John Worthington |
كيف يسمح
الصباح لنفسه أن يأتي بلا حبّ؟
كيف تشرق
الشمس ولا جسدين يتّحدان
ويتحدّيان
أشعتها بأن تستطيع المرور بينهما في لحظة العشقّ؟
وما نفع الجسد
إن لم يكن ليفيض رغبات صباحيّة مع كلّ بداية يوم؟
محقّون أولئك
الذين يحصون سنوات أعمارهم بقيمة الحبّ الذي اختبروه
فأن تحبّ هو
أن تجدّد حياتَك كلّ يوم برغبة جديدة لا تشبه نفسها إلّا من حيث جوهرها
أمّا الذين
كبتوا رغبات أجسادهم فهم الأكثر شهوة
ولأنّهم خافوا
ألّا تفهم عقولهم ما هم فيه خبّأوه تحت مسوح الخجل والتحريم والحرمان
***
طلع الصباح
اليوم بلا كلمة حبّ
بلا لمسة حنان
بلا قبلة شبقة
بلا عطر أليف
بلا همسة ترسم
ابتسامة
بلا مداعبات
وشيطنات
طلع الصبح
اليوم كما يطلع على الأسرى الذين لا يملكون إلّا مفاتيح أحلامهم
وكما يطلع على
المرضى الذين ينتظرون نتائج اختباراتهم الصحيّة ليعرفوا ما ينتظرهم
وكما يطلع على
نبتة لا حول لها ولا قوّة وتنتظر رحمة الغيوم لترويها
طلع الصباح
اليوم وانطفأت رغبة حيرى بقيت وحيدة بعدما انطفأت كلّ النجوم
***
يحسدني الصباح
حين يفتح عينيه
ويراك إلى
جانبي تراقب خروجي من شرنقة النوم فراشة تحطّ على صدرك
هو يعرف
بأنّني لم أعد أنتظره إلّا
لأنّني على موعد
عند إطلالته مع بداية يوم آخر من الحبّ
لولا ذلك
لولاك
لكانت تفتيحةُ
العينين عمليّةً شاقّة
والنهوضُ من
النوم نهوضًا إلى معركة ميؤوس منها
وهل يحلو خروج
الناس من نومهم إلّا من أجل الحبّ؟
***
ترتبط صورتك
عندي بالصباح
كأنّ قيامنا
إلى العمل حرب مقدّسة اخترنا الانضمام إليها معًا
كأنّنا قرّرنا
من دون سابق تصوّر وتصميم
أنّ الليل
لأحلامنا بعالم أفضل
والنهار
لنحاول أن نجعل الأحلام واقعًا
أمّا الصباح
فلنا
نسبقه مع
الفجر
ونعيشه لحظة
بلحظة
نتزوّد منه
عشقًا ورغبة وشغفًا ولا نكتفي
ونسير معًا
مهما اختلفت الدروب
هل اخترنا
الصباح لأنّنا فيه نتأكّد من أنّ ما نحن فيه ليس حلم ليلة صيف وينتهي بل حقيقةٌ لا
تخشى أن تواجه الشمس والحياة؟
***
حين أستيقظ
قبلك عند الفجر
يحلو لي أن
أسبقك إلى قراءة الصحف والبريد الإلكترونيّ
ثمّ أكتب ما
اختمر في رأسي طيلة الليل
وأُعدُّ لك المشاعر
والأفكار التي أثارتها فييّ معرفة ما يجري في العالم
وأشحذ ذهني
لأناقشك في كلّ ما يحدث في هذا العالم المجنون
وحين أعود إليك
أجدك مستسلمًا لإغفاءة هانئة
فأقترب منك
وألتصق بك
وأصغي إلى
إيقاع نفَسك المنتظم الهادئ
فتتخدّر
أعصابي
وأغرق على
صدرك في نوم صباحيّ كسول
وأنا أعرف أنّ
الدنيا بألف خير
ولو كان أكثر
ما قرأته يدور حول الحروب والقتل والموت والجوع والمرض وهشاشة وجودنا
فإلى قربك
أكتشف أن لا خلاص إلّا بأن يحبّ الإنسان أحدًا ما، شيئًا ما، فكرة ما
وهل أنت سوى
حالة عشق ثلاثيّة البعد؟
***
أمّا أجمل
الصباحات فتلك التي فيها تفتح عينيك اللتين لهما لون الحبّ
وتراني أبتسم
وأنا في غفوتي أحلم بك، وتسرقني من "عزّ النوم" بقبلة
مرّات ترفرف شفتاك
على لحن أغنية قديمة لفيروز
قبل أن تحطا
على جبيني
ومرّات تحملان
على أجنحتهما أريج القهوة التي أعددتَها لنشربها معًا
وتهمس لي من
بعدها: قهوة دايمة
ونضحك
ونطمئنّ إلى
أنّ الحياة لا تزال تعدنا بالكثير من الحبّ وتنتظر منّا الكثير
بعدما بلسمت
بكرَمها جراحًا تركها الماضي آثارًا
إن أمعنّا
النظر فيها رأيناها معالم أساسيّة في خريطة العمر
ترشدنا إلى
حيث يجب أن نكون
هناك 6 تعليقات:
أأأأأه
دى مش أهة شجن
دى أهة حلم جميل حالم (:
............
فإلى قربك أكتشف أن لا خلاص إلّا بأن يحبّ الإنسان أحدًا ما، شيئًا ما، فكرة ما
وهل أنت سوى حالة عشق ثلاثيّة البعد؟
يااااه الجملة دى ملخص لكل المشاعر اللى عاوز أوصلها للى بحبهم
مش معنى انى سعيد و انا معاهم انى مش حاسس باللى حواليا و البلد و المشاكل
ليه ميحسبش انى فى وجوده معايا بأنسى كل دة و بحس انه
حبى ليه هو الخلاص لكل الاحاسيس المحبطة اللى حوالينا
أأأأأه
بوست أكثر من رائع
شكراً
.........
ملحوظة أختيارى لجملة او جملتين من المكتوب دة ميعنيش ان بقيت الموضوع ملمسنيش
لالالالا خالص بس يمكن الجمل دى جت على مواضيع معينة زى المرة دى كدة (:
رائعة سيدتي .. جميلة هي حد الجنون .
راقني التواجد هنا إن سمحتِ لي في صالونكِ .
رامي
أهلًا بك دائمًا وشكرًا على تفاعلك مع نصوصي.
تحيّاتي وتمنيّاتي لك بحب كبير يملأ عقلك وقلبك وحياتك
مودّتي
Violet
مرحّب بك دومًا، ويسعدني تواجدك هنا
فالصالون مفتوحة أبوابه لكلّ من يحبّ الكلمة
دمت بخير
سيدتي أُتابعك مُنذ زمن طويل ولا أخجل من قولي هذا ..
تعلمت منك الكثير
وساأستمر في مُتابعتك
اليوم فقط فتحت لنفسي مدونة وساتشرف بأن تنظري لخربشتي الأولى
أيّها الرجل الذي تكتبه الشمس أين تختفي حين تنتقل الشمس إلى مكان آخر؟ هل تعبر معها؟
شكرًا لكلماتك هنا وعلى مدوّنتك التي فيها أكثر من خربشات ... بكثير
إرسال تعليق