![]() |
| الخوري نبيل الحاج في زيّاح الشعانين |
![]() |
| سبت ألبعازر مع الشبيبة في عهد الخوري (سابقًا) جهاد صليبا (أكثرهم باتوا مهاجرين) |
كميد![]() |
| ترانيم في عهد الخوري جورج كميد |
نصوص ومقالات نشر أكثرها في الصحف والمجلاّت اللبنانيّة والعربيّة بعضها باسم مستعار هو مي م الريحاني
![]() |
| الخوري نبيل الحاج في زيّاح الشعانين |
![]() |
| سبت ألبعازر مع الشبيبة في عهد الخوري (سابقًا) جهاد صليبا (أكثرهم باتوا مهاجرين) |
كميد![]() |
| ترانيم في عهد الخوري جورج كميد |
![]() |
| مستشفى سان شارل يشرف على بيوتنا في الريحانيّة |
الريحانيّة تخسر مستشفى سان شارل
حكايات القميص الأزرق (2)
حين سألتني عن قمصانك الزرق
المختفية من خزانتك ضحكت قبل أن أخفي وجهي في الوسادة كأنّها ستعفيني من مواجهة
تبدو علاماتها على وجهك. وإذا بك تنتزع الوسادة وأنت تقول بلهجة لا تخلو من
المداعبة: لا تتهرّبي من الإجابة. هناك قمصان ناقصة. واجهتك وأنا أقف على الكنبة
كي أبدو أكثر طولًا منك، وفي محاولة منّي للهيمنة على الوضع: حسنًا. لقد أخذت
بعضها وصارت لي.
أمام ضحكتك الصاخبة شعرت بأنّني
هُزمت. فسألتك لماذا تضحك. قلت لي: لكنّك ارتديتها كلّها فما حاجتك إلى بعضها.
أجبت وقد شعرت بانّني سأحقّق انتصاري الموعود: لا. الوضع الآن مختلف. فهذه القمصان
المصادرة لن تعود إلى خزانتك. أصلًا هي صارت قديمة وبات عليك أن تشتري غيرها.
سألتني: ما دامت قديمة فماذا
ستفعلين بها؟ جلست "متربّعة" على الكنبة وبدأت أحصي على أصابعي:
القميصان الرقيقان للنوم، والقميص السميك للعمل في الحديقة، والقميص المخطّط
بالأبيض للعمل في المطبخ، والـ "تي شيرت" لممارسة الرياضة، والقميص
القطنيّ أرتديه بعد الاستحمام... أنا أؤمن يا حبيبي بإعادة تدوير الأقمشة ولا أسمح
لقمصانك بمغادرة هذا المنزل.
أذكر جيدًا كيف كنت تنظر إليّ
وأنا أتكلّم وأحصي وأقرّر. كنت تفكّر في أنّ القدر وضع في طريقك امرأة مجنونة لا
يمكنك أن تحزر ما قد يدور في رأسها.
آخ من رأس حبيبتك يا حبيبي.
ليتك تفرغه من كلّ ما ومن فيه وتبقى وحدك.
كنت تفعل ذلك حين تنتابني نوبات
الكآبة وأعجز عن الكتابة وأغرق في نوبة بكاء لا أعرف سببها. كنت تأخذ رأسي وتغرقه
في صدرك وأنت تهمس: اغرقي هنا، في صدري، أفكارك السوداء. أفرغي هنا، في صدري كلّ
دموع عينيك. ولا تتكلّمي لأنّني أفهم ما تمرّين به.
من علّمك كيف تأتي إليّ من باب
الحنان؟ أعرف أنّك قرأت كتبي ومقالاتي ومنشوراتي قبل أن نلتقي، وأعرف أنّ النساء
بشكل عامّ يحتجن إلى حنان الرجل. لكنّك كنت الرجل الذي لا يريد أن يكسر القاعدة
ليثبت للمرأة أنّ الجنس قد يكون متنفّسًا لكآبة أو مهربًا من مشكلة.
كنت تعلم أنّ البكاء قد ينتهي
بعناق لكنك لم تعترض حين كنت أبتعد، وأنّ الكآبة قد تقود إلى الكتابة لا إلى
السرير. فتتركني ولا تحاول لمسي حين أرغب في أن أنزوي في عالمي الداخليّ، حيث أنت
بلا جسد وبلا رغبات. بل وجود مطمئن كطاقة داخليّة تشتعل شيئًا فشيئًا قبل أن تراك
مجسّدًا أمامها فأبحث عنك لأشمّ رائحتك.
الرائحة! أنا الشديدة الحساسيّة
تجاه الروائح والعطور كيف حصل أن صار لك رائحة هي مزيج من بوح مسامك وعطرك الذي لم
تكن تدلقه كما يفعل بعض الرجال. آه من رائحتك التي تبدو من إنتاج الطبيعة لا خارجة
من مصنع. آه منها حين تضعف مقاومتي وتخدّرني فأستسلم طوعًا لها، وأشعر بأنّني في
غابة مسحورة يجتمع فيها ضوء يتسلّل بين الأغصان وعبق يفوح من نباتات بريّة وهدير
شلالات يغري بالارتماء فيه... فأرتمي بك!
حكايات القميص الأزرق (1)
لم أجد أنسب من كلمة "حكايات"
تليق بقميصك الأزرق. وتقصّدت ألّا أكتب "حكاياتي". فهذه الياء التي تنسب
حكايات قميصك إليّ أفضّل أن أتركها للقميص حين أرتديه فيصير قميصك قميصي، وأصيرك.
وأنا في الأصل "حكواتيّة". صحيح أنّ كثرًا يعتبرونني أديبة أو روائيّة
أو كاتبة. لكنّي، ولكي أكون صادقة مع نفسي أوّلًا ومعك ثانيًا أشعر بأنّي من سلالة
جدّتي شهرزاد. أحكي لأنجو. أحكي وأحيك كجدتي أمّ والدي وكما غنّت فيروز: بحيّك
حكاية وبحيّك تكّاية. أمّا صفة شاعرة فأهرب منها كما كانت ساحرات القرون الوسطى
يهربن من تهمة الشعوذة. لا أعتقد أنّني سأتحمّل أن أكون شاعرة. فهذه مسؤولية
مخيفة، ورسالة لا أجرؤ على تخيّل فكرة حملها وإيصالها. أمّا كلمة الحكّاءة فثقيلة
الوقع وقد تحمل معنى الحكي الكثير والذي قد يكون لا قيمة له. وهذا ما لا أرضاه
لقميصك. قميصك الأزرق الذي يصيّرني زهريّة اللون حين أرتديه مجترحًا أعجوبة تحويلي
أنثى بطعم الحلوى، تلك التي يلّفونها بورق رقيق كي لا تذوب بين الأصابع بل بين
الشفتين.
لا أذكر متى بدأت حكاية قميصك
الأزرق ولا كيف. أذكر أنّني حين رأيتك ترتديه في لقائنا الأوّل خطر لي أن أجعلكه. وهذا
ما حصل فعلًا. لقاء أوّل كان دوره أن نتعارف فأذا بنا نتعانق كأنّنا نعرف بعضنا من
حيوات سابقة كثيرة ومتنوّعة الأمكنة والأزمنة. حتى أنّ جسمك كان أليفًا كأنني
داعبته مئات المرّات قبل ذلك اللقاء، لقاء التعارف الذي صار لقاء عارفَين يعلمان
جيدًا ماذا يريدان. بعد هذا اللقاء صار قميصك حلمًا أراني كلّ ليلة أجعلكه وأكويه
لأعود فأجعلكه. صحيح أنّك كنت ترتدي قمصانًا غيره، لكنّ اللون الأزرق صار لونك
المفضّل، تبحث عن تدرّجاته في قمصان من
أقمشة مختلفة تلائم الفصول، وكنزات تتحدّى أصابعي التي تريد تجميعها في قبضتي
وجعلكتها. فأخلعها عنك وأنا أردّ التحدّي بآخر.
هل لأنّ الازرق ارتبط بلقائنا
الأوّل الذي يعود لماض بعيد صار هو الحبّ والحبيب؟ مذ كتبت عن لقائنا في تلك
الصحيفة التي بدأت نشر مقالاتي فيها والأزرق يصول ويجول في عناوين روايات ودواوين،
وفي أحلام نساء تقيم البرودة في حياتهنّ. لكنّ الأزرق الذي لم يلامس جسمي ليس هو
الأصيل والأصليّ. سيبقى عندهنّ وعندهم عابرًا، مجرّد لون سيبهت مع الزمن. إن كان
صفة لبيت فمع الوقت سيحتاج إلى طلاء. إن كان لقميص غير قميصك فسوف يعتق ويُستبدل
بآخر. لكنّ قميصك حالة عشق تتجدّد مع كلّ لقاء، ولونه همسة خلف أذني حيث عرفتَ من
اللقاء الأوّل أنّ رغبتي تفور من هناك لنسبح معًا في مائها.
ارتديتَ مرّة قميصًا أزرق مخطّطًا بالأبيض، كنّا في
المقهى الذي اعتدنا اللقاء فيه حين نخرج إلى العلن، فكتبت لك على محرمة ورقيّة
تناولتها من على الطاولة:
كلّ خطّين أبيضين متوازيين
في قميصِك الأزرق
المقلّم
يلتقيان
عند نقطة من نقاط لهفتي.
كنت أغريك لنعود سريعًا إلى
البيت. ضحكت وأنت تقرأ الكلمات وعيناك تلمعان وقلت لي: دعينا على الأقل نشرب
القهوة. عيب. سيزعل صديقك النادل إن رحلنا بسرعة.
دائم السخرية أنت من علاقتي
بنُدل المقاهي. تسألني كلّ مرّة: لن أفهم أبدًا كيف يسهل عليك إقامة حوار مع هؤلاء
الغرباء وأنت تهوين العزلة وأصدقاؤك لا يتجاوز عددهم أصابع يد واحدة.
وفي كلّ مرّة كنت أجيب:
لأنّهم عابرون. منهم من ينتظر عملًا آخر أعلى أجرًا. ومنهم من ينتظر تأشيرة هجرة.
ومنهم من يصبر على وقاحة بعض الزبائن كي يجمع قسط الجامعة... لكنّهم في النهاية
سيرحلون.
أجبتني مرّة: أصدقاؤك هؤلاء
يبحثون عن مستقبلهم في مكان ما من هذا العالم. متى تؤمنين بأنّنا أولاد الحاضر
الذي يجمعنا؟ الماضي قاد أحدنا إلى الآخر وانتهى دوره. أمّا المستقبل فهو ما سيحدث
بعد قليل. ثم ابتسمت وأنت تمدّ يدك طالبًا أن تلاقيها يدي وقلت: تعالي لأخبرك عمّا
يخبّئه لك هذا المستقبل الذي ينتظرنا في البيت. وغمزتني وتابعت: وبالتأكيد لن
تجديه جالسًا في صالة الاستقبال.
https://cafein.press/post/akol-ltflty-shkhbt-shkhabyt
بعد التهويدات القديمة والعديّات المتوارثة، عرفت أغنيات الأطفال عهدًا ذهبيًّا مع شوشو أوّل من أنشأ مسرحًا للأطفال، ومع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني خصوصًا في أغنيات عيد الميلاد وبعض أغنيات الأفلام. وكان للياس الرحباني دور بارز في هذا المجال فأصدر مجموعة من الأغنيات صمدت رغم مرور الزمن وبقيت عالقة في الأذهان مثل "عمّي بو مسعود" و "في عنّا شجرة" و"كلّن عندن سيّارات" و"عيدك يا ماما" و"طلع الضو ع الواوي" و"يلّا نعمر يا أصحابي". أمًا الأخوان غدي ومروان الرحباني فقدّما برنامجًا متكاملًا للأولاد بعنوان "إيّام الدراسة" من بطولة هدى حدّاد ومن أغنياتها فيه من كلماتهما ("يا فراشات النار"، "هربان من بلاد التلج"، "بابوشكا يا بابوشكا"، "رح خبّركن قصّة"، "خبّرني كيف حالك"...) وتعاونا فيه مع الشاعر جوزف أبي ضاهر الذي كتب "شادي وكتابو" و"رفقاتي حلوين" و"في عنّا خلف البستان" و"عم برسم مدينة" وغيرها. ولا ننسى كلمات هنري زغيب التي غنّتها ماجدة الرومي ونالت انتشارًا واسعًا لا يزال يتفاعل إلى اليوم ومنها "عندي بيسي" و"عيدي اليوم"، وكذلك أغنية "عندي سمكة ذهبيّة" من كلمات مهى بيرقدار الخال ولحن إحسان المنذر.
وفي العصر الذهبيّ نفسه برز نتاج عائلة البندلي ونجمتها "ريمي" بأغنيات لا تزال تستعاد إلى اليوم مثل "بابا" و "يا أول كلمة حلوة بالتمّ"، و"غسّل وجك يا قمر" و"طير وعلّي يا حمام" و"اعطونا الطفولة". وقد تعاونت عائلة البندلي مع الشاعر جورج يمّين الذي كتب للأطفال ووضع النصّ والأغاني لفيلم "أماني تحت قوس قزح" وهو كان الفيلم الغنائيّ الوحيد للأطفال في لبنان، قبل أن يغامر المخرج ميلاد أبو موسى ويطلق فيلمه "أبو كيس" وفيه أغنيات تربويّة هادفة.
ولن ننسى الإشارة إلى الأغنيات في مسرحيّات الأطفال، وقد نال بعضها نصيبًا من الشهرة والانتشار، لا يتّسع المجال لحصرها هنا.
ولكن فجأة اختفى هذا النوع الأدبيّ، كأنّ الأطفال ما عادوا يولدون أطفالًا، بل هم كبار يغنّون في برامج الهواة أغنيات للكبار، يكادون لا يعرفون معانيها، ويرقصون على موسيقى أغنيات وهم لا يحسنون المشي وتأليف جملة. وصرنا حين نريد أن نخرج عن الموضة ونبحث عن أغنية للأطفال نلجأ إلى ذاكرة اليوتيوب حيث نجد ""ألف باء بوباية" و"نانا الحلوة" لشوشو، أو "طيري يا طيّارة" و"تك تك يا ام سليمان" لفيروز.
ولقد وقعت المدارس في السائد والمنتشر والموضة بحجة الحداثة، وصارت حفلات الصغار في مناسبة عيد الأمّ أو نهاية السنة مجرّد تقليد لبرامج الهواة أو مستوحاة من أغنيات أجنبيّة أو تلك التي من نوع "شخبط شخابيط". ولرفع العتب عن إهمال اللغة العربيّة تكتفي المدارس ببضع ردّات من الزجل تثير حماسة جمهور الأهالي. وهذا إنّ دلّ على شيء فعلى كسل المسؤولين في المدارس، إذ يستسهلون أمر إيجاد أغنيات نانسي عجرم بينما يجهلون ما كتبه كميل سلامة لمسرحيّاته (أغنية "حكاية يويو"1987 في مسرحية تحمل الاسم نفسه، وأغنية "بتتلج أو ما بتتلج" تؤدّيها جومانا مدوّر في مسرحيّة "بكلّ بساطة" 2003...) أو ما كتبه بالفصحى من إنتاج قناة طه للأطفال، كأغنية "مازن والترتيب"، و"مازن والقلم" وسواها كثير، أو كلمات الأغنيات لعبيدو باشا كما في كتاب "حكايا" التي لحّنها زياد الرحباني. كلّ هذا مخصّص للأطفال وله أهداف تعليميّة تربويّة.
إنّها لمجزرة في حقّ الطفولة أن نقضي على براءتها قبل أن يقسو عودها ويشتدّ ساعدها وتقوى الرجلان على حملها نحو مستقبل زاهر بعدما عاشت سعيدة بعيدة عن هموم العشق في أغنيات كاظم الساهر وجورج وسّوف وأصالة ونجوى كرم وفضل شاكر وغيرهم من المغنيّات والمغنّين الذين يفتخر الأهل بأولادهم يحفظون أغنياتهم، كما كانوا يفتخرون بأول شتيمة يطلقونها.
أمّا الأغنيات التي يبالغ البعض في اعتبارها غير مناسبة للأطفال كأغنية "قمرة يا قمرة" للأخوين رحباني، وترى الحركات النسويّة فيها أسرًا لحريّة المرأة "حبيبك وصّاك ت تضلّي بالبيت" فمن السهل أن نرى أنّ الأغنية ليست للأطفال الصغار بل قد تصلح للفتيان والفتيات إذ من السهل أن يفهم هؤلاء معنى الغيرة وأنّ العادات الاجتماعيّة التي كانت سائدة عهدذاك كانت تفرض على المرأة الالتزام بالبيت. أم أنّنا نرى الأولاد كبارًا يفهمون ما يقال فقط حين يغنّون لوردة وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وعاصي الحلاني وأليسا وشيرين عبد الوهاب؟ مع التذكير هنا بأنّ الأخوين عاصي ومنصور لم يطرحا نفسيهما ككاتبَي أغنيات للأطفال، إنَما جاءت أعمالهما في هذا المجال عرضيّة ومتعلّقة بسياق العمل الفنيّ ومتطلّباته.
لا بدّ هنا من إعطاء كلّ ذي حقّ حقّه. فبحكم عملي في التربية وبحثي عبر مواقع الإنترنت عن أغنيات الأطفال لاحظت أنّها لا تزال في مصر وسوريا والإمارات العربيّة المتّحدة على سبيل المثال تحظى باهتمام شعراء مجيدين يكتبونها وملحّنين يضعون كلماتها في قالب محبّب راقٍ. لكنّ جنوحها نحو العاميّة، خصوصًا في مصر، لا يسمح بتبنّيها في مدارسنا اللبنانيّة ومع ذلك فثمّة مدارس تلجأ إليها ما يسيء إلى الفصحى والمحكيّة اللبنانيّة، هذا فضلًا عن ارتباط أغنيات هذه البلدان (في الكلمات أو الصور المرفقة) بالدين كأنْ لا فصل للغة العربيّة عن الإسلام، ما يدفع المدارس المسيحيّة والعلمانيّة إلى عدم الاستعانة بها.
لا تغيب عن البال طبعًا صعوبة إنتاج هذا النوع الأدبيّ/ الفنيّ، ما دامت السوق متخمة بأغنيات عمرو دياب ومايا دياب، لكن هل يعني ذلك عدم التحذير من مخاطر تهدّد اللغة العربيّة والمحكيّة اللبنانيّة حين نهملهما ونعلّم الأطفال والأولاد أغنيات أجنبيّة تعالج شتّى المواضيع؟ وهل نحمي الطفولة حين نبعدها عن اللغة الأمّ ونتركها بلا جدّة حنون أو أمّ عطوف يرافق صوتاهما نعاسًا يحلو له أن يغفو على إيقاع الأمان؟
في كتاب "عديّات" للكاتبة نجلا جريصاتي خوري، يجد من هم من جيلي، ومن قبله بكثير ومن بعده بقليل، صدى لما سمعناه في طفولتنا، ونستعيد مع كلّ عديّة نكهة اللوز والجوز والزبيب، أو لمسة الحنان على جبين ملتهب من حرارة المرض، فلماذا نحرم أطفال اليوم من ذكريات ملؤها الاهتمام والرعاية، ونتركهم لرحمة أغنيات لا تليق بعمرهم ولا تناسب براءتهم؟ قد تكون هذه العديّات قد تخطّت الزمن، فلماذا لا نكتب غيرها، ولماذا لا نؤسّس لذاكرة جديدة بعيدة عن عالم الكبار وشجونه، ذاكرة تحترم ذكاء الطفل وتنمّي خياله وتواكب عصره لكن بلغة جميلة وإحساس مرهف؟
لا يكفي أن نرمي كرة الأطفال في ملعب وزارة التربية، فالأهل وحدهم مسؤولون عن الأغنيات التي يسمعها أولادهم في البيت وعمّا يدرسونه في الروضات والمدارس. وحين يطالب هؤلاء الأهل بأغنيات تليق بأعمار أولادهم يتشجّع الشعراء والملحّنون ويكتبون أعمالًا جديدة لأجيال جديدة، وتتحمّس شركات الإنتاج لتبنّيها حين ترصد رغبة الآباء والأمّهات في إصلاح ما أفسده دهر من سوء الذوق وتدنّي المستوى وشيخوخة مبكرة أصابت أطفالنا.
https://cafein.press/post/akol-ltflty-shkhbt-shkhabyt
فتاة تدخل ومعها تفاصيل حين نهتمّ بها، حياتنا أجمل حضرة الأستاذ زاهي وهبي في الرّسالة الأولى، أردت أن ألفت انتباهك إلى بعض الأم...