الحكي يللي بدّي إكتبو هلأ مستوحى من محيطي المسيحيّ الزغير، وما ضروري يكون حالة عامّة فالرجاء أخذ العلم والخبر وما حدا ينزل فيي وعظ إنّو لأ مش صحيح ومش هيك الوضع:
محيطي المسيحي الزغير مقسوم بالإجمال بين جماعة عون وجماعة جعجع، وما في قوّة ع وجّ الأرض بتقدر تقنّعن إنّو بيقدر الواحد يكون ضد الاتنين، علمًا إنّو هودي المتحزّبين مقسّمين على الشكل التالي: الربع الأوّل مقتنع بزعيمو وبيعرف أفكارو ومبادئو، الربع التاني ما بيعرف شي من شي ولا حامل كتاب سياسة بحياتو ولا مكمّل خطاب ع الآخر ومش عارف هوّي ليش مع هيدا الزعيم بالتحديد، الربع التالت محزّب نكاية بالفريق التاني، الربع الرابع عاطل عن العمل وبياخد موقف الزعيم يللي بيلاقيلو شغل.
هيك كان الوضع قبل الثورة، ولكن كان مضبوط بالاحترام قدر الإمكان، والمسايرة، وطولة البال. هلأ انفجرت الأوضاع أكتر، وصار الزغير يقلّل من احترام الكبير، وما عاد حدا يسكت لحدا، ولا عادوا الولاد يردّوا ع أهلن، على اعتبار إنّو العونيّين ضدّ الثورة، والقوّات معها، وما حدا راضي بشعار كلّن يعني كلّن... وهون صارت الأمور مضحكة مبكية، لأنّو بحسابات هيدا المجتمع الزغير ما في شي إسمو مجتمع مدني، ولا في أي حزب تالت...
وازدادت حدّة الشرخ مع انقسام الخوارنة والرهبان، فصار كلّ فريق يستقوي بخوري ضيعتو، وينشر شو كاتب ع الفيسبوك، أو شو قال بالوعظة.
اليوم، وبمناسبة تذكار الموتى، انتبهت لشغلة، بما إنّو ما عاد حدا عم يحكي مع حدا، لذلك، ومنعًا لمزيد من التشرذم، ولأنّو الوضع ما بيحمل خناقات، وحتّى إذا لا سمح الله مات حدا وانجبر الكلّ يشاركوا بالدفن، أقترح ما يلي:
1- يتمّ نعي الكاهن بحسب ميول الميت السياسيّة، وإذا كان لا بدّ من نعي كهنة الجوار، يجلس فريق الكهنة العوني إلى يمين المذبح في حال كان الميت عونيًّا، وفريق الكهنة القوّاتي إلى يسار المذبح، ويُعمل بالعكس في حال كان الراحل قوّاتيًّا.
2- على ورقة النعي، يتمّ تحديد الميول السياسيّة لكلّ شخص: مثلًا الزوجة عونية... الابن قوّات، الصهر عوني، وهكذا
3- ينقسم أهل الفقيد في صالون الكنيسة يوم الدفن فريقين، منعًا للاحتكاك بين المعزّين، وبعد ذلك يخصّص يوم لكلّ فريق
4- تُستبدل الأكاليل وباقات الزهر بالتبرّع للتيار أو الحزب كي لا تتدخّل السفارات في تمويل أي حراك أو مظاهرة
5- تتمّ التعازي "مشالحة" أي من دون مصافجة كي لا يضطر القوّاتي مثلا إلى مصافحة العوني
6- يرافق الميت إلى مثواه الأخير من هم من حزبه أو تيّاره كي لا تهتزّ عضامو بقبرو غضبًا ونقمة
7- يُعمل بهذه التدابير وسواها ممّا تقتضيه الظروف حتّى آخر مسيحي بلبنان... وبهمّة هالفريقين مش مطوّلين
رحم الله من استشهد ومات كي يبقى هؤلاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق