أوّل
شي خلّيني أكّد إنّها ثورة، لا حراك ولا انتفاضة ولا مظاهرات، هيي ثورة، يمكن من
نوع جديد، يمكن بلا قيادة، لكنّها ثورة لبنانيّة ميّة بالميّة، وإن كان ما بيغيب
عن بالي إنّو كتار من غير اللبنانيّي بدّن يستفيدوا منها.
فليش
أنا مع هالثورة؟
1- أنا مع الثورة لأنّو
كتار شباب وصبايا مراهنين عليا ومشاركين فيا حتّى ما ياخدوا قرار الهجرة،
2- لأنّي كلّ عمري
مع الثورة: أنا وعم علّم كنت ثائرة ع المناهج والأنظمة والقوانين ودفعت ثمن مواقفي
الثائرة، أنا وعم بكتب كنت ثائرة ونصوصي بتشهد ع هالشي وكمان دفعت ثمن هالمواقف،
3- لأنّو هيدي الثورة
تجسيد لكلّ الأغنيات الوطنيّة والأناشيد الثوريّة يللي ربينا عليها، وهيي تجسيد
لفكر جبران ونعيمة والريحاني وكتار غيرن دعيوا للتغيير الحقيقيّ، وهيي تجسيد لكلّ مسرحيّة
دعيت للثورة، فما فيك تحبّ المسرح الرحباني ومسرح روميو لحّود ومسرح يعقوب
الشدراوي وعصام محفوظ وروجيه عسّاف وشوشو ونضال الأشقر وكميل سلامة ويحيى جابر، وما تحبّ الثورة
4- لأنّو هيدي
الثورة لبنانيّة وعفويّة، ورح تاخد وقت ت تلاقي شكلها وقيادتها، وهيدا شي طبيعي
بوضع تعوّدوا الناس فيه ع عدم التفكير وع استلام الزعما بالوراثة عن أهلن
5- لأنّو هالثورة متل
النهر الجارف كلّها حياة وعود ومش مستنقع كلّو برغش وحشرات،
6- لأنّها شبابيّة
عصريّة نضيفة، كلّها فرح وعفويّة وهضامة (ما بيخلا الأمر من شواذات وهيدا أمر طبيعي ومتوقّع)
7- لأنّها تركت مطرح
للفقير والطفل والختيار، للفنّان والعامل والموظّف والمدير والمعلّم وست البيت...للشتيمة
والنكتة، للغنيّة والرقصة والفيلم والصورة... والكلّ فيا زعما وأبطال ورموز وقادة ونجوم
8- لأنّها جمعت بين
الجامعات كلّها، وما قالت هيدا خرّيج أهمّ من خرّيج،
9- لأنّها بلا أحزاب
وتيّارات وطوائف ولو كانت الأحزاب والتيّارات والطوائف بدن يقطفوها،
10- لأنّها فضحت الناس وكشفت كميّة الغباء المنتشر، وكميّة
التبعيّة الجارفة، وكميّة الجهل برغم الشهادات الجامعيّة، والنسبة العالية من
العنجهيّة وشوفة الحال عند يللي ضدّها
11- أنا مع هالثورة لأنّها ممكن تخلّصني أنا شخصيًّا من وجوه
سياسيّة وحزبيّة وعسكريّة وإعلاميّة وفنيّة صارت تكرّهني بلبنان كلّ ما طلّت وحكيت
وغنّت: من كلّ زعيم ورئيس حزب وريس كتلة ورئيس تجمّع ونائب ونائبة وضابط متقاعد...(كلّن
يعني كلّن)، من ديما صادق وجمانه حدّاد ومرسيل غانم وهشام حدّاد وعادل كرم وغادة
عيد وسالم زهران ومالك مكتبي وجو معلوف وتيتا لطيفة وأرزة... من ماجدة الرومي وجوليا
بطرس ونجوى كرم وزين العمر ومرسيل خليفة وزياد الرحباني...
12- أنا مع هالثورة، لأنّي بدّي أعرف يللي علّمتن وين مطرحن،
وشو صار فين وكيف صاروا يفكروا وكيف صار يحكوا، ولأي مطرح وصّلتن المناهج
المهتريّة والأحزاب يللي عم تربى وتكبر وتغتني ع كتافن وتاخد من درب ولادن.
13- أنا مع هالثورة لأنّي مش خايفة من المثليين متل ما خايفة
منن الكنيسة يللي فيها كتير مثليين ومتحرّشين وسرّاقين ومغتصبين، والشي نفسو بغير
طوايف، ولا خايفة من الفوضى لأنّو النظام يللي كان مش أحسن، ولا خايفة من الملحدين
لأنّو شفنا الإيمان الأعمى لوين وصّلنا، ولا خايفة ع الوضع الاقتصادي لأنّو من
زمان المصريات بإيد طبقة معيّنة
14- أنا مع هالثورة لأنّها مش هيي يللي بتخوّفني ع وضعي
كمسيحيّة مارونيّة، ع أساس العهد القوي ورئيسو المارونيّ ضمانه لوجودي بهالشرق،
ولكن يللي مخوّفني العنجهيّة والصنميّة والأنانيّة يللي بيخبّوا وراهن طائفيّة
وعنصريّة ومذهبيّة وانعزاليّة، وبيخوّفني سرقة اسم الله يللي هوّي وحدو بيّ الكل
متل ما منقول بالصلاة الربانيّة: أبانا الذي في السموات...
15- أنا مع هالثورة لأنّها أوّل ثورة لبنانية جامعة، فيها من
عاميّة أنطلياس (1820)، وفيها من ثورة
الفلّاحين (1860)، وفيها من مقاومة جبل عامل (...1920،...) وفيها من الاحتجاجات
الطلّابيّة بالسبعينات، وفيها من تظاهرة الصيّادين في صيدا (شباط 1975)، وفيها من
ثورة الأرز (2005)، وفيها من ثورة المحرومين في طرابلس (آب 2018).. فيها منن كلّن
ضدّن كلّن، كلّ يللي سرقوا الوطن
16- أنا مع هالثورة لأنّها فرصتي الأخيرة ت قول لحالي شو كنت
غلطانه وشو ظلمت الناس لمّا حكيت عن خوفن وعجزن، ولأنّو الناس صاروا قادرين يقولوا للكبير والزغير من أين لك هذا وكيف وليش: يا ضابط منين معك تبني فيلا من تلات طوابق وليش العسكري عندك عم يمدّ السجّاد؟ يا مسؤول بالضمان منين معك ثمن هالبيت والسيّارة؟ يا موظّف بالبنك كيف فجأة صرت غني؟ يا تاجرة الإدوية وين دوا السرطان؟ يا إستاذ المدرسة ليش بدك تعلّم دروس خصوصي وتغتني؟...
17- أنا مع ثورة 17 تشرين الأوّل ع القليلة ت إخلص من يللي
مش معها... ما بقا العمر يحمل مسايرة، ولا لون رمادي، ولا يقطع الزعل ما في شي
بيستاهل، أنا مع هالثورة لأنّها آخر راتب بقبضو ولازم يضاين لآخر العمر...
يمكن الثورة ما توصل لمطرح برأي كتار؟!!! يمكن ترجع الوجوه
هيي زاتا؟ يمكن يجي جبران باسيل رئيس جمهورية ورح ينتقم من الكلّ لأنّو كلّ كلمة مسجّلة وكلّ مشهد مصوّر؟ يمكن.
ولكن الثورة حقّقت أهدافها، لأنّو في ولاد راح يوعوا كلّ يوم هني وعم يسألوا أهلن: نازلين اليوم ع المظاهرة؟ وفي ولاد
رح يكونوا بالصف وسهيانين عم يتذكّروا وقت نزلوا ع الشارع وغنّوا وكنّسوا، وفي
شباب وصبايا حفظوا النشيد ورفعوا العلم بصدق... هودي يللي بعرفن ما قبضوا من حدا، ورح
يضلوا يأكدولي يوم بعد يوم إنو لبنان يللي بدنا ياه يمكن ما يتحقّق بس ع القليلة
رجع حلم وبطّل كابوس... وهيدا شي ما قدر العهد القوي يعملو، ولا القوات اللبنانية
ولا المردة ولا الكتائب ولا حركة أمل ولا تيار المستقبل ولا المقاومة الإسلامية وغيرن من
وجوه العهد القديم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق