مغارة مار مارون في الهرمل |
من رسائل
ماري القصيفي إلى مار مارون – المرأة
كنت وعدتك يا أبانا الناسك بأن أحدّثك اليوم عن التربية. ولكن هل تستقيم
التربية مع امرأة مارونيّة لا تصلح لتكون ابنة برّة أو زوجة وفيّة أو أمًّا حاضرة
أو جدّة حكيمة أو مربيّة عليمة أو مهندسة متبصرّة أو طبيبة رائية أو ممرّضة ساهرة
أو راهبة قدّيسة؟ وكيف نصحّح التربية مع نساء يردن كلّهنّ أن يكنّ جميلات ومعشوقات
وفنّانات ومهاجرات ومتفلّتات من أيّ التزام؟ وكيف نُراهِن على خلاص تربويّ
والأولاد يرضعون السليكون بدل الحليب، ويشربون الكوكاكولا عوضًا عن المياه، وينامون
في أحضان المربيّات الآسيويّات، ويدمنون المخدّرات والكحول والجنس؟
هل ترى إلى أكثر مارونيّات هذا العصر يا صديقي الناسك أم أنّ عفّتك تمنعك
عن النظر إليهنّ؟ لا تخف، لم يعد فيهنّ ما يثير الشهوات، وليس بينهنّ من تصلح
للخطيئة، وهل يمكن سويَّ الفكر والقلب والجسد أن يهوى مومياء لا إرادة لها ولا
رغبة ولا شهوة ولا ذكاء ولا طموح ولا علم ولا مسؤوليّة ولا عاطفة ولا خيال؟
هل تذكر النساء اللواتي روّضن الوعر؟
هل تذكر النساء اللواتي ربّين أجيالًا من العلماء والقدّيسين؟
هل تذكر النساء أخواتِ الرجال في العزم والإرادة والصلابة، وشبيهات
الملائكة في العشق والنقاء، وربيبات الأرض العنيدة؟
كلّهن رحلن واندثر كلّ أثر لهنّ!! وبقيت لنا خيالات نساء مستنسخات عن صورة
شوهاء لا علاقة لها بمجد، ولا تمتّ بصلة لعزم، ولا تربطهنّ رابطة قربى بفكر أو وعي
أو حريّة، ولا يعرفن قيمة الأرض والتراب والمياه!
سلْ أهلَ الخليج عنهنّ يا أبانا الناسك، سلِ المقاهي والبارات والسفارات
والمطاعم والمسابح وصالات السينما!
سلْ خبيرات التجميل وأطبّاء الترميم ولكن لا يخطرنّ في بالك أن تسأل في مكتبة!
سلْ خبيرات التجميل وأطبّاء الترميم ولكن لا يخطرنّ في بالك أن تسأل في مكتبة!
أمّا اللواتي تراهنّ عابدات خاشعات فأكثرهنّ يا صديقي يدبّر مكيدة أو يبحث
عن نميمة أو يراهنُ بغباء على سماء على قياس فهمهنّ للدين! واللواتي يتراءى لك أنّهنّ مثقّفات لسن سوى هاويات شهرة، واللواتي يرطنّ
بأكثر من لغة أجنبيّة لا يملكن ما يقلنه في جملة مفيدة!
أسكتني يا أبانا مارون! أسكتني قبل أن أضيف إلى وجعك وجعًا، وعلى جبهتك
تجعيدة قهر، أسكتني يا من أخرجوك من نسكك وحمّلوك هَمّ طائفة لا تعرف إن كانت
شعبًا، ومسؤوليّة شعب لا يعرف إن كانت له لغة! أسكتني قبل أن أنسى أنّ في هذه
الطائفة نساءً صالحات، لولا فهمهنّ معاني الالتزام بالأرض والإنسان، لكانت هذه الطائفة
المنكوبة بزعمائها اندثرت وزالت من زمان.
هناك 3 تعليقات:
لماذا هذا التعميم والدنيا بالف خير؟ العصر قد تغير ولا أحد منا يرغب ولا يمكنه العيش كما لو كان في وقت القديس، لكننا علينا أن نماشي الماضي بالحاضر، فكثير منا يركب الطائرات للذهاب الى عمله، وكثير منا يبتعد مرغما عن عائلته، لكن ما نحن فيه ليس الأفضل ونعمل جاهدين كي تزول الغمامة السوداء من سماء لبنان. سلمت يداك وفكرك النير
أعتقد وارجو أن أكون مخطئاأن ذلك ليس حكرا على طائفة دون غيرها انما صفة لزمن نحياة...حينما يتطور العلم ليدنو من الخيال وتتراجع العقيدة لتقترب من ألتراث
اعتقد ان من تتكلمين عنهم لا يمتون الى المارونية بصلة، ولا ينتمون الى طائفة ولا الى دين، بل ينسبون انفسهم الى علمنة مستوردة بطريقة غير شرعية، والى ثقافة حتى لا يعرفون جذورها، فالمارونيات نساء حاضرات في هذا المجتمع يحاولون صبغ ثقافة الحاضر بتراث الماضي ولا يريدون العودة الى التاريخ، لكي لا يصبحوا متاحف متنقلة لا يزورها احد، انهم ينبشون ثقافة الحاضر بكل ما فيها ليزرعوا فيها تراث الماضي العريق بدل البكاء على الاطلال...فيا عزيزتي ان نساء الموارنة حاضرات في كل زاوية وكل مهنة وكل ناصية من حاضرنا الاليم واذا انكرنا ذلك فعندها ننكر وجودك ووجود الكثيرات ممن يكافحون ليبقوا على قيم وقناعات الماضي في عالم اليوم ...
إرسال تعليق