(2010)
لم يقل له أحد أنّ المهمّات التي ألقتها الحياة على عاتقه تتطلّب حضورًا دائمًا والتزامًا جديًّا وانتباهًا كاملاً، لذلك حين وقع في حبّ امرأة غير زوجته لم ينتبه إلى أنّه سيظلم نفسه قبل أن يظلم أيّ أحد آخر.
هو زوج صالح ملتزم طوال الوقت،
هو والد متفانٍ منتبه طوال الوقت،
هو ابن بارّ محبّ طوال الوقت،
هو شقيق مخلص خدوم طوال الوقت،
هو موظّف نشيط متوفّر طوال الوقت،
هو صديق وفيّ عطوف طوال الوقت،
هو مثقّف متابع شغوف طوال الوقت،
فهل يمكنه فضلاً عن هذه السباعيّة المتكاملة المتطلّبة أن يكون حبيبًا عاشقًا حاضرًا طوال الوقت؟
لم يكن يعلم أنّ الوقت القليل الذي يسرقه بين هذه الشخصيّات السبع تسمح له بممارسة الحبّ (11 دقيقة بحسب باولو كويللو) لا الحبّ، وحين عرف ذلك اكتشف أنّه سيدفع غاليًا ثمن هذه المعرفة، وأنّه من غير الإنسانيّ والعادل أن يطلب الإنسان من نفسه أن يكون رجل الخدمة ليلاً ونهارًا لكلّ من حوله، لأنّه سيفشل في مكان ما بلا أدنى شكّ، هذا إذا كان حظّه جيّدًا وذكاؤه خارقًا ما قد ينقذه من أن يخسر كلّ شيء.
لم يكن الرجل يعلم طبعًا أنّه سـ"يقع" في الحبّ لا بل أنّه سـ"يحلّق" مع الحبّ، لذلك كانت التزاماته الجميلة الأخرى متكاملة متجانسة منظّمة، لكلّ منها موعده وجدوله الزمنيّ، وكانت الحياة مدروسة الخطوات لا مكان خاليًا فيها لأيّة مفاجأة أو خلل، ولكنّ من صفات الحبّ أن يقتحم الأمكنة التي لا تخطر على بال، أن يخربط ما كان منظّمًا، ألاّ يحمل ساعة في يده، ألاّ يحترم مواعيد النوم والعمل والغداء والراحة، أن يكون مشاغبًا مشاكسًا عنيدًا، طفلاً يحتاج إلى عناية واهتمام وانتباه، فهل يستطيع أن يكبر بالقامة والحكمة وسط هذه المهمّات الجديّة الدقيقة أم سيبقى طفلاً عاجزًا عن النمو، يبحث عن مكان للعب بين أقدام الكبار، ثمّ يختبئ خجلاً من قامته القصيرة ويهرب خوفًا ممّن قد يؤذي طراوة عوده؟
هكذا فكّر الرجل وهو يرزح تحت التعب والإرهاق. ترفٌ أن يحبّ وهو مطالَب في كلّ لحظة بعمل ما، بمهمّة ما. سيظلم نفسه ومن يحبّها إن استمرّ في توزيع نفسه ووقته على هذا الشكل ولن يبقى لها، خصوصًا هي، إلاّ فتات يعرف أنّها ستقتات بها وتكتفي لأنّها تحبّه. ولكن إلى متى سيمكنه أن يحتمل صيامها المفروض عليها، واكتفاءها ببقيّة عاطفة ووقت؟
كانت الأفكار تتنازعه وهو يحاول التشبّث بحبّ قد لا يشعر بمثله في آتي أيّامه، وفي الوقت نفسه لا يرضى لنفسه بأن يخلّ بأيّ من التزاماته الأخرى التي تشكّل مشاهد أساسيّة من هذه اللوحة الجداريّة التي اسمها حياته، ولن يقبل طبعًا بالإساءة إلى من لا ذنب له في عاطفته الطارئة أكان هؤلاء في بيته أو في عمله.
وكان يعرف في قرارة نفسه أنّه يهرب إلى التزامات جديدة ليهرب من التفكير في حلّ، وأنّه سيتعب من هذه الالتزامات الإضافيّة، وأنّ ما كان يحتمله جسده وهو شابّ لن يرضاه وهو كهل، وأنّه سيقع يومًا تحت وطأة كلّ ذلك. فهل سيجد الجواب عندها؟ هل سيكون لحسه المبرد هو الحلّ مع أنّه يعرف جيدًا أنّ ما يسيل هو دمه وما يخسره هو حلمه بنوع آخر من السعادة؟
هناك تعليقان (2):
مش عارف هى قصة محيرة الصراحة
لأن مش عارف هل أجى عليه و لا معه
لأن برضه هو بيظلم شريكة حياته
و كمان الواحد ميقدرش يتحكم فى مشاعره
صعب قوى
بس أكيد لكل شخص ظروفه المحيطه بيه اللى بتوصله لشيىء فى حياته
صعبة قوى القصة
مش عارف
هو طلب ممكن اكون هتقل على حضرتك بس لو ينفع
ممكن أعرف بعض الكلمات من الأغنية دى
علشان يكمل المعنى قدامى
لو ينفع لو مفيش وقت مفيش اى مشكلة خالص
شكرا جدا(:
http://www.youtube.com/watch?v=wWVDbOo-AJQ
إرسال تعليق