مع وزير الإعلام وليد الداعوق والوزيرة السابقة منى عفيش والدكتور إلهام كلّاب البساط والسيّد إيلي واكيم |
أيّها الأصدقاء
أمضيتُ ثلاثين عامًا في التعليم والتربية منتظرةً أن تكرّمَني مؤّسساتٌ عَمِلت
فيها ولها، فجاءني التكريمُ من مؤسّسةٍ لم تسمعْ باسمي قبل اليوم، ولم تكن هي موجودةً
في قاموسي إلى أعوامٍ ثلاثةٍ خلت، هي مؤسّسةُ حنا واكيم. فشكرًا للقيّمين على هذه المؤسّسة،
بشخص رئيسِها الأستاذ إيلي واكيم، ابنِ العائلة التي أرادت للوالد (حنّا واكيم) أن
يرتبطَ ذكرُه بالرواية اللبنانيّة عبرَ تكريم الروائيّين من خلال التلاميذ. والشكرُ
الخاص لنائبة رئيس المؤسّسة الدكتورة إلهام كلاّب البساط، السيّدةِ المثقّفة،
العاملةِ بهدوء مثمر ومهنيّةٍ لا تُبارى، في حقلِ التربية المزروعِ ألغامًا
طائفيّةً وحزبيّة، وفي حقلِ الثقافة حيث العملُ كثيرٌ، والفعلةُ مشغولون بالمحاصصة
والمحسوبيّات.
وكنت أنتظِرُ المكافأةَ من زملاءَ وتلاميذَ عمِلت معهم خلال كلِّ تلك
الأعوام، فجاءتِ الجائزةُ من زملاءَ وتلاميذَ لا أعرفهم ولا يعرفونني، يمثّلون
مؤسّساتٍ تربويّةً عريقة، ويكوّنون نواةً واعدةً لمشروع تربويّ/ ثقافيّ جامع.
فشكرًا لكلٍّ منهم. لقد أثبتم لي، أيّها الأعزّاء، أنّ التعليمَ سيبقى رسالةً مهما
حاول الجهلُ والربحُ الماديّ أن يتسلّلا إلى وزارتِه ومناهجِه وإداراتِ مدارسِه،
وأنّ التلاميذَ ثورةٌ وثروةٌ شرطَ أن نحسِنَ توجيهَ الثورةِ وأن نجيدَ استثمارَ
الثروة.
وأتوجّهُ بالشكر العميق للصديق الإعلاميّ والكاتب أنطوان سعد، الذي غامر،
في إطلالةٍ أدبيّة أولى لدار سائر المشرق، في نشر روايةٍ هي الأولى لكاتبتها.
وأتقدّمُ كذلك بامتناني من النقّاد والروائيّين والصحافيّين الذين واكبوا عملي
الصحافيّ والأدبيّ وأعطَوه الكثيرَ من اهتمامهم ووقتهم، وأخصُّ منهم الشعراء: شوقي
أبي شقرا، أنسي الحاج، هنري زغيب، عقل العويط، عبده وازن، يحيى جابر الذي كان أوّل
من حثّني على كتابة رواية، واسكندر حبش، صباح زوين، لامع الحر، جوزف أبي ضاهر، عناية
جابر، زاهي وهبي، اسمعيل فقيه، والروائيّة السيّدة إملي نصرالله، والروائيَّين
السوريّين ياسين رفاعيه ومها حسن. وأحيّي في هذه المناسبة السيّد جورج فغالي صاحبَ
دار مختارات التي نشرت كتبي الأربعة الأولى، وأرفعُ تحيّةَ محبّةٍ للأصدقاء
المشجّعين ميراي يونس، كاتيا غصن، جورج كعدي، جنى الحسن، غازي قهوجي، إيلي الحاج، جوزف
باسيل، سلمان زين الدين، وميشال مرقص.
وأتوجّهُ هنا إليكم أيّها الأعزاء التلامذة لأقولَ لكم: أحسنوا الإصغاء لمن
حولَكم، فإنّ هذه الرواية ما كانت لترى النورَ لو لم تولدْ من رحمِ عائلتي التي
تحبُّ الحكايات، فلوالديَّ الشكرُ على ذاكرتيهما اللتين أمدّتاني بكثيرٍ من تفاصيلَ
واقعيّة وردت بين طيّات المتخيّل، ولشقيقتيّ وشقيقيّ الامتنانُ لكونهم أوّلَ من
يقرأُ وينتقد، ولبنات شقيقتي ميرا ويارا ورنا محبّتي واعترافي بدورهنّ في جعلي أرصُد
من خلالهنّ نِظرةَ الأجيال الشابّة إلى كتابةٍ تتّكئُ على التاريخ والحرب.
ختامًا أيّها الأصدقاء، يجب أن نعترف "إنّو كلّ الحقّ علينا، لا عَ
الطليان ولا عَ فرنسا" ولا على غيرِهما، لأنّنا لم نبحثْ عن هُويّتنا ولم
نتمسّك بها. ولقد صار علينا، بدلَ أن نبحثَ عن تاريخِ الحروب التي فرّقتنا، أن نكتُبَ
تاريخَ الحضارةِ التي تجمعُنا وتقودُنا إلى مزيدٍ من الإبداعات والنجاحات، وقد
تكونُ هذه الجائزة دافعًا شخصيًّا لي لمحاولةِ كتابةِ جُزءٍ من هذا التاريخ ولو
عبر الحكاية، إلى جانب روائيّاتٍ وراوئيّين لبنانيّين، كان لي فخرُ الانضمامِ إلى
حلقتِهم المضيئة في عتمةِ هذا الشرق الذي لن يعرفَ ميلادًا جديدًا ما لم يقُدْهُ
الفكرُ وتحْمهِ الحريّة.
شكرًا لكم جميعًا
هناك 8 تعليقات:
مبرووك التكريم
و الخطاب برائحة العتاب الجميل
(:
لكن عتابك اظهر مدى أجلالك للجائزة الجميلة
(:
زى ما بيقولوا لا كرامة لنبى فى وطنه -يارب اكون كتبتها صح- (:
مبرووك جميلة أبتسامة حضرتك
(:
لقد نسيتي طلاب الفيس بوك في خطابك فاقتصى التنويه!
رامي شكرًا لك من القلب
ولا خوف عليك من الغلط أو الخطأ :)
مودّتي
أستاذ جهاد أنت أستاذنا ... فاقتضى التصحيح :)
بكلّ احترام
ألف ألف مبروك، تستاهلين كلّ خير. وعلى كلّ، أنت تشرّفين أيّ جائزة.
شكرًا لغير معرف، ألف شكر
الف مبروك تستحقين ايتها الرائعة .. كم استمتعنا ونحن نبحر معك في دروب الحب وهواجس الحرب والمستقبل المجهول .. كنا في غالب الاحيان نفضل رسم بصمة وتعليق هنا مع كل جديد .. لنقول فقط اننا نتابع فيض قلمك الرائع .. وفي رسالتك هذه نطالب باعادة الصياغة لتشمل متابعي المدونة .. وإلا سنتظاهر ونغلق الطرق وسنحرق الدواليب على معابر ( قوقل ) .. ولأقعدن على الطريق فأشتكي .. في زي مظلوم وأنت ظلمتني.. ولأشكينك عند سلطان الهوى.. ليعذبنك مثل ما عذبتني ... مودتي
عابدالقادر الفيتوري
الله يبارك فيك!
متابعو المدوّنة في القلب والفكر، وهم أصدقاء عزيزون جدًّا، وأشكرهم كلّما أتيحت لي الفرصة، وأتواصل معهم في كلّ مناسبة.
ولعلّ الذين ذكرتهم يغارون أكثر لأنّني لا أتواصل مع أكثرهم يوميًّا كما أفعل معكم!
دمت بخير صديقي الرائع وشكرًا على وجودك القيّم والغنيّ!
إرسال تعليق