عبرت طريق المتحف سيرًا خلال الحرب والتقيت بأصدقائي في المودكا، قبل أن يجدّد أثاثه، عرفت إنّ علاقتي ببيروت لن تكون عابرة.
تجوّلت في الشّوارع الخالية، رأيت وجوهًا بدت لي مألوفة ولا أحد من منطقتي كان يجرؤ على الوجود حيث أنا.
مشيت على رمل الشّاطئ، وصدّقت يومها إنّ لبنان يقع على البحر الأبيض المتوسط.
اليوم، نزل النّاس إلى بيروت. عاد إليها الّذين تركوها، عادت إليها الأموال، وتغيّرت وجوه ممارسيّ الرّياضة الصّباحيّة على الكورنيش. وهناك عجقة سير، وامتلأت المقاهي، وغيّر المودكا أثاثه... وما عدت ألتقي أصدقائي. أخذتنا دوّامة العمل وابتعدنا عن الّذين خفنا عليهم أيّام الحرب، وتناسينا كلام الحبّ الّذي قلناه.
عاد كلّ شيء إلى طبيعته، يقولون. ولكن بيروت الّتي قرأت عنها لم تعد بعد،فلا هي الآن بيروت ما قبل الحرب، ولا هي بيروت الحرب. هي مدينة جديدة غريبة باردة.
هي المدينة الّتي عاد إليها الّذين غابوا خلال الحرب. عادوا بعنجهيّة وكبرياء، يعطوننا دروسًا في الوطنيّة، يتّهموننا بالإجرام. يحتلّون الأمكنة الّتي حضنتنا أيّام الخوف والرّعب. بثيابهم الجديدة وهواتفهم الخليويّة يجلسون على مقاعدنا في المقهى، ولهم الصّفوف الأماميّة ويريدون استرداد ماضي العزّ الّذي كان لهم.
هؤلاء كانوا أوّل المغادرين يوم الحروب وثقلها علينا. لم يعرفوا رطوبة الملاجئ، لم يحرموا من ضروريّات الحياة، لم يعرفوا معنى أن نصرخ في ليالي القصف الرّاعد. وأنت تصمّ أذنيك: خلص، خلص.
والآن يعودون ليشمئزّوا من كثرة النّفايات، وليتأفّفوا من عجقة السّير، وليقارنوا وضعنا المتخلّف بأوضاع البلدان الرّاقية، ولينتقدوا تصرّفاتنا المريضة من جراء حروبنا "البشعة".
يعودون ليستردّوا الأمكنة وكأنّها حقّ موروث، وليتصدّروا صفحات الصّحف وغلافات المجلاّت، وليعلنوا أنّهم مع البناء والإعمار والسّلام، وكأنّنا نحن الّذين بقينا هنا، مجرمون خونة نستحقّ الإبعاد لأنّنا ببقائنا ـ على رأيهم ـ وافقنا على هذه الحرب.
يعودون من السّفر والنّجاح والثّروة، ليطمئنونا أنّهم حملوا لبنان معهم أينما حلّوا، ورفعوا اسم الوطن عاليًا، وأنّهم كانوا يشعرون بالأسى لوضعنا المأساوي وكانوا ينتظرون عودة السّلام بفارغ الصّبر.
ويعودون دون عقد نفسيّة، دون أعصاب متوتّرة لينظّفوا البلد الّذي ملأناه أوساخًا، ليبنوا ما هدمناه، ليصحّحوا الخلل الّذي أصاب أذواقنا الفنّيّة والثّقافيّة. يعودون، وعلينا، بكلّ بساطة، أن نخلي الأمكنة لأصحابها الأصليّبن الّذين سيتركونها لأولادهم من بعدهم.
أمّا نحن، جماعة الحرب، فإنّنا نسيء إلى الصّورة الّتي ستسوّق عن لبنان. نحن نحمل على وجوهنا اصفرار القلق والتّرقّب، وحين نتكلّم ننفعل ونستعين بتعابير عسكريّة لا تتلاءم مع مرحلة الازدهار والعمران، وحين نكتب نتحدّث عن الماضي الّذي نعرفه، ماضينا نحن، وهو ماضٍ قريب مليء بالثّورات والأحلام والهزائم. أمّا هم فيتحدّثون عن الماضي الأبعد، ماضيهم، ماضي الرّفاهية والسّهر والضّحك المجنون.
لماذا يريد النّاس أن ينسواعشرين سنة من عمرهم؟ لماذا يعتبرونها علامة سوداء في حياتهم، يخجلون من الإقرار بوجودها؟ قد لا تكون هذه السّنوات هي المرحلة الّتي يتمنّى أن يعرفها من لم يعانِ منها. ولكن الحرب وقعت، وأوقعت معها الكثيرين. ولكنّها أيضًا رفعت الكثيرين. ولولاها لفشلت أسماء كثيرة في الإعلان عن وجودها. لولاها لما وصل الكثيرون إلى حيث هم.
هذه السّنوات العشرون ليست حُلمًا ورديًّا وليست كابوسًا نستيقظ منه وننفضه عن أجفاننا، إنّها حقيقة أوجدت وقائع جديدة، وعلينا التّعامل معها من هذا المنطلق.
نحن الّذين بقينا هنا، عرفنا الخوف والحرمان واليأس والعجز، وسنحمل آثارها ما دمنا على قيد الحياة، ولكنّا بقينا واستمرّت الحياة فينا. ولن نقبل أن يأتي من يقول لنا إنّنا جيل حرب وكأنّه يوجّه تهمة أوشتيمة. ولن نرضى أن يقال إنّ أعصابنا متعبة وأفكارنا ثوريّة هدّامة وعلينا أن ننسحب لنترك الأمكنة لمن سيعيدون إلى هذا البلد وجهه الأنيق المشرق، والمثير للحركة السّياحيّة.
ذاكرتي ليست متحيّزة، نحن نحمل في ذاكرتنا ذاكرتهم، نحمل الشّعر الّذي كتبوه، نحمل المهرجان الّذي أقاموه ومواسم العزّ الّتي تعبوا من أجلها، ونحن لا نفعل ذلك لأنّها كانت أيّامًا تحمل الفرح فقط بل لأنّها جزء من تاريخنا ولذلك نحمل أيضًا حروبهم وأحزابهم وطوائفهم وتكتّلاتهم العائليّة. نحمل أفراحهم وأحزانهم بحنان وحنين وعلامات استفهام، فلماذا يرفضون الذّاكرة الّتي نسعى إلى تأسيسها؟
في ذاكرتنا البشاعة والجمال، وفيها القتل والحبّ، وفيها حكايات البطولة وقصص الرّعب، ولكنّها ذاكرتنا ونحن فخورون بها لأنّها تحملنا ونحملها. ولن نشعر بالعار ولن نخجل مهما قال هؤلاء العائدون، ولن نرضى أن نكون مجرّد مادّة لأفلامهم التّوثيقيّة تصف بؤسنا، أو لكتبهم تروي حروبنا الصّغيرة وتحصد الجوائز.
بيننا وبينهم صراع نفوذ. هم يعتبروننا حالة طارئة، احتللنا أماكنهم وصادرناها ـ بالمعنى العسكريّ للكلمتين ـ وعندما زالت أسباب وجودنا صار من الواجب أن نتنحّى. ونحن الآن نعتبرهم غرباء، لا يعرفون ما نعرفه، ولم يروا ما رأيناه، فكيف يمكنهم بعد الآن أن يتحدّثوا نيابة عنّا.
العائدون مقتنعون أنّهم الأفضل، ويقولون لو أتيح للّذين هنا الرّحيل لما تأخّروا، ومنهم من يسخر من هذه الإدعاءات الوطنيّة الّتي نتاجر بها، يقولون، وكنّا نستعملها غطاء نحجب به عجزنا.
معهم حقّ. كم كنّا ساذجين يوم قلنا: لن نرحل. فلو تركنا البلد منذ عشرين سنة لكنّا حافظنا على قوانا العقليّة والجسديّة، ولكنّا تزوّدنا ثقافة العصر طازجة من مصادرها، ولاكتسبنا بدل اللّغة لغات، ولاستقبلنا عند عودتنا بالأهازيج. ولأنّنا مغتربون سيكون كلامنا مقدّسًا. فاحتكاكنا بالأجانب أعطانا الحصانة والعصمة عن الخطأ. بالطّبع لن يجرؤ كثيرون منّا على الاعتراف بالخجل من العودة كما فعل مصمّم الأزياء جان ـ بيار دوليفير في "ملحق النّهار". ولكن هل يستطيع هذا الإعتراف، باللّغة العربيّة المنسيّة، أن ينسينا كيف إنّ بعض النّاس يجيدون اختيار المكان والزّمان الملائمين؟
قال لي زاهي وهبي، عبر هذه الصّفحة، "عساك تجدين أسبابًا للكتابة غير الغضب". ليعذرني الشّاعر الّذي فيك يا صديق الكلمة ورسولها، يبدو إنّني ما زلت غاضبة، ربّما لأنّ الغضب صار يائسًا وعقيمًا، ربّما لأنّ الغضب ما عاد يحرّك ساكنًا ولا يثير ثورة، فازداد غضبًا على غضب ونقمة على نقمة. وربّما كان هذا الحاضر المسطّح والسّخيف صار ساحة صراع بين ذاكرة وذاكرة. ولأنّ المستقبل يرسم لنا مبهرجًا وكثير الألوان إلى درجة منفرة، ولأنّنا حين نهرب من الحاضر والمستقبل نعود إلى الماضي، نبحث عنه في ألبوم الصّور، في شوارع المدينة المتغيّرة، في حقول القرى المهملة، في برنامج تلفزيونيّ قديم وفي أغنية عن الغروب والحنين. ونكتب، عسى أن يبقى مكان لكلمة في هذه العجقة المخيفة.
ميّ م. الرّيحاني
(الاسم المستعار لماري القصّيفي)
جريدة "النّهار" الخميس 15 أيلول 1994




الأربعاء، 23 مايو 2018

توزيع إرث



 أكثر من يليق به الرثاء عجوز يتقاتل أولاده على إرثه وهو لم يمت بعد
***
قل لي كيف تعامل زوجتك والديك وشقيقاتك أقل لك أي رجل أنت

***

حماية الوطن يا حُماة الوطن تبدأ بصون العائلة
***
الإمّ بتلمّ العيلة ع الخير وما بتلمّ الجيران ع صوتا
***
بنات الإخوة والخيّات من صدور العمّات، بس صدور العمّات مش للطعن من بنات الإخوة والخيّات 
***

مش كل واحد ع إسم قدّيس صار قدّيس، ومش كلّ وحدة نامت وقامت بالكنيسة صارت قدّيسة
***
التعصيب مرض وإلو دوا، بس الفجور... فالج لا تعالج
***
العيلة يللي ما بتجتمع وقت الصعوبات ت تحلّها، وبتجتمع وقت المأتم هيي مؤسّسة دفن موتى
***
بنت البيت أغلى من الورتِه والبيت... يا طامع بالورتِه والبيت

الأحد، 20 مايو 2018

لو كنت جريئة...



لو كنت جريئة كما يتّهمني البعض لكن اعترفت مثلًا
بأنّني بعدما كنت في زمن ما عاشقة المسرح صرت مصابة برهاب الأماكن المغلقة بسبب مسرحيّة أطبقت على صدري، 
وبأنّني بعدما أمضيت العمر مدمنة مطالعة صرت أجد صعوبة في إنهاء كتاب،
وبأنّني قرأت شعر أنسي الحاج مرغمة بسبب الدراسة الجامعيّة، فلم يعنِ له شعره شيئًا، ثمّ أغرمت لاحقًا بنثره وشذراته ومقالاته، وبقيت لا أحبّ شعره،
وبأنّني لا أحبّ الاستماع إلى ماجدة الرومي وجوليا بطرس، لا في الغناء ولا في الحديث،
وبأنّ أكثر الذين عرفتهم في مجال التربية مستوردو نظريّات، لا يعرفون كيف يجعلون هذه النظريات تلائم عقول المتعلّمين أو تناسب العقليّة اللبنانيّة،
وبأنّ ذائقتي السمعيّة لا ترتاح كثيرًا وطويلًا لخبراء في التجريب و"التكنيك" يعرضون عضلاتهم الصوتيّة،
وبأنّ أكثر الذين عرفتهم من النقّاد في الصفحات الثقافيّة (من عهد بائد) لا يقرأون الكتاب كاملًا، 
وبأنّني أضيق ذرعًا بالذين يسخرون من تلفزيون لبنان، 
وبأنّني أشمئز من برامج التقليد والهزء "والتمسخر" التي أسمع عنها عرضًا أو من خلال مواقع التواصل وأحاديث الناس،
لكنّني لست جريئة إلى هذا الحدّ...

السبت، 19 مايو 2018

جمعة الغضب وعرس كايت ووليام - 2011





لست من السذاجة بحيث أؤمن بأنّ دول العالم الأوّل هي الفردوس الذي يعيش فيه كلّ الناس في نعيم أبديّ، غير أنّني لست متشبّثة برأي غبيّ يقول إنّ الغرب هو الشيطان الرجيم القبيح. يكفي أن أقارن بين ما تنقله الصور عن يوم الجمعة 29 نيسان 2011 لأرى نوعين من الحياة وذلك من خلال مشاهد الاحتجاجات في الدول العربيّة ومشاهد الاحتفالات في العاصمة البريطانيّة.
أنا من جيل مرّت عليه مرحلة الأحلام الورديّة تحت القصف وبين جثث القتلى، ولست اليوم في وارد أن أسكب الدمع تأثّرًا بقصّة عاطفيّة تجمع بين حفيد الملكة إليزابت وفتاة من عائلة ثريّة، ولكنّي لا أستطيع أن أنفي عن حفلة العرس سيطرة أجواء الأناقة والجمال والموسيقى الراقية والتنظيم والحضارة والرقيّ واحترام الأنظمة ، في مقابل ما نراه في الشوارع العربيّة من فقر وحرمان وفوضى وبشاعة. فلا يمكن والحالة هذه إلاّ أن نقارن بين البزّات العسكريّة التي يرتديها العريس وليام وشقيقه هاري ووالده تشارلز وجدّه التسعينيّ فيليب، والبزّات العسكريّة التي يرتديها الزعماء العرب. كما لا يمكننا ألّا نتساءل عن السبب الذي يدعو البريطانيّين إلى التمسّك بالعائلة المالكة ومطالبتهم بتوريث وليم بدل أبيه، في حين يرفض العرب توريث أولاد رؤسائهم.
طبعًا، تسهل الإجابة على هذا النوع من الأسئلة إن وضعناها تحت عنوان مفهوم الدولة. فلا أحد ينكر أنّ زعماء الدول العربيّة نعموا لأعوام وأعوام بالبذج والترف، فالمسألة إذًا ليست الوضع الماليّ للدول العربيّة، ولا أحد ينكر أنّ التاج البريطانيّ يكلّف الخزينة أموالاً طائلة، لكنّ البريطانيّين تعلّموا كيف يستفيدون من النظام الملكيّ في وقت تعلّمت العائلة المالكة أن تأخذ ما لها وتعطي للدولة ما لها، واكتفت بأن تكون صورة جميلة وحكاية تداعب مخيّلة الرومنسيّين، تاركة الحكم لأهل الحكم.
وهذا ما لم يتعلّمه الحكّام العرب وأبناؤهم، ومنهم من يشارك اليوم في حفلة العرس.
كلّ حكم في الأرض باطل. ودول الاستعمار كما يحلو لنا أن نسمّيها ليست قطعًا مقياسًا دائمًا للعدل أو الإنسانيّة، ولكن الأكيد الأكيد أنّنا لسنا نحن من يزايد عليها أو من يدّعي أنّه أفضل منها. يكفي أنّنا نهرب إليها طلبًا للعلم والحريّة والاحترام والاستشفاء والعدالة والحماية. ومن لا يريد أن يصدّق فليسأل نفسه: من هي الشعوب الأكثر ابتسامًا اليوم؟ الشعوب العربيّة الغارقة في ثورات لا أفق لها، أم تلك التي تتابع عرسًا خياليًّا وتغسل عيونها بمناظر حضاريّة جميلة وراقية ولو ليوم واحد؟

السبت، 12 مايو 2018

وهل ابني فاشل كي يتوجّه إلى اختصاص مهنيّ؟




في مثل هذا الشهر من كلّ سنة، يقف آلاف التلامذة اللبنانيّين أمام خيارات مصيريّة تضع الأطر العامّة لما تبقّى من حياتهم. وكأنه لا يكفي التلميذ أنّ عليه أن يحدّد اتجاهه العلميّ ثمّ العمليّ وهو لا يزال بعد طريّ العود وقليل الخبرة، حتّى تضاف إلى أسباب حيرته توجيهات متناقضة، يشترك في فرضها الأهالي والمربّون وأسواق العمل وكلّ من وما يدور في هذا الفلك.
ليس سهلاً أن يطلب من مراهق أن يختار تخصّصًا مهنيًّا سيلتزم به طوال حياته ويبني عليه مستقبله كلّه مع العلم أنه غير مؤهّل بعد للمشاركة في الاقتراع وليس مسموحًا له الزواج أو فتح حساب مصرفيّ لا بل هو غير قادر على ترتيب سريره وتنظيف غرفته ووضع جدول لعمله اليوميّ البسيط. ومن المؤسف أنّ كثيرًا من الأهالي يعجز عن مواكبة هذه المرحلة الدقيقة والحافلة بالمشاعر والتناقضات فيرمون الكرة في ملعب المدرسة ويكلون إليها توجيه أولادهم نحو الخيارات المناسبة. ولكن، فجأة، وبسحر ساحر، يستعيد الأهالي زمام الأمور وينقلبون على المدرسة والقيّمين على شؤون التوجيه فيها إن زيّن لهؤلاء أن ينصحوا بعض التلامذة بالتوجّه إلى اختصاصات مهنيّة. عندها سيكون الجواب سؤالاً صارخًا ساخرًا مستنكرًا مستهجنًا غاضبًا: وهل ابني فاشل كي يتوجّه إلى اختصاص مهنيّ؟وبقدر ما يعبّر هذا السؤال عن جهل فاضح لكلّ ما يتعلّق بالتربية وتوجّهاتها الحديثة، يبيّن كذلك أنّ الأهل لا يعرفون أولادهم، ولا علم لهم بما يجري في العالم أو بالاختصاصات المهنيّة التي يحتاج إليها المجتمع الحديث. وفي حين ترتفع في البلدان الراقية أعداد التلامذة المتوجّهين إلى الاختصاصات المهنيّة الضروريّة والحيويّة للفرد والمجتمع، لا تزال العائلات اللبنانيّة تريد أن يكون بين أفرادها أطبّاء ومهندسون ومحامون وضبّاط في الجيش، وصولاً، في طبيعة الحال، إلى النيابة والوزارة والرئاسة. وكلّ ما عدا ذلك رجس من أعمال الشيطان. ويغيب عن بال العائلات أنّ العالم مقبل على تغيّرات بيئيّة ومناخيّة وسكّانيّة ستؤدّي إلى أزمة غذاء تتطلّب أيادي خضراء تزرع وتروي وتحصد، وأيادي نشيطة تدير المحرّكات، وأيادي ماهرة تصلح الأعطال، وأيادي بارعة تنظّف، وأيادي رشيقة تكتب على اللوح الأخضر الحروف الأبجديّة لصغار يحلمون بالمستقبل... وهل من يجهل أنّ هذه الأيدي موصولة بأدمغة تخطّط وعقول تفكّر ومواهب يجب أن تقدّر وتحترم وتعطى حقّها في الوجود والمكافأة وتحقيق الذات؟
يروي خبراء التوجيه المهنيّ المتنقّلون بين المؤسّسات التربويّة حكاية واحدة تستعاد كلّ سنة، وإن بوجوه مختلفة وعن معاناتهم مع الأهالي الذين يشعرون بالإهانة حين يسمعون تلميحًا يقترح اختصاصات مهنيّة لأولادهم. ويتحدّثون بأسى عن نظرات تائهة صارخة في عيون المراهقين وهم يتحوّلون وصمة عار تلتصق في سجل العائلة الذي لم يعرف في تاريخه المجيد إلاّ حملة الأقلام والشهادات والألقاب ولو كان العشاء في نهاية اليوم... خبّيزة، والحساب المصرفيّ صفرًا، وشجرة العائلة لا تجد من يروي جذورها بنقطة مياه.
ولمّا كانت هذه العجالة لا تسمح بالذهاب طويلاً في تحليل الأسباب وعرض الحلول، نكتفي بثلاث ملاحظات: أوّلها تأكيد ضرورة وضع التوجيه المهنيّ في عهدة متخصّصين يواكبون مسيرة التلميذ العلميّة والنفسيّة، لا كما تفعل بعض المؤسسّات التي تسند الأمر إلى أيّ معلّم ترغب المدرسة في الافادة من ساعات التناقص في دوامه المدرسيّ، وثانيها أن تواكب وسائل الإعلام نشاطات المعاهد الفنيّة والتقنيّة وتبرز المتفوّقين فيها، والقيّمون على هذه المعاهد مطالبون بتزويد وسائل الإعلام بهذه المعلومات، وثالثها أن تعمل رابطات القدامى على التمسّك بزملاء تركوا الدراسة الأكاديميّة في مرحلة معيّنة واعتبارهم مساوين لهم في الجوهر والخدمة وأداء الواجبات الاجتماعيّة والوطنيّة والإنسانيّة.


الأحد، 6 مايو 2018

أيّها اللبنانيّون!



(من ذاكرة الفيسبوك) 
أيّها اللبنانيّون!
إذا عندكن كتير مرشّحين ع النيابة مش معناها عندكن ديمقراطيّة وحريّة
إذا بتحكوا لغّات مش يعني إنتو من سلالة موليير وشكسبير
إذا بتعجق بمار شربل وحريصا يوم الأحد مش معناها إنّكن قدّيسين (يمكن لو من المطاعم كانت العجقة أقلّ)
إذا بتكتبوا ع الفيسبوك مش معناها كلّكن كتّاب وشعرا
إذا بتسافروا بالعطلة مش يعني إنّتو متحضّرين ومنفتحين ومش عنصريين
إذا بتسمعوا فيروز الصبح مش معناها إنّو مزاجكن رايق وأعصابكن هادية (يمكن هادية ع صوص ونقطة)
إذا بتحطّوا ولادكن بمدارس كبيرة مش معناها إنّو ولادكن رح يصيروا كلّن أطبّا ومهندسين ونوّاب ووزرا
إذا نسوانكن بيلبسوا ع الموضة مش معناها إنّن بيعرفوا يحكوا مع الناس ومتل الناس
إذا رجالكن بيحكوا سياسة مش معناها بيفهموا بالسياسة
إذا عندكن شاشات نضيفة من الغبرا مش معناها إنّو الإعلاميّات والإعلاميّين نضاف
إذا كنتو بلجان الأهل بالمدارس الخاصّة مش معناها إنكن بتفهموا بغير موضوع القسط
إذا كنتو معلّمين ومعلّمات ومعكن شهادات طويلة وعريضة مش معناها إنكن بتفهموا بالتربية
إذا بتحطّوا لايك ع هالبوست مش معناها رح صدّق إنّي أفهم من غيري

الثلاثاء، 1 مايو 2018

في عيد العمل نأكل من عرق جبين سوانا - 2010



هيروشيما من القنبلة الذريّة إلى الحياة


     لو كان في الإمكان إجراء إحصاء يبيّن في طريقة علميّة واضحة عدد الناس الجديرين بعيد العمل، وأن يستحقّوا بالتالي يوم العطلة المقرّر في الأوّل من شهر أيّار (مايو)، لاكتشفنا أنّ كثيرين من المحتفلين يأكلون في هذا اليوم من عرق جباه الذين لا يستطيعون الاحتفال بهذا العيد ولا ينالون يوم عطلة. 
     فالناس إجمالاً في موضوع العمل، كحالهم في كلّ شأن آخر، ينقسمون فريقين متطرّفين: فريق الكسالى الذين يكرهون العمل ويضعون لذلك فلسفة وحكمًا يطلقونها في كلّ مناسبة، وفريق المدمنين على العمل الذين يخشون إن توقّفوا عن العمل أن تنتهي حياتهم. وسعداء أولئك الذين ينجحون في إقامة التوازن بين العمل والراحة، مع العلم أنّهم يبدون كحالات شاذّة أو في أحسن الأحوال كطيور تغرّد خارج أسرابها. 
     الكسالى يعتبرون العمل عقابًا سماويًّا يجبرهم على أكل خبزهم مغمّسًا بعرق جباههم، وهذا ما لم يرتضوه لأنفسهم، فراح بعضهم يضع حكايات تعليميّة يبرّر بواسطتها هذا "الكسل المبدع" أو هذا الكسل الوجوديّ" كما في حكاية ذلك الرجل الذي يجلس مرتاحًا طيلة النهار يتأمّل البحر بعدما اصطاد طعام يومه، وحين نصحه أحدهم بالعمل والإنتاج وجمع ثروة، سأله الصيّاد المرتاح في وضعه: ولماذا أفعل ذلك؟ قال له الآخر: كي ترتاح في حياتك. فأجاب الرجل وهو يضحك: ولكنّني الآن مرتاح فلماذا تريدني أن أقوم بكلّ تلك الأعمال لأصل إلى حيث أنا؟
     أمّا المدمنون على العمل فيخافون من أن تضعهم أوقات الراحة في مواجهة مع أنفسهم وأفكارهم والناس الذين حولهم فيهربون إلى العمل المكثّف. هؤلاء يحوّلون مكاتبهم وشركاتهم ومعاملهم بيوتًا لا يغادرونها إلى بيوت تنتظرهم فيها عائلاتهم والحجج التي يقدّمونها تتنوّع بين تحقيق الذات، وتأمين مستقبل الأولاد، وشراء كماليّات الحياة، وإنجاز ما يعجز عنه الآخرون، وما إلى ذلك من الأسباب التي تبدأ في شكل محقّ وطبيعيّ وتنتهي بحالة مرضيّة لا يشبع المصابون بها من السعي خلف المال والسلطة.
     في ما يتعلّق بعالمنا العربيّ، أكاد أجزم أنّنا فئة ثالثة لا علاقة لها بالفئتين المشار إليهما، فلا نحن من الكسالى المبدعين الراغبين في تأمّل جمالات الطبيعة والحياة والاكتفاء بالنذر القليل من الطعام وما خفّ ثمنه من الملابس، ولا نحن من المدمنين على الإنتاج والعمل، بل تشبه حالنا حال من يرغب في كلّ شيء ولا يريد أن يفعل شيئًا للحصول عليه. نريد أن نأكل ونلبس ونشرب وننال الشهادات العالية ولكن بلا تعب أو درس. نريد أن نسهر الليالي في الغناء والرقص والسكر لكي نصل إلى العلى، ونريد أن يؤمّن لنا السحر كلّ شيء: فمارد الفانوس يضمن السلطة، ومغارة علي بابا تفتح لنا باب الجاه والثراء، والبساط يحملنا في السفر، والجراب يمدّنا بالزاد.
     "شي متل السحر" نقول حين تتحقّق الأمور في سهولة، فنحن نريد السحر الذي يتمّ بمجرّد التمنّي والطلب، ولا يجبرنا عل العمل. ومع ذلك، نطالب بيوم عطلة في يوم العمل لأنّنا تعبنا من كثرة ما طلبنا. أمّا الذين عملوا طوال السنة فعلاً: الخدم والحشم والعمّال الأجانب والمهاجرون إلى بلادنا طلبًا للرزق، فعليهم في عيد العمل أن يعدّوا لنا الطعام وأن يغسلوا السيّارة وأن يخدمونا في المقهى، وأن يكنسوا النفايات التي نرميها نادرًا في المستوعبات وغالبًا على الطرقات.
     ومن طرائف الأمور وغرائبها في عالمنا العربيّ أنّنا بارعون في الوعظ عن أهميّة العمل مستغلّين في ذلك كلام الأنبياء والأئمّة ولكنّنا لا ننفّذ ما نعظ به: فكم من مرّة سمعنا وعّاظًا يدعون دعوة الإمام عليّ بن أبي طالب إلى أن نعمل لدنيانا كأنّنا نعيش أبدًا ولآخرتنا كأنّنا نموت غدًا، ومع ذلك رأيناهم لا يقيمون وزنًا لآخرتهم بل لثرواتهم، أو دعاة يبشّرون بأن نعطي لقيصر ما له ولله ما له، ثمّ شاهدناهم وهم يأخذون عنوة مال الله ومال قيصر. وكم مرّة حورب الفكر الشيوعيّ في بلادنا وهو الذي حقّق للعمّال كثيرًا من مطالبهم كخفض ساعات العمل والعطل والتعويضات وحريّة العمل النقابيّ. 
     وفي غياب الفانوس السحريّ وفي انتظار أن تؤمّن لنا الشعوب الأخرى رغباتنا، فلنشكر الله - إذا لم يكن ذلك مرهقًا- على النفط الذي لم نخزنه ولم نستخرجه، وعلى المياه التي تذهب هدرًا إلى البحار، وعلى الآثار التي لم نبنها، وعلى أدبائنا وعلمائنا ومفكّرينا الذين طردناهم من بلادنا وعندما نجحوا بجهودهم الخاصّة طالبنا بهم وطالبناهم برفع أسماء بلدانهم عاليًا.

مشاركة مميزة

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل - 5 تشرين الأوّل 1993

فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...

من أنا

صورتي
الريحانيّة, بعبدا, Lebanon
صدر لي عن دار مختارات: لأنّك أحيانًا لا تكون (2004)، رسائل العبور (2005)، الموارنة مرّوا من هنا (2008)، نساء بلا أسماء (2008)- وعن دار سائر المشرق: كلّ الحقّ ع فرنسا (رواية -2011- نالت جائزة حنّا واكيم) - أحببتك فصرت الرسولة (شعر- 2012) - ترجمة رواية "قاديشا" لاسكندر نجّار عن الفرنسيّة (2012) - ترجمة رواية "جمهوريّة الفلّاحين" لرمزي سلامة عن الفرنسيّة (2012) - رواية "للجبل عندنا خمسة فصول" (2014) - مستشارة تربويّة في مدرسة الحكمة هاي سكول لشؤون قسم اللغة العربيّة.