27 تشرين الأوّل 2015
صيّف الصيّف بس
أكيد رجعتنا صارت بعيدي كتير،
ونسّم الهوا ويا ريتو ما نسّم لأنّو فاحت ريحة
الزباله والدخّان،
ودخيلِك يا دني لا تشتّي أحسن ما يزيد موسم الأمراض والأوبئة،
وما بدّي حدا يزرعني بأرض لبنان لأنّها ملوثة وموبوءة...
ودرج الورد صار مدخل بيوت
كتيري... بس برّات لبنان،
ومنيح يللي ما كنت أنا وحبيبي وحدنا بالبيت، الأبعد بيت،
لأنّو كانو جماعة داعش قتلونا...
ومبلى لازم تخافي ع سالم البردان بجرود عرسال،
ومتروك جوعان وفزعان...
وبتتلج الدني وبتصيّف الدني وما في شي رح يتغيّر...
والقمطة العنبيّة لبستها البنت الأثيوبيّة ت تنزّل تنزّه الكلب بالبرد...
ولمّا
سألت حبيبي لوين رايحين جاوبني: خلص وصلنا ع الهاوية...
وبيتي صار بيوت الكلّ ما
عدا بيتك يا الله، وبالحالتين ما إلي حدا...
والسمرا إم عيون وساع شفتها آخر مرّة
ع المطار مهاجرة...
وقمرة جرّبت تطلع ع الشجرة بس ما لاقت ولا شجرة، مع إنّو حبيبا
وصّاها تضلّ بالبيت أحسن ما حدا يعتدي عليا...
وكان لازم كون أنا لحبيبي وحبيبي
إلي، بس العصفورة البيضا ماتت قبل ما نلتقي...
ولمّا رحت ت إكتب إسمو ما لقيت لا
حور عتيق ولا رمل ولا زهرة للكتاب والمزهريّة...
ودمع الزهر نزل دمّ من همّ العمر ومواسم
العصافير صارت قصيري والبحر الكبير صار مقبرة الهاربين...
ولمّا جرّب الهوا يدقّ ع
الباب ما قدر لأنّو بوابنا صارت مصفّحة أحسن ما حدا يهجم علينا...
وحدّ القناطر
كان محبوبي ناطر لمّا انخطَف واختفى وما عدت عرفت شي عنّو...
وكان كلّ عمرو بدّو
القمر من السما العاليي ولما طلعت ع السطح ت جيب القمر صابتني رصاصة طايشي...
والجبل البعيد يللي كان خلفو حبايبنا ما عاد جبل ولا بعيد لأنّو الكسّارات أكلتو
وبعدين صار مكبّ نفايات وما عاد خصّو بجبل الغيم الأزرق ولا قمر الندي والزنبق...
وجيراني بالقنطرة هاجروا من زمان وما عاد في حدا حتّى الصدى...
يا عاصي ومنصور…
الله يسامحكن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق